الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
التعليم والمعرفة

ديمة الشكر: كتابة «أين اسمي؟» تطلبت قراءة مراجع كثيرة

الروائية ديمة الشكر أثناء الجلسة الافتراضية (من المصدر)
12 أغسطس 2021 00:30

فاطمة عطفة (أبوظبي)

أكدت الكاتبة ديمة الشكر أنها قرأت كثيراً من المراجع والمصادر حتى استطاعت أن تجمع الأحداث المتناثرة، لصوغ روايتها «أين اسمي؟» بلغة سلسة ومؤثرة، موضحة، في جلسة افتراضية، نظمها أمس الأول، صالون الملتقى الأدبي، بالتعاون مع دار الآداب، أن الرواية تتناول أحداثاً دموية مؤلمة من تاريخ دمشق وقعت تحت الحكم العثماني. 
وقالت مديرة الجلسة أسماء صديق المطوع، مؤسسة الملتقى: «نلتقي لمناقشة رواية تبحث في حقبة مهمة من تاريخ سوريا في حبكة درامية وأسلوب شاعري يجمع بين جمالية السرد وتثقيف القارئ بمفردات الحياة الشامية مثل: باب توما والقماش الدمشقي والمصابيح النحاسية والطاولات المصدفة وبلاطات القيشاني، إلى جانب العلاقة الجدلية بين ريتشارد بورتون القنصل البريطاني في دمشق وبين «قمور» بطلة الحكاية وراوية أحداثها». وأضافت: «تسافر بنا الرواية إلى تاريخ المذبحة المشؤومة التي تعرضت لها كثير من العائلات المسيحية في دمشق في عام 1860 ويطلق عليها «طوشة النصارى»، وكانت بطلة الرواية «قمور» شاهدة عليها ومدونة لأحداثها، وخاصة أن صورة أمها المطروحة بثوبها الأزرق إلى جانب بحرة الدار لا تغادر ذاكرتها، موضحة أن القارئ يتعرف من خلال ذكريات البطلة على المذبحة والعديد من أسماء الضحايا وعائلاتهم، وجوانب غامضة من تاريخ المدينة الجميلة التي لا يملك من يزورها إلا أن يحبها، فهي واحة الياسمين والوجه الآخر للعشق.
وأشار المشاركون إلى أهمية الرواية ولغتها الشاعرية المؤثرة، واعتماد الكاتبة على تقطيع المشاهد بما يشبه المونتاج السينمائي والانتقال بين الأشخاص وعبر الزمان والمكان بين دمشق ولندن، وبين طفولة الراوية وشبابها وزواجها، حيث أبدعت الكاتبة في صياغة دراما سردية بليغة ومؤثرة تذكر بما جرى لدمشق وكأن التاريخ يكرر نفسه، وكأن الأجيال لا تتعلم من تاريخها، وكأن الجرح السوري مفتوح منذ أكثر من مائة وخمسين عاماً. 
وتطرق المشاركون إلى ملامح متعددة في الرواية بين الماضي والحاضر، وربما من أقسى مشاهد العمل حديث الكاتبة عما جرى لسوريا في كارثتها الراهنة ومقارنتها بكارثة «هيروشيما» (أول تفجير نووي في العالم ألقت فيه الولايات المتحدة قنبلة على اليابان أثناء الحرب العالمية الثانية)، حيث تدخل إلى مطعم ياباني في لندن وتلتقي تاماكي الذي يحدثها أن جدته كانت من «الهيباكوشا»، أي الناجين من الكارثة الذرية، وحين تحدثه عما جرى في بلادها بأن الأمر مثل اللحظة الأولى بعد قصف هيروشيما، لكنها لحظة لا تزال تتمدد وتطول. ثم تعتذر منه وتسكت. فيقول لها: «لم أكن أعرف الكثير عما جرى في بلدك، قرأت بعض المقالات، لكني حين رأيت الصور، قفزت هيروشيما إلى بالي فوراً».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©