بخطى واثقة ومتسارعة، تمضي دولة الإمارات قدماً في مسيرتها نحو تحقيق أهدافها في أن تكون واحدة من أفضل دول العالم في المجالات كافة، معتمدة في ذلك على رؤية واضحة مستنيرة وضعتها قيادة رشيدة لا تقبل لهذا الوطن غير المراكز الأولى، وتعشق الرقم «واحد»، وطموح شعب تماهى مع رؤية قيادته، وتوحّد خلف ما صاغته من أهداف فأصبح عاشقًا للتحدّي.. لا يعترف بالمستحيل، ولا يقبل بغير الريادة والتميّز.
وما يميّز مسيرة الإمارات أنها لا تعتمد على المصادفة، ولا على الاجتهادات، ولا على المبادرات والمشاريع الآنية، ولا تقوم على الفعل وردّ الفعل، وإنما تسير وفق خطط محكمة بعيدة المدى ثاقبة النظر، تحسب حساب كل صغيرة وكبيرة، وتسخّر الإمكانات والمقدرات، وتوظّفها بكفاءة وفاعلية عزّ نظيرها، وتتيح الفرص للكفاءات والطاقات وتنهض بها بحيث تتمكّن من أداء دورها بشكل كامل، ووفق أفضل المعايير، وتحرص على تكامل الجهود وانسجامها، بحيث لا تتعارض ولا تتناقض، وتصب كلّها في بوتقة واحدة تعظّم الإنجاز وترتقي به إلى أفضل المستويات. 
معالم هذه المسيرة ونتائج الجهد الذي يُبذل لتحقيق الهدف تتجلّى في كل يوم من خلال ما تحرزه دولة الإمارات من مراكز متقدّمة في مؤشرات التنافسية العالمية، التي تصدّرت الكثير منها، وتفوّقت فيها على تجارب دول تصنّف بأنها عريقة وذات باع طويل، لتثبت أن العزيمة والإرادة والعمل الجاد المخلص، إضافة إلى حسن الاستعداد والتخطيط، كفيلة بأن تنقل الدول والمجتمعات نوعيًّا، وأن تضعها في صفوف الكبار.
أحدث إنجازات الإمارات، في سباق التنافسية العالمية، جاء في مجال حيوي يشكّل التفوق فيه أساساً، وركيزة للتفوق في المجالات الأخرى على اختلافها وتنوعها، إنه مجال التعليم الذي يشكّل نتاجه الرافد بالمادة الأساسية للنهضة والتنمية، وهي القوى البشرية المؤهلة القادرة على تنفيذ الطموح وتجسيده واقعاً على الأرض، إذ منحت 4 مرجعيات دولية متخصصة في رصد التنافسية الأممية، هي: المعهد الدولي للتنمية الإدارية، والمنتدى الاقتصادي العالمي، و«مؤسسة برتلمان»، و«كلية إنسياد»، دولة الإمارات عضوية نادي العشرين الكبار في قطاع التربية والتعليم.
أهمية هذا الإنجاز تنبثق من كون التعليم واحداً من محاور مئوية الإمارات 2071، التي تسعى إلى الاستثمار في شباب الدولة، وتجهيزهم بالمهارات والمعارف التي تستجيب مع التغيرات المتسارعة، بحيث يكونون مؤهلين علميًّا ومهاريًّا واحترافيًّا للمنافسة، ليس على المستويين المحلي والإقليمي، بل والعالمي، ومحصّنين بالقيم الأخلاقية والتوجهات الإيجابية التي تجعل بوصلتهم الدائمة هي الوطن.
إنجاز يؤكّد أننا على الطريق الصحيح، وأن مسارنا نحو ما نتطلّع إليه مستقيم وواضح المعالم.

*عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية