الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الأخبار العالمية

واشنطن: نسعى لتنشيط الجهود الدبلوماسية لإنهاء حرب اليمن

واشنطن: نسعى لتنشيط الجهود الدبلوماسية لإنهاء حرب اليمن
16 مارس 2021 02:53

دينا محمود، وكالات (لندن، واشنطن)

أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أمس، بأن الوزير أنتوني بلينكن أبلغ مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن جريفيث، بأن واشنطن تخطط لتنشيط الجهود الدبلوماسية، بالتعاون مع الأمم المتحدة وغيرها، لإنهاء الحرب في اليمن.
وقال المتحدث نيد برايس في بيان: «لقد أكد الوزير أن الولايات المتحدة تدعم يمناً موحداً ومستقراً وخالياً من النفوذ الأجنبي، وأنه لا يوجد حل عسكري للصراع».
وتقول الأمم المتحدة: إن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
يأتي ذلك، في وقت تواصل فيه ميليشيا «الحوثي» عرقلة الجهود الدولية الرامية لوضع حد للقتال الضاري الدائر في اليمن، بينما يطالب الخبراء والمحللون إدارة الرئيس جو بايدن، بالتصدي لإمدادات الأسلحة الإيرانية، التي تحصل عليها هذه الجماعة الطائفية، والتي أتاحت لها الفرصة لتصعيد هجماتها خلال الفترة القليلة الماضية.
ويرى الخبراء، أن الوقت حان لأن تدرك الميليشيا «الحوثية» خطأ اعتقادها بأن بوسعها «مواصلة تلقي تلك الشحنات، وأن لا شيء يمكن أن يعترض طريق وصولها»، إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها في اليمن، سواء بالطرق البرية، أو عبر موانئ، من بينها الحديدة والصليف وراس عيسى.
من جهته، أكد المحلل المتخصص في الشؤون الإيرانية بهنام بن تالبلو أن طهران تعمد إلى «تفكيك الأسلحة التي تُهربها للحوثيين إلى أجزاء، بدلاً من نقلها في شكل منظومات كاملة، وذلك لكي تتجنب إمكانية رصدها واعتراضها»، داعياً إدارة بايدن إلى «مراقبة هذه التطورات من كثب»، والتدخل لوقف تلك الشحنات كذلك.
وفي تصريحات نشرها موقع شبكة «فوكس نيوز» التلفزيونية الأميركية، شدد بن تالبلو على أن التكثيف المتزايد للعمليات البرية «الحوثية» باتجاه محافظة مأرب ذات الأهمية الاستراتيجية، والتصعيد المتزايد في الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيّرة على السعودية، يبرهنان على أن «هذه الميليشيا، واثقة من أن إمدادات السلاح التي تستطيع عبرها مواصلة أعمالها العدوانية، في الطريق إليها، ولن يتم وقفها».
وحذر المحلل في مركز «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» للدراسات في واشنطن، من الخطر الذي تمثله شحنات الأسلحة الإيرانية للحوثيين على المنطقة بأسرها، في ضوء أن تلك الإمدادات أدت إلى تمكين ميليشيا «الحوثي» من شن هجمات طويلة المدى تهدد المنشآت النفطية، ذات الأهمية الكبرى للاقتصاد العالمي.
من جانبها، ربطت فارشا كودوفاير المحللة البارزة في مركز الأبحاث الأميركي نفسه، بين التصعيد الحوثي الحالي، ورفض هذه الميليشيا، للمقترحات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وانتهاج البيت الأبيض سياسات أقل صرامة حيالها، وإزاء داعميها في إيران كذلك.
وبحسب كودوفاير، أسهم هذا «التغيير في سياسات بايدن، بالتأكيد في تشجيع الحوثيين، فالهجمات تصاعدت في وقت قريب من اتخاذ الإدارة الديمقراطية قرارها شطب ميليشيا الحوثي من القائمة الأميركية للتنظيمات الإرهابية».
وشددت كودوفاير، وهي بدورها خبيرة في شؤون المنطقة، على أن «تراجع إدارة بايدن عن ضغوطها على الحوثيين، حتى وإن كان بهدف تحسين الوضع الإنساني في اليمن، شكلَّ دعماً للنزعات العدوانية لدى الميليشيا، التي تسعى للاستيلاء على مأرب».
وتقع مأرب على بعد يفوق 170 كيلومتراً شمال شرقي العاصمة اليمنية صنعاء. ورغم أن المحافظة تشهد معارك طاحنة، منذ ما يزيد على عام، فقد صعّدت ميليشيا الحوثي عملياتها العسكرية الرامية للاستيلاء عليها منذ مطلع فبراير الماضي، في ضوء أهميتها الاستراتيجية، إذ تحاذي خمس محافظات يمنية، فضلاً عن أنها تضم أكبر حقول تصدير الغاز في البلاد.
وأكدت «فوكس نيوز» أن عرقلة جهود وضع حد للحرب في اليمن، والتي يتحمل «الحوثيون» مسؤوليتها، تؤدي إلى تفاقم «أسوأ أزمة إنسانية في العالم»، مشيرة في هذا الشأن إلى رفض تلك الميليشيا الطائفية قبل أيام قليلة لخطة طرحتها الولايات المتحدة لوقف القتال، أعلنها مبعوثها الخاص للملف اليمني تيموثي ليندركينج، بعد مباحثات أجراها على مدار الأسبوعين الماضيين، مع مختلف الأطراف المعنية بالأزمة.
واعتبرت الشبكة أن هذا التعنت الحوثي يشير إلى أن «تغيير إدارة بايدن نهجها حيال اليمن، وانخراطها في جهود دبلوماسية مكثفة، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، قد فشلا حتى الآن» في تحقيق أي نتائج ملموسة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©