تامر عبد الحميد (أبوظبي)
بعد تأجيل عرضه لأكثر من عام ونصف العام، بسبب أزمة جائحة «كورونا»، قرر المنتج الإماراتي فيصل بن أحمد عرض فيلمه الجديد «الإمبراطور – ضاعن وفلونة» حصرياً على منصة نتفليكس العالمية، إذ يرى أنه رغم محاولات بعض المنتجين في عرض أفلامهم في صالات السينما، فإن الجائحة لا تزال تؤثر على المجال السينمائي، وخصوصاً شباك التذاكر، والحضور الجماهيري لصالات العرض، بسبب تحديد الطاقة الاستيعابية داخل الصالات، ما أثر سلباً على إيرادات الأفلام، لذا فهو وجد أنه من الأنسب عرض فيلم «الإمبراطور» على المنصة الرقمية العالمية، لأسباب متعددة أهمها الانتشار الأكبر وتحقيق نسب مشاهدة عالية في جميع أنحاء العالم، والاهتمام الكبير من قبل عشاق السينما بما يقدم وينتج عبر هذه المنصات.
عرض حصري
وعبر فيصل عن سعادته أن يكون «الإمبراطور» أول فيلم محلي عرض أمس حصرياً على منصة «نتفليكس» قبل عرضه في صالات السينما، معتبرها خطوة مهمة في صناع السينما المحلية، لاسيما أنه وفي ظل الوضع الراهن، فإن أغلب توجه صناع السينما العرب والعالميين نحو المنصات الرقمية، لذا فكان يجب على الفيلم المحلي أن يواكب هذا التوجه، ويتم إنتاج وعرض أفلام خصيصاً على المنصات بجانب صالات العرض، لافتاً إلى أن مسألة عرض الأفلام في صالات السينما مهمة أيضاً، لكي تعود الحياة السينمائية إلى سابق عهدها، ولكن بنوعية محددة من الأفلام التي تستطع أن تروج وتسوق لنفسها مثل أفلام هوليوود وبوليوود.
رسائل هادفة
«الإمبراطور» تم تصويره في أبوظبي والعين، ويشارك في بطولته كل من أحمد صالح وملاك الخالدي وعبد الله مشرف وعبد الله صالح ومحمد الملا، وهو من إخراج راكان، وأوضح فيصل أنه يحاول دائماً من خلال «إكس موفيز أبوظبي» للإنتاج الفني، أن يقدم أعمالاً سينمائية تضمن رسائل هادفة لموضوعات مجتمعية تهم الشارع الإماراتي والعربي، ممزوجة بمواقف كوميدية حتى تصل للناس بشكل سهل ومقبول، بعيداً عن التكلف والاستخفاف.
قرار مناسب
من جهته، أوضح الفنان أحمد صالح أن قرار عرض الفيلم على المنصات الرقمية، قرار صائب ومناسب خصوصاً في تلك الفترة التي نعانيها بسبب «كورونا»، وقال: من المفترض عرض الفيلم في صالات السينما منذ عامين تقريباً، ولكن مع جدولة بعض الأفلام في صالات العرض، تم تأجيله، وحينما قررنا عرضه انتشر فيروس «كورونا»، وأغلقت صالات السينما، وظل معلقاً حتى إشعار آخر، ولكن في ظل تأثر السينما، ارتفعت أسهم المنصات الرقمية، التي لعبت دوراً كبيراً وهاماً في تواجد وحضور الفيلم العربي والعالمي، وكذلك ساعدت على الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية والجلوس في المنزل للحد من انتشار «كوفيد- 19»، ومع الإقبال الجماهيري الكبير على هذه المنصات، أصبحت هناك أعمال تنتج خصيصاً لها، وتحقق رواجاً كبيراً في جميع أنحاء العالم، لذا فكان من المهم أن يكون الفيلم المحلي له الحضور القوي على تلك المنصات، خصوصاً أنه ينتج بأعلى المستويات الفنية.
أول عرض
ولفت أحمد إلى أن «الإمبراطور» ليس أول فيلم محلي يعرض على المنصات، فقد عرض في السابق أكثر من عمل، لكنه في عرض ثانٍ أو أفلام قديمة تم طرحها مجدداً من خلال المنصات، أما الخطوة التي أقدم عليها مسؤولو «إكس موفيز» بعرض فيلم «الإمبراطور» حصرياً في عرض أول على «نتفليكس»، فهي خطوة مهمة تحسب للسينما المحلية بعد النجاحات والإنجازات التي حققتها في السابق.
مخرج مبدع
وعبر أحمد عن سعادته بالتعاون من جديد مع المخرج راكان، مؤكداً أنه يقدم أعمالاً كوميدية بعيداً عن الابتذال، ودائماً ما تحمل أفلامه مضموناً ورسالة هادفة للجمهور، فضلاً عن أنه من المخرجين المبدعين في هذا المجال، الذي يحاول قدر الإمكان تقديم أعمال محلية قريبة من الواقع الذي نعيشه، إلى جانب دعمه للمواهب التمثيلية الإماراتية.
7 شخصيات
ولفت صالح إلى أنه أراد في «الإمبراطور» أن يغير من جلده، ويخرج من قفص شخصية «ضحي» التي اشتهر بها في فيلمي «ضحي في أبوظبي» و«ضحي في تايلاند»، ويظهر إبداعاته التمثيلية في أدوار أخرى، ووجد «الإمبراطور» الفرصة الذهبية لإثبات حضوره في عالم التمثيل من خلال تجسيد 7 أدوار في فيلم واحد، وقال: أعتبر الإمبراطور أكبر تحدٍّ لي في عالم السينما، فأنا أظهر فيه بـ 7 وجوه، من بينها «الإمبراطور المصري» و«الساحر» و«الدكتور العراقي» و«المستثمر الهندي» و«رجل الجاهلية»، لافتاً إلى أنه على الرغم من الجهد والتعب الذي بذله لتقمص وتجسيد كل هذه الشخصيات، والمعاناة التي واجهها خلال التصوير بسبب تبديل الشخصيات والتجهيزات الخاصة من ملابس ومكياج وغيرها، إلا أنه وجد المتعة الحقيقية في هذا العمل الذي من المتوقع أن يكون نقلة نوعية بالنسبة له.
نجوم مصر
استعانت بعض أفلام «إكس موفيز» بعدد من نجوم مصر، من أبرزهم الفنان الراحل حسن حسني في سلسلة أفلام «ضحي»، والفنان عبد الله مشرف حالياً في فيلم «الإمبراطور»، وعن ذلك قال فيصل: أغلب أفلامنا التي نقدمها يغلب عليها الطابع الكوميدي، ولأن السينما والكوميديا المصرية هي أساس السينما العربية، فكان علينا الاستعانة بنجوم كوميديا من مصر مثل الراحل حسني حسني وعبد الله مشرف، لكي نكتسب الخبرات ونتعلم من هؤلاء العمالقة أصل الكوميديا.
إمبراطور السينما
تدور أحداث فيلم «الإمبراطور» حول «ضاعن» الذي يؤديه أحمد صالح، والذي يحلم بأن يكون أحد نجوم «الفن السابع» أو إمبراطور السينما، لكن شخصيته المترددة والضعيفة والعقبات التي يجدها من محيطه تمنعه من تحقيق هذا الحلم، حيث يفشل ويدخل في صراعات مع المحيط الذي يدور حوله، فيقرر تقمص شخصيات والتنكر في أدوار يخفي بها شخصيته الضعيفة بمساعدة أخته «فلونة» خبيرة المكياج التي تجسدها ملاك الخالدي.