بانتخاب الهيئة الإدارية الجديدة لاتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات بعد اجتماع الجمعية العمومية الذي عُقد يوم الخميس الماضي «عن بُعد» يدخل الاتحاد مرحلة جديدة من مراحل العمل التي بدأت مسيرتها منذ تاريخ إنشائه عام 1984 بموجب القرار الوزاري رقم 136 الذي صدر في تلك الفترة عن وزارة تنمية المجتمع التي مرّت بفترات تم فيها تغيير تسميتها إلى أخرى تصب في أهداف التنمية المجتمعية.
حينما بدأ عمل الاتحاد رسمياً في 1985 كان عمله متنوعاً بين أنشطة أدبية وثقافية، وحركة نشر نتج عنها حصاد من الإصدارات التي مع الوقت أصبحت منتظمة الصدور، كما شارك الاتحاد في عديد من المحافل الداخلية والخارجية، ومنذ تلك الفترة شهد هذا الصرح الثقافي حالات من الركود والنشاط، ومن المؤمل في المجلس الجديد أن يحرّك الساكن، ويُكمل المسيرة التي بدأت والخطوات التصحيحية التي قام بها المجلس المؤقت الذي عَينهُ الأب الروحي للأدباء والكُتاب الأديب والُمعلّم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، باعتباره الرئيس الفخري للاتحاد.
واليوم وقد تم انتخاب مجلس جديد في جو من التعاون والفاعلية والتنسيق والاختيار الذي نال استحسان قطاع واسع من قطاعات المجتمع المختلفة تقع على الأعضاء الجدد المُنتخبين بعناية الجمعية العمومية مسؤولية كبيرة في الدفع بالعمل في الاتحاد نحو تحقيق المزيد من الطموحات في حضور ثقافي إماراتي يعزّز صورة الإمارات البرّاقة بين الأمم، وقد كان هذا الدور قائماً وملفتاً وسيعمل المجلس الجديد على استمراريته وفق استراتيجية عمل منهجية تكرّس العمل الثقافي والأدبي بشكل أكثر فاعلية وتأثيراً إيجابياً مطلوباً.
ولا شك أن الاتحاد وحده بمجلس إدارته الجديد لن يستطيع الإلمام بكافة الأدوار ما لم يقف معه الكُتاب والأدباء بكافة شرائحهم وتعدد مواهبهم، وكذلك المؤسسات الثقافية المعنيّة في الدولة، والتي تكتمل أدوارها وأعمالها مع أنشطة الاتحاد سواء من حيث النشاط الثقافي، أو المطبوعات والنشر، أو التمثيل الداخلي والخارجي فالجميع شركاء في رسم المستقبل الثقافي الإماراتي وبما يحقق الآمال والتطلعات، بخاصة طموحات الأجيال الشابة.
أبارك للمجلس المُنتخب اختياره، وأشكر كل من شارك في العملية الانتخابية النزيهة ومنحني وزملائي وزميلاتي أعضاء المجلس الجديد صوته وثقته، والشكر موصول لكل من ترك أثراً طيّباً من أعضاء المجالس السابقة، ونأمل من الله تعالى أن يوفقنا في تحقيق الأهداف التي وُضعت للاتحاد في مرحلته القادمة ووطننا الغالي يقترب من عامه الخمسين ليعانق أبجدية جديدة في العمل، والحضور، والتفرد، والريادة، وعلى رأسها الريادة الثقافية.