الأربعاء 13 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الترفيه

منى السويدي أثبتت جدارتها في «الطاقة النووية».. حلم تحقق في «براكة»

منى السويدي أثبتت جدارتها في «الطاقة النووية».. حلم تحقق في «براكة»
2 يوليو 2021 03:00

هناء الحمادي (أبوظبي)

منى السويدي، عملت بجد واجتهاد، وأحبت العمل في قطاع جديد، لا سيما أنها شغِفَة دائماً بالبحث العلمي عن كل ما هو مختلف ومميز ويسهم في تطوير قدراتها. 
وتقول: بدأت مشواري في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية منذ عام 2012، حيث حصلت على منحة دراسية ضمن برنامج «رواد الطاقة»، ودرست في بوليتكنك أبوظبي، وكان برنامج الدراسة عبارة عن 3 سنوات، سنتان منها في أبوظبي، وسنة في كوريا الجنوبية، تدربت خلالها في محطتي الطاقة النووية الكوريتين «شين كوري 1» و«شين كوري 2».

  • منى السويدي من موقع العمل في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية (الصور من المصدر)
    منى السويدي من موقع العمل في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية (الصور من المصدر)

إنجازات 
هذه التجربة حفزتها للحصول على البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية، ومن ثم الحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، ولم تتوقف عند هذه المحطة، حيث انضممت إلى مجلس «براكة» للشباب إلى جانب عضويتها في مؤتمر الطاقة النووي للشباب، كما ساهمت في الكثير من الأنشطة لتطوير الشباب في مختلف المجالات، منها التعليم، والحصول على شهادات معتمدة في إدارة المشاريع.
 وفي عام 2016، شاركت في اختبار الأداء الحراري للمحطة الأولى في براكة بمنطقة الظفرة في أبوظبي، وكان هذا الاختبار جزءاً من الاستعدادات التشغيلية للمحطة الأولى، كما كانت ضمن أول فريق لاستقبال وتحميل أول دفعة من الوقود النووي عام 2017 وتخزينها على نحو آمن، وأضافت: بعد حصولي على التدريب المكثف والتأهيل الكامل وإكمال المتطلبات، أفخر بكوني من المختصين في الطاقة الإماراتيين الذين ساهموا في تشغيل المحطة الأولى في براكة خلال أبريل 2021، التي ستوفر كهرباء صديقة للبيئة لدولة الإمارات لـ60 عاماً على الأقل.

  • منى السويدى خلال ممارسة هوكي الجليد (الصور من المصدر)
    منى السويدى خلال ممارسة هوكي الجليد (الصور من المصدر)

مسيرة
وأعربت عن فخرها الكبير بأن المحطة الأولى في براكة أصبحت بعد تشغيلها تجارياً أكبر مصدر منفرد للطاقة الكهربائية في دولة الإمارات، وكذلك أكبر مساهم في الحد من الانبعاثات الكربونية في المنطقة كلها، الأمر الذي يدعم جهود الدولة في تحقيق أهدافها الخاصة بمواجهة ظاهرة التغير المناخي.
ولفتت إلى أنها خلال مسيرها المهنية، شاركت في العديد من المؤتمرات العالمية والعلمية في مجالات الطاقة النووية في فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، وكان هذا جزءاً من تبادل الخبرات واكتساب المهارات من الخبرات العالمية.. وفازت أيضاً في جائزة جوفيوث للنجوم الصاعدة لعام 2021 في دول مجلس التعاون الخليجي- كأفضل 20 شاباً من ناحية الإنجاز، كما استطاعت إنجاز «برنامج القادة الدوليين» من جامعة حمدان الذكية.

الطموح الأكاديمي
منى السويدي حالياً طالبة دكتوراه في مجال إدارة الأعمال، وتسعى من خلال ذلك إلى استكشاف المزيد من المهارات لتحقيق طموحها في أن تصبح من قادة قطاع الطاقة في الدولة بالمستقبل، حيث يركز بحثها في الدكتوراه على دراسة القيادة ومدى تأثيرها على سلامة محطات الطاقة النووية، وهو ما يضيف الكثير لمسيرتها في المجالين العلمي والعملي، حيث تعمل حالياً مهندساً أول في شركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة، ومع دراستها الماجستير والدكتوراه باتت لديها القدرة الآن على الربط بين المهارات العلمية والعملية والإدارية. 

طموح 
منى السويدي تسعى لإنجاز الكثير، ومن ضمن طموحاتها المساهمة في تطوير قطاع الطاقة النووية في الدولة؛ لذلك تعمل على نشر الوعي حول أهمية تنويع مصادر الطاقة والاعتماد أكثر على مصادر الطاقة الصديقة للبيئة، إذ تقول: أتمنى أن أترك بصمة في هذا المجال من خلال الجد والاجتهاد والبحث عن النجاح والتميز؛ لأنه مهما تعلمنا ودرسنا، فالعلم كل يوم في تطور، ولابد من مواكبة ذلك لتعلم المزيد من المهارات والخبرات في قطاع الطاقة النووية. 

هوايات
رغم المشاغل والإنجازات التي حققتها السويدي، لم تغفل عن ممارسة الهواية المفضلة لديها، فمع العمل في براكة لمدة 4 أيام في الأسبوع، لم تتوقف عن ممارسة رياضتها المفضلة.. وتقول عن ذلك: ألعب في صفوف منتخب الإمارات النسائي لهوكي الجليد، حيث شاركنا في بطولات مختلفة محلياً وعالمياً، وحصدنا جوائز عدة، وهذه الرياضة رغم أنها تحتاج إلى إتقان تقنيات التمرير والتحكم بالعصا ومهارات التنسيق، فإنها تحتاج إلى التحلي بالتصميم والالتزام بالعمل الجاد، فلعبة الهوكي رياضة فريدة ذات تحدٍّ، وتتم ممارستها عبر سرعات عالية جداً، إذ يطلق المهتمون بها عليها لقب (أسرع لعبة على وجه الأرض).

يد العون والمساعدة
تذكر منى السويدي أنه هناك من مدَ لها يد العون والمساعدة والتحفيز على التميز والاستمرار في اكتساب المزيد من الخبرة العملية في براكة، حيث هناك أشخاص كثر تكن لهم كل الاحترام والتقدير والذين ساندوها وكانوا الداعم لها، وتقول: أسرتي لم تتوانَ عن دعمي في كل خطوة أخطوها فكانوا لي المشجع الأول من إنجاز تلو إنجاز، وهذا ما دفعني للاستمرار في مواصلة الحصول على الدكتوراه، كما كان لزميلتي في العمل عائشة الأحبابي دور كبير في دعمي، حيث كانت على الدوام تشجعني على الاستمرار في التميز والمشاركة في جميع الفرص التي توفرها لنا مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة من حيث التدريب والتطوير والمشاركة في الندوات ومعارض العلوم المختلفة، كما أنظر بالتقدير إلى عامر محمد رباري مهندس أول لصيانة الأجهزة الدقيقة والذي كان يشجعني أيضاً على استكمال الدراسات العليا، والتفاني في العمل.

اجتياز التحديات
عن قدرة المرأة الإماراتية على خوض مجالات فيها تحديات، تقول منى السويدي: أؤمن بأن الإماراتية قادرة على اجتياز أي تحدٍّ بتميّز، بكونها قادرة على التفوق على نظيراتها في مختلف مناطق العالم، وأن تدخل كذلك وبقوة في مجالات العلوم والهندسة والتكنولوجيا، وهي محظوظة جداً لأن لديها قيادة حكيمة تدعم طموحاتها وتمكنها من خوض واجتياز جميع التحديات.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©