اختارت دولة الإمارات للمعرض العالمي (اكسبو) شعاراً ذهبياً فريداً يعكس تواصل حضارات دلمون والفراعنة والرافدين وما وراء النهرين السند والهند. الشعار المستوحى من نقوش ومشغولات ذهبية أبدعتها سواعد إماراتية قبل 4000 عام، يؤكد للعالم أن الأيادي المبدعة التي رسمت وصنعت الذهب قديماً، هي نفسها التي تواصل العمل لتبني مستقبل الوطن لمئات السنين.
سينطلق الحدث العالمي لمعرض إكسبو 2020 دبي، في الأول من أكتوبر المقبل، وهو يمثل «الدبلوماسية العامة» و«الدبلوماسية الثقافية» من خلال التواصل الفعال مع الجماهير المحلية والعالمية، من أجل تحقيق المصالح الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، لإبراز صورتها وسمعتها وقواها الناعمة، من ابتكارات وإبداعات رقمية وذكاء اصطناعي.
ويمثل إكسبو 2020 دبي القوة الناعمة الحميدة التي تقرّب بين الشعوب وتنشر الوئام، وهو يشكل فرصة نادرة لتعزيز الدبلوماسية العامة، ومتعددة الأطراف، لترسيخ التفاهم في العلاقات الدولية، بحيث تؤدي أجنحة الدول المشاركة تمثيلاً دبلوماسياً للتعريف بها.
وفي هذا السياق، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، عبر حسابه في «تويتر»: «أُطمئن الجميع بأن التجربة التي سيشهدها العالم في (إكسبو) ستكون غير مسبوقة، وأن الإمارات ودبي ستكونان على قدر الحدث العالمي، وأن الأشهر الستة التي ستجتمع فيها 191 دولة معنا ستبقى في ذاكرة العالم بإذن الله».
مقولة سموه هذه رافقتها تغريدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عبر حسابه في تويتر: «تبدأ دولة الإمارات باستضافة أحد أكبر الأحداث الثقافية والحضارية على مستوى العالم (إكسبو 2020 دبي).. قدرات فريقنا الوطني وكفاءتهم، بقيادة أخي محمد بن راشد ستقدم للعالم نموذجاً ملهماً في الإرادة والعزيمة والإنجاز، مستلهمين من إرثنا العريق في التواصل والتبادل الثقافي».
إن جمع 191 دولة تحت سقف معرِض إكسبو 2020 دبي، لجعلها في صعيد واحد، هو إنجازٌ مميز واستثنائيٌ، لكونه يتحقق في ظل التحدي الذي تمثله جائحة «كوفيد-19» المستجدة، ذلك ما يجعل هذا الحدث محل أنظار العالم. هذه التظاهرة المتنوعة بأجناسها وأعراقها وثقافاتها، تسجل حدثاً تاريخياً، سيَعْلق بالذاكرة، بكل تجلياته المعمارية الكلاسيكية والحداثية وما بعد الحداثية.
وقد تم تصميم جناح دولة الإمارات على شكل صقر يستعد للتحليق، وهو يروي قصة الإمارات بوصفها مركزاً عالمياً، ويبرز رؤية قادتها حول بناء مجتمع سلمي تقدمي ذي خطط طموحة للمستقبل.
ويُذكر أن «إكسبو 2020 دبي» يهدف من خلال شعاره «تواصل العقول وصنع المستقبل» إلى بناء شراكات وإلهام العالم أفكاراً ترسم ملامح غدٍ أفضل. وتمثل الموضوعات الثلاثة التي يركز عليها المعرض، وهي الفرص والتنقل والاستدامة، في مجملها أهم محركات التقدم الرئيسة، إذ تبنى إكسبو 2020 دبي مناقشتها لتشجيع العالم على التفكير حول كيفية الحفاظ على كوكبنا للأجيال المقبلة.
ومن المعالم الرئيسة في المعرض «ساحة الوصل» التي تمثل قلب إكسبو وتصل بين مناطق الموضوعات الثلاثة التي يركز عليها الحدث، بتصميمها المميز الذي تغطيه قبة فولاذية ضخمة تصل مساحتها إلى 724 ألف متر مكعب، والمزودة بأحدث أجهزة العرض لتصبح أكبر شاشة في العالم بزاوية 360 درجة.
وسيضم الحدث معالم معمارية جديدة بُنيت لتظل قائمة بعد انعقاد المعرض الذي يدوم ستة أشهر، مثل جناح الاستدامة «تيرا». بل إن أكثر من 80 في المئة من منشآت المعرض ستظل قائمةً وستكون جزءاً من المدينة المستقبلية «دستركت».
وسيظهِر للزوار «جناحُ التنقل» كيفيةَ قيادة التنقل لنمو البشرية منذ فجر التاريخ وحتّى العالم الرقمي المترابط حالياً، مما سيضيف لمعالم دبي الحديثة معالم إضافية جديدة.
ويتعزز دور معرِض إكسبو في تفعيل الدبلوماسية العامة، ومتعددة الأطراف وتتسع فيه الفرص لتعزيز التعاون الدولي من خلال مشاركة منظمة الأمم المتحدة لتعزيز أهداف التنمية المستدامة، والبحث عن حلول مبتكرة للتحديات.
سفير سابق