لدى الرئيس جو بادين الكثير ليقوله حول الكيفية التي يعتزم أن يتعامل بها مع الزعيم الحالي للأغلبية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونل، وزملائه «الجمهوريين» من أجل تمرير تعيينات الأشخاص الذين عينهم في الحكومة – وأكبر قدر ممكن من أجندته – عبر مجلس الشيوخ، وكيف يعتزم إعادة تشكيل الاستراتيجية الأميركية-الصينية، ولماذا هو مستعد للعودة للاتفاق النووي الإيراني وإنهاء عقوبات الرئيس دونالد ترامب على إيران.
سألته أولاً سؤالاً شخصياً: كيف كان شعوره عندما فاز بالرئاسة في مثل هذه الظروف الغريبة – في ظل وباء فتاك والانتشار السريع لبروباغندا ترامب التي تدّعي كذباً أن الانتخابات زُورت؟
فكان جوابه: «أشعر أنني فعلتُ شيئاً جيداً للبلاد عبر التأكد من أن دونالد ترامب لن يكون رئيساً لأربع سنوات أخرى»، مضيفاً: «غير أنه لم تكن هناك لحظة فرح. وهذا يذكّرني بما يحدث مع كل أحفادي. فلدي حفيدة ستتخرج بامتياز مع مرتبة الشرف في جامعة كولومبيا، ولكن لن يكون هناك أي حفل تخرج. أنا هو المتحدث الرئيسي في فعالية التخرج، ولكن الأمر كله افتراضي. هؤلاء الأطفال سيتخرجون من دون أي حفل. إنها واحدة من تلك اللحظات. وبالتالي، فهناك الكثير من العمل الذي ينبغي القيام به. وتركيزي منصب على إنجاز ببعض الأشياء بأسرع وقت ممكن».
كمية الأشياء التي سينجزها بالضبط ستتوقف كثيراً على أمرين اثنين، يقول بايدن. الأول: هو كيف سيكون سلوك «الجمهوريين» في مجلس الشيوخ ومجلس النواب عندما يرحل ترامب عن السلطة بالفعل، والثاني: هو كيف سيكون سلوك «ماكونل» في حال استمر في السيطرة على مجلس الشيوخ.
أما في ما يخص السياسة الخارجية، فقد تحدث بايدن عن إيران والصين. سألتُه أولاً ما إن كان ما زال متمسكاً بالآراء التي عبّر عنها في مقال نشر بتاريخ 13 سبتمبر على موقع «سي إن إن» الإلكتروني حول الاتفاق النووي الإيراني، فأجاب: «سيكون الأمر صعباً، ولكن أجل».
وكان بايدن قد كتب أنه «إذا عادت إيران للالتزام الصارم بالاتفاق النووي، فإن الولايات المتحدة ستعود إلى الاتفاق باعتباره نقطة بداية لمفاوضات متابعة» وسترفع العقوبات التي كان ترامب قد فرضها على إيران.
ومن الواضح أن الإيرانيين يأملون ذلك. فقد قال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في 17 نوفمبر الماضي: إن عودة الولايات المتحدة وإيران إلى التطبيق الكامل يمكن «أن تتم بشكل أوتوماتيكي» و«لا تحتاج لمفاوضات».
الاتفاق النووي – المعروف بـ«مخطط العمل الشامل المشترك»– وُقع في 2015. وفي مايو 2018، انسحب منه ترامب بشكل أحادي، معيداً فرض عقوبات نفطية مؤلمة على إيران، وزاعماً أنه كان صفقة سيئة أصلاً وأن إيران تغش – وهو شيء يتعارض مع رأي حلفائنا الأوروبيين أو رأي المفتشين الدوليين.
رأي بايدن وفريقه الخاص بالأمن الوطني هو أنه حينما يعود الجانبان إلى الاتفاق، سيتعين أن تكون هناك، في أمد زمني قصير، جولة مفاوضات للسعي لإطالة أمد القيود المفروضة على إنتاج إيران لمواد انشطارية يمكن أن تُستخدم لصنع قنبلة، من خلال وكلائها في لبنان والعراق وسوريا واليمن.
وعلى نحو مثالي، يودّ فريق بايدن ألا تشمل مفاوضات المتابعة الموقّعين الأصليين على الاتفاق فحسب – إيران والولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي – ولكن جيران إيران العرب أيضاً، وخاصة السعودية والإمارات.
وكنت كتبتُ، في وقت سابق من هذا الأسبوع، عموداً حاججتُ فيه بأنه سيكون من غير الحكمة أن تتخلى الولايات المتحدة عن التأثير الذي خلقته العقوبات النفطية التي فرضها ترامب، فقط من أجل استئناف الاتفاق النووي من حيث توقف، وبأنه ينبغي أن نستخدم ذاك التأثير لحمل إيران على كبح صادراتها من الصواريخ دقيقة التوجيه إلى حلفائها في لبنان وسوريا واليمن والعراق، حيث تهدّد إسرائيل وعدداً من الدول العربية. وما زالتُ أؤمن بذلك.
فريق بايدن يعرف تلك الحجة ولا يعتقد أنها مجنونة، ولكنه في الوقت الراهن يؤكد على أن المصلحة الوطنية الكبرى لأميركا تكمن في إخضاع برنامج إيران النووي للمراقبة والتفتيش بشكل كامل من جديد. ذلك أنهم يرون أن تطوير إيران لسلاح نووي يطرح تهديداً مباشراً لأمن الولايات المتحدة الوطني وللنظام العالمي لمراقبة الأسلحة النووية، «اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية».
ويقول بايدن في هذا الصدد: «هناك كلام كثير حول الصواريخ الدقيقة وطائفة من الأشياء الأخرى التي تزعزع استقرار المنطقة»، ولكن الواقع هو أن «أفضل طريقة لتحقيق بعض الاستقرار في المنطقة هو التعاطي مع البرنامج النووي».
ذلك أنه إذا حصلت إيران على قنبلة نووية، يضيف بايدن، فإن ذلك سيضع ضغطاً كبيراً جداً على السعوديين وتركيا ومصر وآخرين للحصول على أسلحة نووية. والحال أن «آخر ما نحتاجه في ذاك الجزء من العالم هو حشد القدرة النووية».
بعد ذلك، يقول بايدن: «سننخرط في مفاوضات واتفاقيات متابعة، بتنسيق مع حلفائنا وشركائنا، من أجل تشديد القيود النووية المفروضة على إيران وإطالتها، وكذلك من أجل معالجة برنامج الصواريخ». قبل أن يضيف: الولايات المتحدة لديها دائماً خيار إعادة فرض العقوبات إن دعت الضرورة، وإيران تدرك ذلك.
ولا شك أنه سيكون هناك كثير من النقاش حول هذا الموضوع في الشهور المقبلة.
*كاتب وصحافي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
Canonical URL: https://www.nytimes.com/2020/12/02/opinion/biden-interview-mcconnell-china-iran.html