فاز منتخبنا الأولمبي على بنجلاديش بثلاثية نظيفة، أكد بها أنه ذهب إلى أسياد الصين بوصفه «سيداً»، ليتجاوز سريعاً تعادله مع هونج كونج بهدف لكل منهما، وليثبت أيضاً أنه عازم على الذهاب في منافسات الكرة بدورة الألعاب الآسيوية إلى أبعد مدى ممكن. وأجمل ما كان في المباراة إضافة إلى الأهداف الثلاثة التي أحرزها النجمان أحمد خليل ومحمد فوزي، هو الأداء الذي قدمه الفريق والحصار الذي فرضه على منتخب بنجلاديش فترات طويلة من اللقاء، وهو ما تظهره إحصاءات المباراة، فقد سددنا على مرمى المنافس مباشرة 20 مرة، وبلغت ضرباتنا الركنية 11 ضربة، وكانت نسبة تحكمنا في الكرة 63 في المائة، وجاء أداء لاعبينا سلساً دون عنف أو عصبية، على عكس المنتخب البنجالي الذي حصل اثنان من لاعبيه على بطاقتين صفراوين. وبالوصول إلى النقطة الرابعة، أعتقد أن منتخبنا قطع شوطاً لا بأس به نحو التأهل إلى الدور الثاني، وتبقى مباراته أمام أوزبكستان في الثانية عشرة من ظهر الغد، مهمة لتحديد أوراق المجموعة وفرص منتخباتنا، وإن كان منتخبنا مطالباً بالفوز بها لإثبات جدارته بالتأهل واستكمال مسيرته نحو اللقب، وأقول نحو اللقب، لأنني لا زلت مصراً على ما سبق أن قلته، من أن منتخبنا يشارك في هذه البطولة بوصفه بطلاً لآسيا، وإن كان لقبه السابق تحقق في مرحلة الشباب، إلا أن لاعبي الأمس هم قوام هذا الفريق، وهم أولاً قوام الأمل الإماراتي، والذين فتحوا أبواب الإنجازات على مصراعيها. ولابد من الإشادة بجهد وفكر المدرب الوطني مهدي علي مدرب منتخبنا الذي من أهم سماته التجانس، والحفاظ على الاستقرار، ولذا لم يجر أمس سوى تعديل وحيد على التشكيلة التي لعب بها أمام هونج كونج حيث دفع بحبوش صالح منذ بداية المباراة بدلاً من محمد الشحي، بينما غاب عمر عبد الرحمن عن القائمة بسبب البطاقة الحمراء التي حصل عليها في لقاء الجولة الأولى، وأعتقد أن قيادة مهدي للأبيض قوة دفع إضافية، خاصة أن المدرب قدم العديد من الشهادات والدلائل على قدراته الفنية. ويحسب للاعبينا أنهم يمتلكون أجمل وأحلى ما في الكرة، فهم يبادرون، وأيضاً لديهم المقدرة على العودة في أي وقت، ولا شك أن ذلك ليس نتاج يوم أو اثنين، وإنما هو جهد سنوات وعمل مضن، تواكب عليه عدد كبير من المدربين والإداريين الذين زرعوا في اللاعبين هذه الخصائص حتى باتت من طبيعتهم، ولذا كان أداؤهم أمام بنجلاديش بالأمس عنواناً لفريق جيد، بإمكانه أن يحمل طموحات جماهير وأن يحققها بإذن الله. بقي أن نقول إن مواجهة الفريق الأوزبكي غداً ليست هينة، وإنما هي التحدي الحقيقي في هذا الدور، ولاعبونا أدرى الناس بالكرة الأوزبكية التي نعبرها دائماً في طريقنا بالبطولات، وأحياناً ما تكون حجر عثرة، وفي كل الأحوال يحتاج التعامل معها إلى تكتيك خاص، لا شك أن مدربنا أدرى الناس به، فالكرة الأوزبكية معقدة، ومثلما الفوز عليها ممكن، فالخسارة منها ممكنة أيضاً، مع خالص الدعاء لنجومنا باجتيازها غداً. كلمة أخيرة لا شيء صعب، طالما أن هناك إرادة، وطالما أن هناك رجالاً. mohamed.albade@admedia.ae