تستعد إدارة بايدن للبدء في تقديم لقاحات فيروس كورونا للمهاجرين المحتجزين في الولايات المتحدة على طول حدود المكسيك، حيث بلغت الأعداد في المعابر غير القانونية أعلى المستويات منذ أكثر من عقدين. ويكافح مسؤولو الصحة مع ارتفاع أعداد الإصابات، وفقاً لاثنين من مسؤولي وزارة الأمن الداخلي على دراية بالخطة.
حتى الآن، تلقى عدد محدود فقط من المهاجرين اللقاح أثناء وجودهم في منشآت احتجاز طويلة الأجل تابعة لإدارة الهجرة والجمارك الأميركية. وبموجب الخطوط العريضة للخطة الجديدة، ستقوم وزارة الأمن الوطني بتلقيحهم بعد فترة وجيزة من عبورهم إلى الولايات المتحدة وفي انتظار معالجة وضعهم من قبل إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية.
قال أحد المسؤولَين، اللذين تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، إن المهاجرين الذين أعيدوا بسرعة إلى المكسيك، بموجب قانون الصحة العامة رقم 42، لن يعرض عليهم تلقِّي جرعة تطعيم، على الأقل خلال المرحلة الأولية. وقال مسؤولو وزارة الأمن الوطني إن إدارة بايدن ستستخدم لقاح جونسون آند جونسون، حيث إن نظامه الذي يتمثل في الحقن بجرعة واحدة يناسب بشكل أفضل السكان العابرين الذين قد يكونون غير قادرين على التنسيق لتلقي جرعة ثانية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الأمن الوطني، ميرا بيرنشتاين، إن الوزارة ستواصل مراقبة وإعادة تقييم بروتوكولات الوباء الخاصة بها. وأضافت أن البروتوكولات لم تتغير حتى الآن.
لكن المسؤولين المطلعين على الخطة يقولون إن حملة التطعيم على الحدود يمكن أن تساعد في التخفيف من الانتشار العدواني لمتغير دلتا على جانبي الحدود الأميركية المكسيكية. في تكساس، حيث تجاوز عدد الحالات اليومية 10000 حالة الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ فبراير، ألقى الحاكم الجمهوري، جريج أبوت، وغيره من معارضي بايدن، باللوم على سياسات الرئيس الحدودية في مقاومة الفيروس. ويوم الثلاثاء، منعت محكمة فيدرالية محاولة أبوت تقييد شركات الحافلات وشركات النقل الأخرى من نقل المهاجرين.
وفي يوليو الماضي، عبر 210000 مهاجر الحدود إلى الولايات المتحدة على طول الحدود الجنوبية، وهو أعلى معدل في شهر واحد منذ 21 عاماً، وفقاً لتقديرات أولية لوزارة الأمن الداخلي. وأوضح ديفيد شاهوليان، مسؤول الحدود والهجرة في وزارة الأمن الداخلي، مخاوف الإدارة بشأن الصحة العامة في مذكرة للمحكمة يوم الاثنين.
وقال شاهوليان: «المعدلات التي ثبت عندها اختبار إيجابية غير المواطنين الأميركيين لكوفيد-19 زادت بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة. وعلى الرغم من انخفاض معدل الإصابة بين ضباط الجمارك وحماية الحدود، فإن هذا المعدل بدأ مؤخراً في الزيادة مرة أخرى، على الرغم من أن نسبة الضباط والوكلاء الذين تم تطعيمهم بالكامل قد زادت بشكل ملحوظ منذ يناير». وأضاف شاهوليان، الذي حذّر إعلانه من عواقب وخيمة محتملة إذا لم تعد إدارة بايدن قادرة على استخدام المادة 42 من قانون الصحة العامة لإعادة المهاجرين بسرعة إلى المكسيك: «لقد أدى ذلك إلى عزل أعداد متزايدة من موظفي الجمارك وحماية الحدود أو حجزهم في المستشفى».
ويقاضي المدافعون عن المهاجرين إدارة بايدن لوقف عمليات العودة، بحجة أن المادة 42 تحرم طالبي اللجوء من الحق في التقدم بطلب للحصول على الحماية بموجب قانون الولايات المتحدة.
وقال شاهوليان للمحكمة: إن مكتب الجمارك وحماية الحدود كان يحتجز أكثر من 10000 مهاجر اعتباراً من 1 أغسطس، أي ما يقرب من ثمانية أضعاف قدرته المعدلة حسب ظروف فيروس كورونا. وفي الآونة الأخيرة، أفرجت الوكالة عن أكثر من 100000 عابر للحدود في وادي ريو دي جراندي بجنوب تكساس، بما في ذلك 9000 في الأسبوع الماضي.
وقال المطلعون على خطة التطعيم الجديدة إنه من المنطقي أن تقدم الحكومة جرعات للأشخاص الموجودين بالفعل في مراكز الحجز الأميركية، مما يقلل خطر انتشار الفيروس في بلدانهم الأصلية أو في الولايات المتحدة.
ومع احتفاظ الحكومة الأميركية بجرعات لقاح أكثر بكثير مما تستطيع توزيعه محلياً، فقد عززت إدارة بايدن التبرعات العالمية للقاحات، وقال المسؤولون يوم الثلاثاء إنهم أرسلوا أكثر من 110 ملايين جرعة إلى 60 دولة على الأقل.
ويستعد مسؤولو إدارة إنفاذ الجمارك والهجرة لإرسال ما لا يقل عن 500 ضابط وموظف لمساعدة مكتب الجمارك وحماية الحدود مؤقتاً في القطاعات الحدودية، حيث يكون الاكتظاظ شديداً.
وبحسب أحدث الأرقام الحكومية، فقد تلقّى حوالي 20 ألف محتجز في حجز إدارة إنفاذ الهجرة والجمارك اللقاحات حتى الآن. وقد خاض المدافعون عن المهاجرين ومكتب الجمارك وحماية الحدود معارك في المحاكم الفيدرالية لأشهر حول رعاية المحتجزين خلال الوباء. وحتى الأول من أغسطس الجاري، أصيب أكثر من ألف مهاجر، من بين أكثر من 22500 حالة مؤكدة بينهم منذ بدء الوباء. ومات تسعة منهم بسبب فيروس كورونا، وكانت آخر حالة وفاة لمواطن مكسيكي يبلغ من العمر 57 عاماً في فبراير الماضي.
وكانت إدارة ترامب قد وضعت خطة لتقديم التطعيمات مباشرة إلى مكتب السجون الذي قام بتلقيح أكثر من نصف النزلاء اعتباراً من مايو الماضي، وفقاً لمكتب المساءلة الحكومية، ولديه حالياً أكثر من 300 نزيل لديهم حالات نشطة.
نيك ميروف
صحفي متخصص في قضايا الهجرة
وماريا ساشيتي
صحفية أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»