تمكنت «الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث»، منذ انتشار فيروس كورونا المستجد في العام الماضي، من تحقيق كفاءة لافتة للنظر في مواجهة «الجائحة»، باتباع منهجية علمية دقيقة، واتخاذ إجراءات حققت نتائج إيجابية وفاعلة في حماية صحة الأفراد وحياتهم، والانسجام في الوقت نفسه بين حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية، وضمان أمنهم الصحي، تطبيقاً للمستهدفات التي أُنشئت من أجلها في عام 2007، والتي تنص على سلامة أرواح المواطنين والمقيمين على أرض دولة الإمارات، والحفاظ على المكتسبات والممتلكات.
وإضافة إلى اهتمامها بصحة الأفراد والمجتمعات، حرصت «الهيئة»، عبر إجراءاتها الاحترازية لمواجهة الجائحة، على عدم الإضرار بالمصلحة العامة ومصلحة المنشآت والمؤسسات، فكان لا بدّ من اعتماد خطط تحمي فيها مصالح أصحاب الأعمال وتضمن لهم أقصى درجة ممكنة من تحقيق الأرباح وتجنب الخسائر، في مشهد يوائم هو الآخر بين تحقيق الأولويات الصحية والاقتصادية في الوقت نفسه.
ويأتي إعلان «الهيئة» الأخير تحديث الإجراءات الاحترازية والوقائية، ونِسَب الطاقة الاستيعابية للمرافق، المختلفة، تماشيًا، كما سلف، مع استراتيجية دولة الإمارات في إيجاد التوازن بين الصحة والقطاعات الحيوية التي تدعم بالمحصلة الجهود الوطنية في عودة الحياة والأنشطة إلى طبيعتها تدريجياً، وتحقيق التعافي المستدام على الصعد والمجالات كافة.
وفي تفاصيل بعض قرارات «الهيئة»، فقد أُعلنت إمكانية رفع الطاقة الاستيعابية إلى 80 في المئة في مراكز التسوق التجارية والمطاعم والمقاهي ودور السينما والأماكن الترفيهية والمعارض والمتاحف، ورفعها إلى 60 في المئة لجميع الفعاليات وقاعات الأفراح والمناسبات، مع مراعاة تطبيق الإجراءات الاحترازية الخاصة بالتباعد الجسدي، وارتداء الكمامة والتعقيم.
تلك القرارات وغيرها، تشير إلى أن دولة الإمارات ومؤسساتها المعنية، دائماً ما تواصل السعي إلى تحديث السياسات وتطويرها بما يتناسب مع التطور العام لجميع القطاعات عموماً، وتحسّن الوضع الصحي على وجه الخصوص، وذلك تحت مسار عنوانه المرونة والاستجابة الدقيقة إزاء كل التغيرات، وخصوصاً أن الدولة تمكنت من إعطاء اللقاح لنحو 72 في المئة من سكانها، وهي مقبلة على موسم من الفعاليات، على رأسها «إكسبو 2020 دبي»، المعرض الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا، من دون إغفال تعزيز ثقافة الانفتاح الآمن وممارساته، والتي تستدعي من الجميع، أفراداً ومؤسسات، ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والتعاون في مواجهة «جائحة» أعاقت على مدى أكثر من عام المسار الطبيعي للحياة بأوجهها وقطاعاتها كافة، لاسيما في قطاعات النقل والسفر والسياحة والترفيه، وإقامة الفعاليات الاجتماعية والترفيهية والثقافية.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية