الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الترفيه

(غاف في حديقة)

(غاف في حديقة)
22 أغسطس 2021 02:20

للأبد أجنحة، لا ضجة وأصوات………
قد يكون شجر الغاف هذا المتجمع في حديقة وسط منطقة «دهان في رأس الخيمة المتميز بأناقة ثباته وظروفه الوجدانية واخضرار غصونه وحيداً ويعاني 
هو ذاكرة اختزلت أجمل الذكريات كتبت على صفحات الأيام وتم حفظها في جذورها والوقت، في ساحة محدودة باب فقط دون تذاكر وسور وكناس يهذب أغصانها الطويلة بعفوية المشتغل المحب الصابر دون انتظارات الشكر
كما يقول الأستاذ علي أبو الريش 
«يولِد هذا الغاف 
محبة ولا يزرع»
كل شجرة لها ظل مختلف، كل منها لها أقارب وأسرة، ولها تعريف ونسب تنتقل بأرواحها أو ترسل خطابات سرية وتبث استمرارها إلى الأخريات وفي شعورك، شجر الغاف يورق وله بهجة تتعرف على سعادته، كلما أقبل الناس إلى قلب الحديقة، رأيت رحابة صدره وانشراحه للزوار والجالسين تحت الظل، يكفيك الوقوف أمام الباب حتى تتمكن منك «لهفة العاشق إلى عاشق» هذا الظل، وهذا الكرسي، وأجمل تناغم بين الشجر وما بينك وبين الصوت والماء في الأحواض، أظن أن على ورق هذا الغاف عتباً على الانقطاع وشجناً وأصدقاء واثنين جرحوا من الانتظار.
يقول حارس الحديقة: لا تظن بأنها مهجورة، عامرة بأهل المكان صغاراً وكباراً، وحين يغادرون يتركون أصواتهم، الغاف صادق في تصرفاته، يحسن التصرف مع وحدته، معني يربت على كتف الحنان، ويسنده عن الجفاف بحكاياته وصورهم.
اليوم نزل مطر سرب عذوبته بين غصنين، كتب في هذا المكان من زمن عرفنا عن هذا المكان، ومن كان يسكن فيه الشاعر الكبير والحكيم «الماجدي بن ظاهر» في دهان 
ومن قوله…
«مالي في دهان طوال دوم
ولا في الحيل مخضر القوافي
راس المال شاشه من يريد
بطبعها وبخلي الكرب غافي»
هذه الحديقة وشجر الغاف وظلالها قبلة البسطاء، وكانت دنيا مرحهم وسعادتهم.
أمام استعادة الذكريات…
من هذا المكان بدأت الحفلة، ومن هذا الصرح باب الحديقة مفتوح يؤدي إلى باب الروضة تقرب الخطوات للأولاد، وسهولة اللعب والتلوين والفسحة الإيجابية «روضة أم الدرداء للأطفال سابقاً والآن روضة الورود للأطفال»، كانت تعطي في قلوب الأحبة الأولاد الدروس الأولى وإنجازهم البصري الأول، وتحفيزهم على العلم ومن تميز هذا الغاف اخضراره اللون المريح الذي اتسعت فيه مداركهم.
إنها شجرة غاف يا عالم التي فتحت طريقاً إلى يدهم التي عرفتهم على معنى الغرس وصمود جذوره 
«الشجر القضية الأهم 
غاف في حديقة
أكتب من خارج سورها»

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©