الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الترفيه

الفيلم المحلي.. نشاط «في عز الصيف»

الفيلم المحلي.. نشاط «في عز الصيف»
18 يونيو 2021 01:49

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

حالة من النشاط المكثف تشهدها السينما الإماراتية، بعد فترة طويلة من توقف عروض الأفلام، بسبب تفشي جائحة «كورونا» في العالم.. ففي العام الماضي تم تأجيل وإلغاء عروض عدد من الأفلام بسبب الفيروس المستجد الذي أثر سلباً على إيرادات شباك التذاكر، ما دفع صناع السينما المحلية أن يتخذوا قراراً بتأجيل عرض أعمالهم حتى تتحسن الظروف، وتعود السينما إلى سابق عهدها.
على الرغم من أن السينما لا تزال متأثرة، إلا أنهم أرادوا الحضور السينمائي للفيلم المحلي، مثل نظيره العالمي والعربي، ولم يستسلموا لـ «كورونا» وقرروا استكمال تصوير أفلامهم من جديد، وعرض الأعمال التي انتهوا من تصويرها سابقاً في الموسم السينمائي الصيفي لهذا العام.

  • خلال تصوير أحد مشاهد «العم ناجي 2» (الصور من المصدر)
    خلال تصوير أحد مشاهد «العم ناجي 2» (الصور من المصدر)

وقرر مجموعة من المخرجين عرض أفلامهم في الموسم السينمائي الصيفي لهذا العام، من بينها فيلم تم عرضه مؤخراً، و4 أفلام جاهزة للعرض، وفيلمان آخران جار تصويرهما حالياً للحاق بهذا الموسم.
وكانت البداية مع فيلم «218 – تحت جدار الصمت»، للمخرجة نهلة الفهد، التي قررت مع الجهة المنتجة «شمس» عرض فيلمها مؤخراً في صالات السينما، والذي شارك في بطولته كل من حبيب غلوم ومنصور الفيلي وأمل محمد وعبد الله بن حيدر، ونال العمل صدى كبيراً بعد عرضه، لتتوالى الأعمال بعد ذلك، حيث قرر المخرج علي جمال عرض فيلمه الجديد «كروموسوم» في السينما 24 يونيو الجاري، الأمر نفسه بالنسبة للمخرج والكاتب والمنتج عامر سالمين المري الذي قرر عرض فيلمه «شبح» في أوائل أغسطس المقبل بعد تأجيله لمدة عام، كما قرر المخرج هاني الشيباني عرض فيلمه «سوشال مان» في هذا الموسم، لكننه لم يحدد بعد تاريخ العرض، كما كشف المخرج أحمد زين عن عرض الجزء الثاني من فيلمه «العم ناجي 2» في أواخر أغسطس المقبل.

تحديات
وتحدث مجموعة من صناع السينما حول عودة الفيلم المحلي من جديد والتحديات التي يواجهونها من أجل الحضور السينمائي، حيث أكد عامر سالمين المري أن الإجراءات الاحترازية وتحديد الطاقة الاستيعابية في صالات العرض، تسبب في إحجام صناع الأعمال عن تقديم أفلامهم في الفترة الماضية، خصوصاً بالنسبة للفيلم المحلي الذي يعتمد في الأساس على الحضور الجماهيري لصالات العرض، على عكس الفيلم العالمي الذي يروج نفسه بنفسه، متوقعاً أن تشهد الساحة انتعاشة جديدة للفيلم المحلي، خصوصاً مع جهود صناعه من مخرجين ومنتجين على الحضور والتواجد والمنافسة، بأفكار جديدة، ومستوى تقني عال.
وكشف المري أنه إلى جانب فيلمه «شبح» الذي من المقرر أن يعرض في السينما أغسطس المقبل، فهو بدأ حالياً تصوير فيلمه الجديد «غنوم الملياردير» في أبوظبي، منوهاً أنه يفكر أيضاً في عرضه في الموسم السينمائي لهذا العام.

«فال خير»
من جهته لفت الفنان والمنتج حبيب غلوم، الذي شارك مؤخراً في بطولة فيلم «218 خلف جدار الصمت»، إلى أن السينما بدأت بالتعافي منذ أوائل 2021، خصوصاً مع تنفيذ وعرض عدد من الأعمال العربية والعالمية، لكنها لا زالت متأثرة بقلة عدد الإنتاجات.
وقال: يجب تكاتف المنتجين في خلق حالة سينمائية من جديد، وعدم النظر إلى الربح المادي فقط، على الرغم من أنني أعلم جيداً أن السينما هي عملية ربحية في المقام الأول، ولكن مع الترويج الجيد وتنفيذ عمل مميز، سيحقق التواجد والمنافسة والنجاح مهما كانت الظروف.

بُعد عن المنصات
من ناحيته أوضح المخرج هاني الشيباني، الذي يستعد لعرض فيلمه «سوشال مان»، إلى جانب تصويره حالياً الجزء الثاني من فيلم «خلك شنب»، أنه مع بداية انتشار «كورونا» دخل الناس في حالة قلق، الأمر الذي أثر على جميع المجالات وليس السينما أو المجال الفني فقط، لكن مع مرور الوقت، ومع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية، وتوفير اللقاحات، الحياة في العودة من جديد، وكان الدليل على ذلك الأعمال الدرامية المميزة التي نفذت وعرضت في رمضان الماضي.

وقال: تأجيل عرض الأفلام سابقاً حتى تستقر الأوضاع، قرار سليم، خصوصاً بالنسبة لصناعة السينما التي تعتمد في الأساس على الحضور الجماهيري، الذي يعتمد عليه المنتج وصناع الفيلم في الأرباح من شباك التذاكر، ولكن مع خطوات المنتجين العالميين والعرب نحو إنتاج وتنفيذ وعرض أفلامهم في الفترة الماضية، شجعنا كصناع سينما أن نتحدى الفيروس المستجد، ونبدأ في تصوير أعمالنا السينمائية من جديد، واتخاذ قرار العرض.

عودة قوية
ويرى المخرج أحمد زين الذي انتهى من تصوير الجزء الثاني من فيلم «العم ناجي 2» ومن المقرر عرضه أواخر أغسطس المقبل، أن السينما بدأت تتعافى من جديد، وستعود في الموسم السينمائي الصيفي لهذا العام أكثر قوة، خصوصاً بعدما ظلت حبيسة الأدراج لفترة طويلة، بسبب تداعيات أزمة «كورونا»، فأفلام ألغت تصويرها وأخرى تأجل عرضها مع إغلاق صالات السينما، ومن ثم افتتاحها بطاقة استيعابية محددة، ما أثر بشكل سلبي على الصناعة في مختلف أنحاء العالم، وقال: علينا كصناع تحدي الفيروس المستجد، لكي تعود السينما المحلية كما سابق عهدها.

  •  خلال تصوير مشهد من فيلم «218 - خلف جدار الصمت»
    خلال تصوير مشهد من فيلم «218 - خلف جدار الصمت»

تسويق وتوزيع
عبد الله بن حيدر الذي يشارك هذا العام في بطولة فيلمين هما «218 – خلف جدار الصمت» و«كرموسوم»، أوضح أن خطوة عرض أفلامنا المحلية على الشاشات الذهبية إيجابية، حتى تعود الحياة السينمائية من جديد، خصوصاً أن السينما المحلية في السنوات الأخيرة تفوقت من ناحية مستوى التنفيذ والإخراج والمستويات الفنية الأخرى، من أداء تمثيلي وقصص مختلفة، ولكن لا يزال حتى الآن الفيلم المحلي ينقصه التسويق والتوزيع بشكل أقوى.

في الآونة الأخيرة
أشارت المخرجة نهلة الفهد إلى أن السينما الإماراتية في السنوات الأخيرة قطعت شوطاً كبيراً في الحضور والمنافسة، وكان عليها الاستمرارية في تحقيق هذا النجاح حتى في ظل الظروف التي نعانيها بسبب «كورونا»، فالمغامرة التي اتخذها صناع السينما العالميين والعرب في الآونة الأخيرة بعرض أفلامهم رغم هذه الظروف والطاقة الاستيعابية لصالات العرض، كانت كفيلة بأن تستعيد السينما رونقها من جديد، والدليل على ذلك عدد الأفلام الأجنبية والعربية التي عرضت مؤخراً محققة نجاحاً وأرقاماً لا بأس به في عصر «كورونا».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©