أحمد عاطف (القاهرة)
كشفت مصادر مصرية عن أن التدريبات العسكرية الجوية التي استضافتها مصر، أمس، بالاشتراك مع القوات الجوية الفرنسية، هي ضمن مهمة عسكرية فرنسية تسمى «سكيروس».
وأشار الجيش المصري إلى أن التدريب يأتي في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة مع الدول الصديقة والشقيقة والذي يستمر أياماً عدة، مع مراعاة الإجراءات الاحترازية كافة لفيروس كورونا أثناء فعاليات التدريب، موضحاً أن المراحل الأولى للتدريب تتضمن عقد مجموعة من المحاضرات لتوحيد المفاهيم القتالية، وتبادل الخبرات التدريبية، وتنفيذ طلعات التدريب على مهام العمليات للقوات المشاركة.
ويهدف التدريب لصقل مهارات القوات المشاركة من الجانبين، وصولاً لأعلى معدلات الكفاءة والاستعداد لتنفيذ المهام المشتركة وإدارة العمليات الجوية باستخدام أحدث أسلحة الجو بكفاءة عالية تحت مختلف الظروف.
وأضافت المصادر لـ«الاتحاد»، أن القوات الجوية الفرنسية خرجت في مهمة منذ 20 يناير الجاري تم إطلاق اسم «سكيروس» عليها، وبدأت تدريبات مشتركة مع سلاح الجو الهندي، ومرت على إحدى الدول العربية، ثم وصلت مصر، أمس، لإجراء التدريب الجوي المشترك، وتصل محطتها الأخيرة إلى اليونان.
وبحسب المصادر، فإن القوات الجوية الفرنسية تشارك بأربع طائرات مقاتلة من طراز «رافال» وطائرتي نقل عسكريتين من طراز «إيرباص A400M أطلس» وطائرة نقل متعددة المهام من طراز «A330 فينيكس» يديرها 170 طياراً فرنسياً.
وبحثت «الاتحاد» عن اسم سكيروس، واتضح أنها جزيرة تتبع مقاطعة «وابية» في اليونان ببحر إيجه، وكانت قد شهدت حادثاً مأسوياً بعدما سقطت طائرة حربية فرنسية الصنع من طراز «ميراج 2000» تابعة لسلاح الجو اليوناني على مقربة منها، بعدما كانت في طريقها للعودة إلى المطار عقب المشاركة، مع مقاتلة أخرى، في مطاردة طائرة تركية دخلت المجال الجوي اليوناني.
مصادر خاصة، قالت لـ«الاتحاد»، إن فرنسا تحاول إظهار قدراتها في الجو مع الدول الحليفة لها، خاصة دول المتوسط بعد التلويح الأوروبي بالعقوبات على تركيا، مشيرة إلى أن النزاع التركي اليوناني بدأ في الجزيرة منذ 2016 على خلفية تصعيد كلامي بين البلدين في الأشهر الأخيرة بعد رفض القضاء اليوناني تسليم 8 جنود أتراك فروا إلى اليونان بعد محاولة الانقلاب على أردوغان؛ ولذلك عبرت اليونان مرات عديدة خلال الفترة الماضية عن عزمها الدفاع عن سيادتها في بحر إيجه، المتنازع على مناطق عدة منه مع تركيا.
وبحسب المصادر، فإن المهمة العسكرية الفرنسية تهدف في المقام الأول زيادة عملائها الحاصلين أو المخطط حصولهم على طائرات «رافال» المقاتلة، مثل الهند التي لديها 36 طائرة «رافال» أو مصر التي تملك 24 طائرة من النوع نفسه، إضافة إلى صفقات محتملة مع اليونان، موضحة أنها بمثابة حملة لإظهار قدرات هذه الطائرات أملاً في عقود جديدة.