الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الترفيه

فوضى المعلومات ومصادر القلق

فوضى المعلومات ومصادر القلق
5 يوليو 2021

تجتاح العالم ظاهرة غريبة، لكنها غير مستغربة في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها شعوب الأرض قاطبة، إثر تفشي فيروس كورونا وتحوره إلى عدة أشكال من حيث التسميات والتأثير والأعراض وطرق المكافحة، وأنا أكتب مقالي هذا تنشر وسائل إعلام متعددة تصريحاً لمدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، فحواه أن تفشي الفيروس من «فئة دلتا» قد تم رصده في أكثر من تسعين دولة، وقد لا تؤدي نتائج التطعيمات أو مستوياتها إلى تأثير حقيقي، نظراً للتحور السريع الذي يتسم به هذا الفيروس الذي أقلق العالم، وأقضّ مضاجع البشر.
في هذه الأوضاع الصحية التي يعاني منها العالم، تطلع علينا وسائل متعددة تضح بيانات ومعلومات الكثير منها غير معروف مصدرها العلمي أو الطبي أو الرسمي، أضف إلى ذلك ما يبثه بعض الذين نصّبوا أنفسهم أطباء وعلماء وأصحاب خبرات ومعرفة، كل هؤلاء بما يبثون من معلومات يثيرون قلق الناس، ويجعلونهم في دوامة من الخوف وعدم الشعور بالأمان والاطمئنان، رغم أن الجهات الصحية في أعلى مستوياتها وفي غالبية الدول تدعو إلى عدم الانسياق وراء تلك المعلومات التي تصل إلى المتلقين بعيداً عن الحقيقة والمصداقية والواقعية كذلك.
يعلم الجميع أن الوضع خطير في كل مكان، والجهات المسؤولة تؤكد على ضرورة الأخذ بالأسباب، والله تعالى هو الحافظ في كل الأحوال، ولذا يتم التركيز على أخذ الاحتياطات الاحترازية، وارتداء الكمامات، وعدم الاختلاط والابتعاد عن التجمعات الكبيرة، وعدم تنظيمها كذلك، لكن تجارب الناس الذين وقعوا تحت تأثير الإصابة أياً كان تأثيرها بأعراضٍ أم بغيرها يضع الآخرين في حيرة، خاصة عندما يتجه أحدهم بسؤال أحد المصابين «كيف أصبت، ين سرت، منو شفت، ليش ما تلبس الكمام وتتفرك بمعقم» ويُصدم السائل حينما يأتي الجواب «ما طلعت من البيت وما أدري كيف حصل هذا»؟
الحقيقة أن زحمة المعلومات تلك تعتبر مصادر قلق، وليس على الذين خاضوا تجربة الإصابة نفيَ السبب فقد يكون خارجاً عن نطاق التصور مثل الطلبات الخارجية، عمال الصيانة، خدمات التوصيل، العاملات اللائي يتم إرسالهن للتبضع، طلبات العاملات في المنازل بخاصة التي تصل وقت الظهيرة بعيداً عن أعين ورقابة أصحاب المكان.
أعتقد أن من الواجب الوقوف بحزم لوقف ظاهرة المتحدثين الفوضويين الذين «يهرفون بما لا يعرفون»، ويعلمون أنهم أحد مصادر فوضى المعلومات لكنهم لا يرتدعون، فهل من رادعٍ لهم ولغيرهم من المتفذلكين من الفاشينستات في أثواب الأطباء.!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©