الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الأخبار العالمية

«طالبان» تعلن السيطرة على 85% من أفغانستان

ميليشيات أفغانية مسلحة تدعم قوات الأمن في هرات (أ ف ب)
10 يوليو 2021 00:20

كابول (وكالات)

أعلنت حركة «طالبان» أمس، أنها باتت تسيطر على 85 بالمئة من الأراضي الأفغانية في وقت تشن الحركة المتمردة هجوماً بموازاة انسحاب القوات الأميركية من البلاد.
ومنذ تسارع انسحاب القوات الأجنبية في مطلع مايو، حققت «طالبان» تقدماً كبيراً وسيطرت على منطقة تمتد من الحدود الإيرانية غرباً إلى حدود الصين في شمال شرق البلاد.
وقال عضو فريق مفاوضي «طالبان» شهاب الدين ديلاوار خلال مؤتمر صحفي في موسكو إن «85 بالمئة من الأراضي الأفغانية تحت سيطرة الحركة، ومن ضمنها نحو 250 إقليماً من بين 398 في البلاد».
وبحسب موسكو التي دعت أطراف النزاع إلى ضبط النفس، فإن المتمردين يسيطرون أيضاً على القسم الأكبر من الحدود الأفغانية مع طاجيكستان.
ودخلت الحركة أمس، مدينة قندهار ثاني أكبر مدن أفغانستان، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية، أبرزها قناة «طلوع»، إلا أن حاكم قندهار قال إن الوضع تحت السيطرة، وإنه يمتلك القوة الكافية لصد الهجوم الذي بدأته «طالبان» على أطراف المدينة، في حين أفادت قناة «طلوع» بأن «طالبان» تحاصر السجن الرئيسي الموجود في المدينة.
كما أعلنت «طالبان»، أمس، أن مقاتليها سيطروا على معبر حدودي رئيسي مع تركمانستان. وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد للصحافيين: «تمت السيطرة بالكامل على معبر تورغندي الحدودي المهم»، فيما أفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية طارق عريان أن القوات الأمنية في المعبر نقلت مؤقتاً، مؤكداً بدء مسعى لاستعادة السيطرة عليه.
وكانت الحركة أعلنت سابقاً أيضاً أنها استولت على «إسلام قلعة» أهم معبر حدودي أفغاني مع إيران يقع في ولاية هرات في غرب البلاد.
وقال المتحدث باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد: إن «معبر إسلام قلعة الحدودي تحت سيطرتنا الكاملة وسنعيد تشغيله». و«إسلام قلعة» من أهم المعابر الحدودية في أفغانستان ويمر من خلاله معظم التجارة بين البلدين.
وفي مؤتمر صحفي في موسكو أمس، سعى ثلاثة مسؤولين من «طالبان» لتوضيح أن الحركة لا تشكل تهديداً للمنطقة. وقالوا إن «طالبان» ستبذل كل ما في وسعها لمنع تنظيم «داعش» من العمل على أراضي أفغانستان، وأضافوا أنهم سيسعون للقضاء على إنتاج المخدرات.
وقال شهاب الدين ديلاوار المسؤول في الحركة مستعيناً بمترجم: «سنتخذ كافة الإجراءات لمنع داعش من العمل على أراض أفغانية، لن تُستخدم أراضينا أبداً ضد جيراننا». 
وذكر الوفد نفسه أمس الأول، أن الحركة لن تهاجم الحدود الطاجيكية الأفغانية وهو الأمر الذي تركز عليه روسيا وآسيا الوسطى.
وذكرت وكالة إنترفاكس نقلاً عن وزارة الخارجية الروسية أمس، أن موسكو لاحظت زيادة حادة في التوتر على الحدود بين البلدين والتي تسيطر «طالبان» على ثلثيها في الوقت الراهن.
وقالت وكالة الإعلام الروسية إن وزارة الخارجية ناشدت جميع أطراف الصراع في أفغانستان ضبط النفس، وقالت إن موسكو وتكتل منظمة معاهدة الأمن الجماعي الذي تقوده روسيا سيتحركان بحسم لمنع أي اعتداء على الحدود عند الضرورة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي: «نشهد تصاعداً حاداً في التوتر عند الحدود الطاجيكية والأفغانية»، مشيرةً إلى أن «طالبان احتلت في وقت قصير جزءاً كبيراً من الأراضي الحدودية وتسيطر حالياً على حوالي ثلثي الحدود مع طاجيكستان». وأضافت أن موسكو تحض جميع الأطراف على «ضبط النفس».
وأوضحت أن موسكو على استعداد لاتخاذ تدابير إضافية من أجل منع الاعتداء على حليفتها طاجيكستان ودعت كافة الأطراف إلى تجنب نقل التوترات خارج البلاد.
بدوره، شدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس، على دعوة موسكو لكافة الأطراف في أفغانستان لمحادثات وحوار سياسي شامل.
وقال لافروف: «إننا قلقون من الوضع الحالي في أفغانستان بسبب انتقال المعارك إلى مواقع أخرى، ونلاحظ هذه المعارك قرب الحدود مع طاجيكستان».
وأضاف المسؤول الروسي: «لن نتخذ أي خطوات طالما بقي نطاق العمليات القتالية داخل حدود أفغانستان فحسب». ولفت لافروف إلى أنه «ثمة محاولات بوساطة أميركية لإطلاق حوار بين الأطراف الأفغانية، لكن الأفغان هم من يجب أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم، ونحن مع الالتزام بكافة التعهدات في هذا المجال».

بكين: إجلاء عشرات الصينيين من أفغانستان
ذكرت وسائل إعلام رسمية، أمس، أن الصين أرسلت رحلة جوية لإعادة 210 من مواطنيها من أفغانستان.
وقالت صحيفة «غلوبال تايمز»، التي تصدر عن الحزب الشيوعي الحاكم، إن رحلة طيران «شيامن» غادرت في الثاني من يوليو الجاري، من العاصمة كابول وهبطت في إقليم هوبي بوسط البلاد.
وأكدت شركة الطيران التقرير في منشور على حساب «سينا ويبو»، تطبيق تواصل اجتماعي صيني شبيه بتويتر، لكنها لم تقدم تفاصيل إضافية. وذكر تقرير صحيفة «غلوبال تايمز» وتقارير أخرى أن 22 ممن كانوا على متن الطائرة ثبتت إصابتهم بفيروس «كوفيد-19»، بالرغم من أن هذه الأرقام لم تظهر في التقرير اليومي للجنة الصحة الوطنية عن الحالات الجديدة.
واستثمرت الشركات الصينية في التعدين والبنية التحتية الأفغانية، لكن هذه الأصول تتعرض لخطر متزايد مع استيلاء «طالبان» على مساحات كبيرة من الأراضي، مما قد يعرض كابول للخطر. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ وين بين في إفادة صحفية يومية، أمس، إن القضايا الأمنية الأفغانية ستناقش خلال اجتماع تعقده منظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها الصين وروسيا، الأسبوع المقبل.
وأضاف وانغ أن أعضاء المجموعة التي تضم معظم دول آسيا الوسطى إلى جانب الهند وباكستان، سيناقشون تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، ودفع عملية السلام والمصالحة في أفغانستان، وتعميق التعاون بين دول منظمة شنغهاي للتعاون وأفغانستان.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©