قد يمثل التعديل الثاني عشر من الدستور الأميركي، إذا طُبق في انتخابات 2020، سلاح «هاورد شولتز» السري للفوز على الرئيس دونالد ترامب. والأمر ليس جنوناً بل غير مرجح فحسب. وكي أوضح هذا أكثر، سألت هانك أدلر وهو شريك متقاعد من شركة ديلويت العالمية للخدمات المهنية ويعمل حاليا أستاذاً للمحاسبة في جامعة تشابمان. وأدلر شغوف للغاية بشأن اشتراطات الدستور في الظروف التي قد تقذف بمرشح حزب ثالث إلى البيت الأبيض. وشغفه هذا جعله يكتب رواية سياسية شائقة في عام 2011 عن هذه الظروف. والرواية بعنوان «من ثلاثة إلى خمسة» وتقع فيما يقرب من 700 صفحة. وسألت «أدلر» أن يلخص أفكاره في 200 كلمة، فقال رداً على رسالة بريد إلكتروني «إذا فاز السيد شولتز في ولاية واحدة على الأقل ولم يحصد الرئيس ترامب ولا المرشح الديمقراطي على 270 صوتاً في المجمع الانتخابي. سينتقل الانتخاب إلى الكونجرس».
ومضى أدلر يقول إنه حينها «يتعين على مجلس النواب الاختيار بين الثلاثة الذين حصلوا على أكبر عدد من أصوات المجمع الانتخابي كي يحدد الرئيس من بينهم. ويكون لكل ولاية صوت واحد، وكي يصبح المرء رئيساً يتعين على أحد المرشحين الحصول على أصوات 26 ولاية وإلى حين حدوث هذا، يشغل نائب الرئيس منصب الرئيس بالنيابة».
وهناك حالياً 28 ولاية أغلبية مندوبيها في الكونجرس «جمهوريون» لكن بعضها منقسم بشكل متقارب للغاية، وقد تتحول إلى الحزب «الديمقراطي» ومضى أدلر يقول إنه بالإضافة إلى هذا يشترط التعديل الثاني عشر تصويت 33 ولاية- ثلثا الولايات الخمسين- ويتعين أن تؤيد 26 ولاية أحد المرشحين الثلاثة حتى يصبح رئيساً.
ويرى «أدلر» أن خريطة مجلس الشيوخ في عام 2020 توحي بأن الحزب «الجمهوري» سيحتفظ بوضعية الأغلبية بقيادة ميتشل مكونيل. ولذا و«مع الأخذ في الاعتبار أن بعض الولايات قد يكون لديها عدد مساوٍ من «الديمقراطيين» و«الجمهوريين» في مجلس النواب ومن ثم سيكون الموقف محتدم فيها، ولأنه من غير المرجح بقوة أن يصوت مندوبو ولاية ذات أغلبية «ديمقراطية» لصالح دونالد ترامب أو يصوت مندوبو ولاية ذات أغلبية «جمهورية» لصالح مرشح «ديمقراطي» وأن تتمسك الولاية أو الولايات التي تؤيد شولتز بموقفها، فلن يتمكن مجلس النواب أبداً من منح أصوات 26 ولاية للرئيس ترامب ولا للمرشح «الديمقراطي» وحينها، وعلى افتراض أن القائم بأعمال الرئيس هو مايك بنس، قد يضطر مجلس النواب إلى الاختيار بين بنس رئيساً بالنيابة لمدة أربع سنوات أو شولتز ليكون رئيساً.
*مؤلف كتاب «الطريق الرابع: لدليل المحافظين إلى أغلبية دائمة للحزب الجمهوري».
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»