واشنطن (وكالات)
أكدت الولايات المتحدة، أمس، أن فرنسا «حليف حيوي»، وذلك بعد استدعاء باريس سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا للتشاور، مع تحول عقد أمني ثلاثي إلى أزمة دبلوماسية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان: «فرنسا شريك حيوي، وأقدم حليف لنا، ونحن نولي أعلى قيمة لعلاقتنا».
وأضاف: إن واشنطن تأمل في مواصلة النقاش حول هذه القضية على مستوى رفيع في الأيام المقبلة، بما في ذلك خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل.
من جانبه، اعتبر السفير الفرنسي لدى أستراليا، أمس، أن كانبيرا ارتكبت «خطأ دبلوماسياً جسيماً»، بعد أن تراجعت عن صفقة لشراء غواصات فرنسية بمليارات الدولارات لصالح صفقة بديلة مع الولايات المتحدة وبريطانيا.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها السفير الفرنسي في كانبيرا، بعد أن قررت بلاده استدعاءه احتجاجاً على موقف أستراليا.
وقال السفير الفرنسي جان بيير تيبو: «أعتقد أن هذا كان خطأً جسيماً، وتعاملاً بالغ السوء مع الشراكة، لأنه لم يكن عقداً، بل شراكة يفترض أنها قائمة على الثقة والصدق والتفاهم المتبادل».
وكانت أستراليا أعلنت، يوم الخميس الماضي، أنها ستلغي الصفقة المتفق عليها في عام 2016، مع مجموعة «نافال» الفرنسية، لبناء أسطول من الغواصات التقليدية، وأنها ستبني بدلاً من ذلك ما لا يقل عن ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية بتكنولوجيا أميركية وبريطانية، بعد إبرام شراكة أمنية مع الدولتين.
ووصفت فرنسا إلغاء الصفقة، التي قُدرت قيمتها بمبلغ 40 مليار دولار في 2016 وتقدر قيمتها بأكثر من ذلك حالياً، بأنها طعنة في الظهر وقررت استدعاء سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا.
«الناتو»: الخلاف حول صفقة الغواصات لن يطال التعاون العسكري
قلل مسؤول في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، أمس، من خطورة الخلاف بين فرنسا والولايات المتحدة وأستراليا بشأن صفقة الغواصات، مستبعداً أن يكون له تأثير على «التعاون العسكري» داخل الحلف. وقال الأدميرال روب باور رئيس اللجنة العسكرية لـ«الناتو» للصحافيين في أثينا: «قد تكون هناك تداعيات، أوعواقب نتيجة لهذا الاتفاق، لكنني لا أتوقع في الوقت الحالي أنه سيكون له تأثير على التماسك داخل الناتو». وأضاف: «بادئ ذي بدء، بحسب علمي، أستراليا شريك، ولكنها ليست جزءاً من منظمة حلف شمال الأطلسي، وهناك العديد من الاتفاقيات بين الدول يمكن أن يكون لها تأثير على الناتو من الناحية السياسية».
وتابع باور، عقب مؤتمر للقادة العسكريين في حلف شمال الأطلسي: «لكن في الوقت الحالي لا أرى أنه سيكون لذلك تأثير على التعاون العسكري داخل الناتو».