إذا أراد الفرد منا أن يتحدث عن حقوق الإنسان في دولة الإمارات، فإنه سيجد نفسه أمام مجموعة كبيرة ونوعية من التشريعات والإجراءات والبرامج والمبادرات، التي تضمن حق الإنسان في الحياة أولاً، ومن ثم حقوقه في مجالات عدّة، أهمها التعليم والعمل والصحة والإسكان، وذلك وفق منظومة تهتم بتأصيل قيم المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص بين الفئات الاجتماعية، على اختلافها.

أحدث الأوجه الناصعة التي تحمي منظومة حقوق الإنسان في دولة الإمارات، وليس آخرها بالطبع، كان إصدار صاحب السمو، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في نهاية أغسطس المنصرم، القانون الاتحادي رقم/ 12/ لسنة 2021 بشأن «الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان»، التي اعتمدت حكومةُ الدولة إنشاءَها في ديسمبر 2020، بما يتسق مع الجهات المعنية في الداخل والخارج، ويحافظ على المستوى الحضاري الذي وصلت إليه دولتنا في هذا الملف، عبْر مسيرة طويلة من الجهود في حماية حقوق الإنسان وتعزيزها طوال 50 عامًا الماضية. ويُسجَّل لدولة الإمارات اهتمامها بترسيخ حقوق النساء، وهو ما يشهد عليه قرار رئيس الدولة، حفظه الله، في عام 2019، أن يكون نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي منهن.

وبالنسبة إلى المناصب الحكومية، فقد تبوأت تسع نساء مناصب وزيرات في الحكومة الأخيرة للدولة، كما توجد المرأة الإماراتية في مناصب عليا، في السلكين القضائي والدبلوماسي، وفي قطاعات الاستثمار والأعمال، فضلًا عن كونها شريكة فاعلة في مسيرة بناء الدولة ونهضتها، وتمتلك كل أدوات التمكين التي جعلت منها مؤثرة في القطاعات الحيوية، ولديها الحقوق الكاملة في الحصول على فرص تعليمية، وفرص رائدة في العمل، تناسب إمكاناتها، وتعزز من انخراطها في البرامج التدريبية والتأهيلية، التي تنمّي معارفها ومهاراتها، وتجعلها قادرةً على امتلاك أفضل الخبرات، أينما وُجدت، وكيفما عملت.

أما إذا أردنا الحديث عن حصول العمال على حقوقهم الأساسية، وفقًا لما نصّ عليها العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومواثيق أممية أخرى ذات علاقة، فإن المتأمل لذلك يلاحظ حرص القيادة الرشيدة على أن تعيش هذه الفئة، التي تحظى بكل التقدير، في بيئة إنسانية تحفظ لهم كرامتهم، وتضمن لهم مستويات معيشية مستقرة وآمنة، وتوفّر لهم العمل في بيئة تضمن لهم السلامة ومتطلبات الصحة العامة، وحصولهم على حقوقهم كافة، وعدم تعرضهم لأي انتهاك قد يمسّ إنسانيتهم، لا قدّر الله، ليأتي بعد ذلك كله مَن يتساءل: لماذا أصبحت الإمارات قِبلة الطامحين في العيش والعمل من كل مكان؟

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.