أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
أعلن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك إرسال تعزيزات عسكرية وفرض إجراءات أمنية صارمة على بورتسودان بعد هجوم سائق دراجة نارية على تجمع مدني بعبوات ناسفة.
وأدى الهجوم إلى وفاة ثلاثة أشخاص، كما قتل الجناة امرأة أثناء فرارهم من مسرح الجريمة، التي تعد تطوراً خطيراً في أوضاع ولايات شرق السودان المضطربة.
وعقد رئيس الوزراء السوداني أمس، اجتماعاً وزارياً طارئاً بحث أزمة الأمن في ولايتي البحر الأحمر وجنوب كردفان، وشهدت الأخيرة أيضاً اضطرابات أمنية بسبب نزاعات قبلية.
وأعلن حمدوك وفقاً لبيان صادر عن مجلس الوزراء عن فرض إجراءات أمنية صارمة على الأرض لوقف الانفلات الأمني في بورتسودان، والقبض على من يثبت تورطه في أحداث العنف.
وقرر حمدوك إرسال وزراء الداخلية والنقل والصحة وقيادات عسكرية وأمنية وشرطية إلى بورتسودان، لعقد مباحثات مع قادة الولاية السياسية والأمنية والمجتمعية ومخاطبة القضية بكافة أبعادها.
ومن جانبه، أعلن وزير الداخلية السوداني الفريق أول عز الدين الشيخ عن إرسال تعزيزات عسكرية إلى البحر الأحمر وجنوب كردفان.
وقالت لجنة الأمن بولاية البحر الأحمر إن الأجهزة الشرطية والعدلية قادرة على ضبط الانفلات وتقديم المتهمين للعدالة.
ويدور الصراع في السودان من حين لآخر بين مكونات قبلية، وسط اتهامات لنافذين في الحكم بدعم بعض أطراف الصراع، وكذلك اتهامات لفلول النظام السابق بتغذية الصراع.
وفي جنوب كردفان، أصدر والي جنوب كردفان الدكتور حامد البشير مرسوماً بإعلان حالة الطوارئ في 6 دوائر محلية عقب تصاعد أحداث العنف القبلي بمحلية «قدير»، ضمن مساعي حكومة الولاية لتهدئة الأوضاع وحقن الدماء وحفاظاً على أرواح الأهالي وممتلكاتهم.
وحدد القرار عقوبات تشمل السجن والجزاءات المالية لكل من يخالف القرار، وشدد البشير على أهمية القبض على الجناة والأشخاص الذين يشكلون خطراً على السلم المجتمعي بالتحريض المباشر أو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والأنباء الكاذبة أو أي وسيلة يمكن أن تؤدي إلى الفتن وتثير النعرات.
ومن جانبه، قال الفريق أول محمد حمدان دقلو إن التحديات التي تواجه حكومة الفترة الانتقالية كبيرة وجسيمة، وفي مقدمتها الضائقة الاقتصادية التي صبر عليها الشعب السوداني كثيراً، بجانب التحديات الأمنية المتمثلة في خطاب الكراهية، وعدم قبول الآخر، والنعرات القبلية التي تفرض على الجميع القيام بأدوار إيجابية لمعالجة ومحاصرة هذه الظواهر، مؤكداً دور الإدارات الأهلية ورجال الدين والمرأة والشباب في بناء السلام وتعزيز القيم الاجتماعية الأصيلة للشعب السوداني. جاء ذلك خلال مشاركته في حفل تنصيب حاكم إقليم النيل الأزرق أحمد العمدة.
وفي تطور آخر، أعلنت حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي الذي يشغل منصب حاكم إقليم دارفور تخريج دفعة جديدة من المقاتلين تضم ضباطاً وضباط صف وجنوداً، أطلقت عليها اسم «حماة السودان».
وقالت وكالة الأنباء السودانية أنه سيكون من مهام هذه الدفعة المشاركة في حماية المدنيين وتأمين عودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم، حيث من المقرر نشر قوة عسكرية لحفظ الأمن في الإقليم قوامها 20 ألف جندي.