الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الأخبار العالمية

غسل الأموال والمخدرات أبرز موارد «حزب الله» المالية

أوراق نقدية من الدولار الأميركي
8 أغسطس 2021 22:29

دينا محمود (لندن) 
يوماً بعد يوم تتكشف أبعاد الشبكة الإجرامية، التي تنسج خيوطها ميليشيات «حزب الله» الإرهابية، سواء داخل منطقة الشرق الأوسط، أو خارجها، وذلك لتمويل هجماتها الدموية وعمليات التدريب والدعم اللوجستي، التي توفرها لجماعات مسلحة أخرى تتعاون معها على الساحة الإقليمية، وتنشط في اليمن والعراق وبلدان أخرى.
ويجمع خبراء محاربة الإرهاب الغربيون على أن أميركا اللاتينية تشكل إحدى أبرز بقاع العالم، التي امتدت إليها هذه الشبكة المشبوهة، خاصة المناطق الواقعة على الحدود بين دول مثل الأرجنتين والبرازيل وباراغواي، حيث أسس «حزب الله» ما يمكن أن يُوصف بأكبر منطقة لغسل الأموال وتهريب المخدرات في غرب الكرة الأرضية.
وتمثل عائدات «الحزب»، من هذه الأنشطة الإجرامية ما لا يقل عن 30% من إيراداته السنوية. 
فوفقاً لتقرير أصدرته وزارة الخارجية الأميركية عام 2018، تحصل الميليشيات الإرهابية كل عام، على ما يُقدر بـ700 مليون دولار أميركي من داعميها الإقليميين، بجانب 300 مليون أخرى، تُدرها عليها عملياتها غير القانونية، التي يرتبط كثير منها بتجارة المخدرات في أميركا اللاتينية.
ولم يستبعد الخبراء في تصريحات نشرتها مجلة «ذا بليتز» الأسبوعية الأميركية، أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير، وذلك في ضوء العلاقات واسعة النطاق، التي يقيمها «حزب الله» مع عصابات الجريمة المنظمة، في مختلف أنحاء العالم.وألقى الخبراء الضوء، على ما ورد في تقرير أعده مركز «بيجن - السادات» للدراسات الاستراتيجية، من تفاصيل بشأن الروابط القائمة في هذا الصدد، خاصة في أميركا اللاتينية، إذ يسعى «الحزب» للاستفادة من العدد الكبير من المهاجرين اللبنانيين الموجودين هناك.
وأبرز الخبراء ما كُشِفَ عنه النقاب في إطار الدراسة، من محاولات مستميتة ينخرط فيها عناصر من «حزب الله»، لإقامة خط لتهريب الكوكايين بكميات كبيرة من أميركا اللاتينية إلى خارجها، خاصة من فنزويلا وكولومبيا، وهي الدولة المعروفة بأنها المنتج الأكبر لهذه المادة المُخدرة في تلك المنطقة.
واستندت الدراسة التي أجراها مركز «بيجن - السادات»، إلى وثائق ومقابلات أُجريت مع مصادر سرية على إطلاع بطبيعة الأنشطة الإجرامية لـ«حزب الله» في أميركا اللاتينية، ومحاولاته لمراوغة أجهزة إنفاذ القانون في المنطقة، وكذلك الأجهزة الأمنية الأميركية.
ومن بين ما أشارت إليه الدراسة، سعي الحزب لتهريب شحنات الكوكايين، تحت ستار صادرات فحم من باراغواي، عبر تأسيس شركات للتصدير والاستيراد، تعمل واجهة لأنشطة تلك الميليشيات الإرهابية.
ويستغل «حزب الله» حقيقة أن باراغواي صُنِّفت في عام 2018، كثامن أكبر دولة مُصدرة للفحم في العالم، بحصة تصل إلى 2.69 في المئة من السوق العالمية. 
ورغم أن ترتيب هذا البلد تراجع في العام التالي لذلك، إلى المركز الثاني عشر، فإن حصته زادت إلى 2.8 في المئة من السوق.وقبل سنوات، كشفت عملية أمنية أميركية أوروبية مشتركة، شملت 7 دول على الأقل، واستهدفت عمليات التهريب وغسل الأموال التي يقوم بها الحزب، أدلة تثبت استخدامه صادرات الفحم لتهريب الكوكايين، وذلك في تكتيك مماثل، لأسلوب تم اللجوء إليه خلال الشهور الماضية، لإدخال حبوب الكبتاجون المُخدرة إلى المملكة العربية السعودية، ضمن وارداتها من الخضراوات والفواكه اللبنانية، ما أدى في نهاية المطاف إلى أن تحظر الرياض، دخول مثل هذه السلع إلى أراضيها.
وسبق أن كشفت عملية أمنية، أُجريت بين عاميْ 2007 و2017، لمنع «حزب الله» من تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة وأوروبا، عن أن حجم هذه العمليات يُقدر بمليارات الدولارات، وأنها تتم بشكل منتظم، بمشاركة مسؤولين كبار في هذا التنظيم الإرهابي.
ونقلت «ذا بليتز» عن مسؤولين أميركيين قولهم في هذا السياق، إن «حزب الله» يستغل عائدات تلك العمليات في تمويل أنشطته الإرهابية ومشترياته من الأسلحة، مشيرين إلى أن تهريب الكوكايين وبيعه، ربما يُدر على الحزب أكثر من 20 مليون يورو (23.5 مليون دولار أميركي) شهرياً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©