لم تكن مباراة المغرب وناميبيا في بداية المشوار العربي بنهائيات أفريقيا غانا 2008 إلا بمثابة زئير قوي لأسود الأطلس، حيث التهموا منافسهم بخماسية ولا أروع كان يمكن ان تتضاعف لو لم يلجأ الفرنسي هنري ميشيل مدرب الفريق لإراحة عدد من لاعبيه في الشوط الثاني· ولعل المنتخب المغربي بخماسيته التي كان بطلها العيناوي سفيان العلودي يعوض ما فاته في البطولة الماضية بمصر عندما أنهى مهمته من الدور الأول دون أن يسجل هدفاً واحداً! وبرغم الفوز العريض لـ أسود الأطلس إلا أن ما ينتظرهم في الجولتين المقبلتين لا يخلو من صعوبة حيث لقاء غينيا ثم غانا ولو تجاوز المغاربة العقبة الغينية فإنهم سيتأهلون للدور الثاني مهما كانت نتيجة مباراتهم الأخيرة بالمجموعة مع غانا صاحبة الأرض والجمهور والتي كسبت غينيا في الافتتاح بشق الأنفس· واليوم يتواصل الحوار العربي في مونديال الأفارقة عندما يواجه المصريون حاملو اللقب أسود الكاميرون، بينما يعود نجوم السودان صقور الجديان لأجواء النهائيات بعد 32 عاماً من الغياب بلقاء زامبيا· ولا شك أن مباراة مصر والكاميرون لقاء بين كبيرين ويكفي أن الفريقين كسبا ثلاثة ألقاب من أربعة في الألفية الجديدة، كما أن المصريين يسعون لتجاوز مأزق الكاميرون ليقطعوا نصف المشوار إلى الدور الثاني، بينما يرى زملاء إيتو أن اللقاء تأخر كثيراً لرد الاعتبار أمام منتخب مصر الذي حرمهم من 5 نقاط كاملة أطاحت بأحلامهم في الوصول لنهائيات مونديال ،2006 وحوّلت البطاقة من ياوندي إلى أبيدجان· ولا بديل أمام منتخب السودان سوى الفوز على زامبيا ليتفرغ بعد ذلك للمهمة الأصعب أمام مصر والكاميرون أملاً في تحقيق أمنية الصعود للدور الثاني· وبينما ينشغل العالم بمتابعة النهائيات الأفريقية تشهد مسابقة الدوري آخر المؤجلات اليوم بلقاءين ساخنين تتابعهما العاصمة الجميلة، فالعين الذي استعاد كثيراً من عافيته يحل ضيفاً على الجزيرة بطل الخليج في مباراة لا تعترف بالتكهنات، والخاسر فيها يتراجع كثيراً في حسابات الصدارة· بينما يستضيف الفريق الوحداوي منافسه النصراوي، ويسعى كل منهما لتصحيح أوضاعه على حساب الآخر، خاصة بعد أن تذوق الوحدة طعم الفوز على حساب حتا، بينما لا يزال النصر في رحلة البحث عن الذات ، فالخسائر المتتالية وضعت الفريق في موقف لا يحسد عليه، وستكون المباراة بمثابة بداية التعارف بين المدرب الجديد لوكا ولاعبي الأزرق، بينما يدرك بونفرير مدرب الوحدة أن الفوز بفارق هدف واحد على حتا لا يتوازى مع طموحات الفريق الوحداوي الذي يسعى للعودة إلى الواجهة قبل أن يبدأ مشواره الآسيوي الجديد، كما أن المباراة تعد اختباراً حقيقياً للاعبين الأجانب الجدد، خاصة ان العميد وأصحاب السعادة دفعا فاتورة عدم التوفيق مع اللاعبين الأجانب قبل بدء فترة الانتقالات الشتوية· وإنا لمنتظرون·