محمد الدمرداش (القاهرة)
رفع المنتخب التونسي، من حظوظ العرب في انتزاع لقب بطولة كأس الأمم الأفريقية، بعدما عبر إلى الدور ربع النهائي، ودخل ضمن الثمانية الكبار في القارة السمراء، بالفوز على منتخب غانا بركلات الترجيح.
المنتخب التونسي لحق بشقيقه الجزائري في دور الثمانية، بعدما تعادل 1-1 أمام غانا على استاد الإسماعيلية في الوقتين الأصلي والإضافي، ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح، التي منحت النسور التفوق والتأهل الرسمي، ليحافظ المنتخبان على حظوظ العرب في التتويج بالنسخة 32 من البطولة القارية، بعدما خرجت منتخبات مصر والمغرب وموريتانيا في وقت سابق.
واصطاد نسور قرطاج كل العصافير الممكنة بحجر الفوز علي النجوم السوداء، حيث حقق الفريق التونسي أول فوز في تاريخه على حساب نظيره الغاني، خلال تاريخ مباريات بطولة الأمم الأفريقية، بعدما شهدت البطولات السابقة تفوقاً كاسحاً للبلاك ستارز على النسور، إلا أن نجوم تونس اقتنصوا الفوز التاريخي الأول.
وخلال 7 بطولات سابقة، التقى منتخبا تونس وغانا 7 مرات، كان الفوز من نصيب النجوم السوداء 6 مرات، بينما انتهت مواجهة واحدة بالتعادل، ولم يسبق للفريق التونسي أن فاز في أي مواجهة أمام غانا من قبل، في تاريخ نهائيات كأس أمم أفريقيا.
البداية كانت في النسخة الرابعة عام 1963، حيث تواجه المنتخبان وتعادلا 1-1، وتواجها كذلك في النسخة التالية عام 1965 وحقق الفريق الغاني الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وتكرر الفوز في النسخة 11 عام 1978، وفاز الغانيون بهدف دون مقابل.
وواصل البلاك ستارز سيطرتهم ليفوز الفريق مرة أخرى، في النسخة 13 عام 1982 بهدف، وعادت غانا لتحقق فوزاً آخر بهدفين، في النسخة 21 عام 1998 في بوركينا فاسو، وكانت آخر مواجهة بين الفريقين في نسخة عام 2012، وتكرر فوز غانا 2/ 1، وبعد 55 عاماً من الفشل المتتالي حقق الفريق التونسي أول فوز على الغانيين.
من جانبه، قال الفرنسي آلان جيريس، المدير الفني لمنتخب تونس، إن التأهل للدور ربع النهائي كان غاية في الصعوبة، مشيراً إلى أن أداء فريقه لم يكن مقنعاً على الإطلاق في الدور الأول، ولكن الفريق اجتهد كثيراً منذ دور المجموعات، وخطط بصورة مميزة لمباراة غانا، حتى تحقق الهدف الرئيسي وفاز بركلات الترجيح وعبر مع الثمانية الكبار. وأضاف جيريس: «فضلت تأجيل الدفع بالمهاجم وهبي الخزري، خاصةً أن اللاعب لم يشارك في التدريبات لمدة 3 أيام متتالية، بسبب إصابة في العضلة الخلفية، ولكنه شارك في اللقاء وظهر بمستوى متميز للغاية، وساهم في عبور النسور إلى ربع النهائي. وعن تغيير المعز حسن حارس المرمى، قبل ركلات الترجيح، أكد مدرب تونس أن فاروق بن مصطفى الحارس الثاني متمكن أكثر في ركلات الترجيح، وقرار الجهاز الفني بالإجماع أن يكون متواجداً لمساعدة الفريق في الوقت الحاسم، وبالفعل تعامل بصورة رائعة وتصدى لركلة ترجيح ساهمت في حصول الفريق التونسي على بطاقة العبور للدور ربع النهائي.
المدرب الفرنسي أوضح أنه حزين للغاية لتوديع منتخبي مصر والمغرب للبطولة مبكراً، وأنه لم يكن يتوقع خروجهما بهذه الطريقة، مشيراً إلى أن مواجهة مدغشقر ستكون غاية في الصعوبة، خاصةً أن الفريق يأمل في مواصلة معجزته بكأس الأمم، وسيكون فريقه حذراً للغاية في التعامل مع المنتخب الملغاشي صاحب الطموح الكبير، والذي حقق أكبر مفاجأة في «كان» حتى الآن.
وكانت جماهير تونس قد استعادت بسمتها بعد الأداء المخيب للمنتخب في الدور الأول، الذي اكتفى فيه بالتعادل في مبارياته الثلاث.
وبمجرد تسجيل فرجاني ساسي ركلة الجزاء الأخيرة، أطلقت الجماهير التونسية العنان لفرحتها في المقاهي والشوارع الرئيسية. وغص شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة بالجماهير وعلت أصوات أبواق السيارات، كما احتشد الآلاف وسط مدينة صفاقس للاحتفال بالتأهل الصعب.
وخرجت أفراد الجالية التونسية للاحتفال في شارع الشانزليزيه في العاصمة الفرنسية باريس، حاملين الرايات الوطنية.
وحفلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بصور أعلام تونس، وبتعليقات ساخرة بعد فشل المنتخب في تحقيق فوز صريح في مبارياته الأربع حتى الآن، لكنه نجح في الوصول إلى الدور ربع النهائي بركلات الترجيح.