الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الأخبار العالمية

محاكمة ترامب أمام «الشيوخ» في أحداث الكابيتول غداً

الرئيس السابق دونالد ترامب (أ ف ب)
8 فبراير 2021 01:05

واشنطن (وكالات)

بعد عام على تمرير مجلس النواب قرار عزله الأول، يجد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب نفسه محور محاكمة ثانية غير مسبوقة تبدأ غداً في مجلس الشيوخ، الذي سيتعيّن  على أعضائه تحديد ما إذا كان قد حرّض بالفعل على هجوم دامٍ استهدف مقرّ «الكابيتول».
ويخوض أعضاء مجلس الشيوخ تجربة غير مسبوقة عندما يجتمعون لاتّخاذ قرار بشأن عزل رئيس لم يعد في منصبه، وما يزال يشكّل مركز ثقل في حزبه، ولو من دون السلطة التي كان يمنحه إياها البيت الأبيض.
وتتركز الإجراءات على الفوضى التي شهدها السادس من يناير عندما اقتحم مئات من أنصار ترامب مقر الكونجرس، واصطدموا مع الشرطة محاولين منع انعقاد جلسة رسمية للمصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات.
ووصف التحرّك، الذي يعتبره نواب ديموقراطيون محاولة انقلاب على أيدي إرهابيين من الداخل، بأنه أخطر هجوم على الديموقراطية الأميركية منذ الحرب الأهلية في ستينات القرن التاسع عشر.
وأثار الاعتداء الذعر في أوساط أعضاء الكونجرس، الذين كان المشاركون فيه يستهدفونهم، كما أشعل غضب كثيرين، وهو ما دفع الديموقراطيين لبدء إجراءات عزل ترامب تزامناً مع انقضاء عهده الرئاسي. وفي 13 يناير، وجّه مجلس النواب له تهمة «التحريض على التمرّد» ليكون ترامب الرئيس الأميركي الوحيد الذي يعزل مرّتين.
ولم يسبق أن دين أي رئيس أميركي من قبل خلال محاكمة لعزله. ويسعى الديموقراطيون، عبر المحاكمة، إلى منع ترامب من تولي أي منصب فيدرالي في المستقبل، في حال توصّلوا إلى إدانة في مجلس الشيوخ، وهو أمر غير مرجحّ.
وغطّت شبكات الإعلام العالمية الهجوم على الكابيتول في شكل مباشر، وهناك آلاف الصور والتسجيلات المصوّرة عن الوقائع، بينها ما أظهر بعض المشاركين وهم يصرّون على أن ترامب «يريدنا هنا». ويشير معارضو ترامب إلى أنه لعب دوراً في الهجوم عبر انتهاك قسمه وتحريض أنصاره.
لكن الملياردير الجمهوري وحلفاؤه يشددون على أن المحاكمة في ذاتها غير دستورية، إذ بإمكان مجلس الشيوخ إدانة رئيس في منصبه وإقالته، لكن لا يمكنه القيام بذلك تجاه مواطن عادي.
وقال السناتور الجمهوري بيل كاسيدي في تصريح لشبكة «إن بي سي» الأميركية: «لو حصل هذا الأمر في الاتحاد السوفياتي، لكان وصف بأنه محاكمة صورية».
ويمكن أن تمكّن هذه المقاربة فريق الدفاع عنه وأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين من تجنّب الدفاع عن التغريدات والانتقادات اللاذعة الصادرة عن ترامب قبيل أعمال العنف. وتحتاج إدانة ترامب إلى أصوات أكثر من ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، ما يعني أنه سيتعيّن على 17 جمهورياً الانشقاق عن صفوف باقي أعضاء الحزب والانضمام إلى جميع الديموقراطيين البالغ عددهم 50 سناتوراً، في سيناريو يبدو شبه مستحيل في الوقت الراهن.
لكن قطب العقارات السابق يمكن أن يخسر الكثير جراء المحاكمة.
وفي حين ما يزال ترامب يتمتّع بتأييد قوي في صفوف قاعدته الانتخابية، قد يكون الهجوم خفّض شعبيته، وهو أمر لا يصب في مصلحة الرئيس السابق البالغ 74 عاماً، والذي تروق له فكرة الترشّح مجدداً للرئاسة في 2024.
وأظهر استطلاع جديد أجراه مركز إيبسوس بالتعاون مع شبكة «ايه.بي.سي» الإخبارية أن التأييد الشعبي لإدانة ترامب أقوى هذه المرة مما كان عليه خلال محاكمته الأولى. وخلص الاستطلاع إلى تأييد 56 في المئة من الأميركيين لإدانته مقابل معارضة 43 في المئة.
وفي حين لم تتّضح بعد معالم المحاكمة، رفض فريق الرئيس السابق دعوة الديموقراطيين له للإدلاء بشهادته.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©