صادف أمس الأحد، الخامس من سبتمبر الجاري «اليوم الدولي للعمل الخيري»، وهي المناسبة السنوية التي تشارك دولة الإمارات العالمَ الاحتفاءَ بها، مسطِّرة تاريخاً حافلاً ومتميّزاً في مجال العمل الخيري والإنساني، أسهمت خلاله في تخفيف معاناة المحتاجين، ومدّ يد العون والمساعدة لكل شعوب العالم.
وتأتي المناسبة هذا العام في ظلّ ظروف استثنائية أمْلتها الأزمة العالمية الناتجة عن انتشار فيروس «كورونا» المستجد، وهي الأزمة التي جسّدت خلالها دولة الإمارات أروع أمثلة التضامن الإنساني بوقوفها إلى جانب دول العالم كافة، وتقديم كلّ أوجه الدعم والإغاثة لها في مواجهة تداعيات الجائحة، حيث وصلت طائرات المساعدات الإماراتية إلى كلّ بقاع العالم، وامتدّت جهود الدولة الخيّرة لتشمل إعادة رعايا الكثير من الدول الشقيقة والصديقة العالقين خارج أوطانهم، واستضافت مجموعة منهم في «مدينة الإمارات الإنسانية»، ووفّرت للمرضى منهم الرعاية الطبية اللازمة. كما شكّل تعاون الدولة الوثيق مع منظمة الصحة العالمية عاملاً حاسماً في تسريع عملية الاستجابة الدولية لمكافحة انتشار الفيروس.
وإذا كانت أزمة «كوفيد-19» قد عكست قيم الخير والتعاضد الراسخة في المجتمع الإماراتي، الذي سارع بجميع مكوّناته، من مواطنين ومقيمين، للمشاركة في مختلف المبادرات المجتمعية الداعمة للمتضرّرين من الأزمة على النطاقين المحلّي والدولي، فلم يكن ذلك إلّا ترجمة لما كانت الدولة قد سارعت إليه من مأسسة العمل الخيري، وتحويله إلى ثقافة وسلوك مجتمعي راسخ في الشخصية الإماراتية، فتبوّأت الإمارات بذلك لسنوات عديدة المركز الأول عالميّاً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم، قياساً إلى دخلها القومي، بنسبة بلغت 1.31 في المئة من إجمالي دخلها، وهي ضعف النسبة العالمية المطلوبة، التي حدّدتها الأمم المتحدة بـ 0.7 في المئة.
وفي هذا السياق، جاءت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «حفظه الله»، للعائلات الأفغانية التي أُجليت من أفغانستان، في طريقها لوجهة ثالثة، وتستضيفها الدولة مؤقتاً في مدينة الإمارات الإنسانية، وتفقُّد سموّه لأوضاعها، والوقوف بنفسه على احتياجاتها ومتطلباتها، وتوجيهاته بتقديم أفضل الخدمات لها. وتوضح هذه الزيارة الكريمة بجلاء ما توليه القيادة الرشيدة من اهتمام كبير بالعمل الخيري، باعتباره قيمة إنسانية قائمة على العطاء والبذل بكلّ أشكاله، وهو ما جعل الإمارات اليوم من الدول القليلة التي ترجمت معنى الثروة إلى فكر ومشاركة إنسانية تشمل العالم بأسره، من دون مَنٍّ أو استثمار في مصلحة ضيّقة.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية