يقول العديد من الخبراء إن البشر سيشهدون "ثورة صناعية" جديدة خلال السنتين المقبلتين.
من السيارات ذاتية القيادة إلى المصانع "المتصلة" بالإنترنت مروراً بالزراعة "الذكية" أو الجراحات من بعد... كل شيء سيشهد تغييراً هائلاً تبشر به شبكة الجيل الخامس من الاتصالات. كما من شأنها إدخال تغييرات جذرية في قطاعات اقتصادية برمتها.
فبعدما قدم الجيل الأول إمكان إجراء مكالمات صوتية عبر الهواتف المحمولة، لتضاف إليها الرسائل النصية في الجيل الثاني، وبعدها القدرة على إرسال صور في شبكة الجيل الثالث، ثم تطوير قدرات الاتصال عبر الإنترنت في الجيل الرابع، من شأن الجيل الخامس إدخال تطورات كبرى على الاتصالات مع زيادة سرعة الاتصال بالإنترنت عشرة أضعاف.
في ما يلي لمحة عن الاستخدامات المتعددة التي من المتوقع أن يتيحها الجيل الخامس.
- تغييرات جذرية في الصناعة:
مع إمكان الإفادة من الشبكات الخاصة القادرة على تشغيل مصانع "ذكية" مزروعة بأجهزة الاستشعار والأكسسوارات المتصلة، يؤمل من الجيل الخامس أن يفتح صفحة جديدة في القطاع الصناعي من شأنها تحسين الإنتاجية إلى مستويات فضلى.
من بين الاستخدامات الملموسة روبوتات يمكنها إجراء زيارات للمواقع من بُعد وتطبيق "للواقع المعزز" يتيح لفنيي الصيانة النفاذ إلى بنك معلومات عن آلة من خلال مسح رمز.
- سيارات ومدن "ذكية":
تواكب شبكة الجيل الخامس ابتكارات جمة في قطاعات النقل والتنظيم اللوجستي والتخطيط المدني. ومن أبرز النماذج على ذلك هي السيارة ذاتية القيادة.
وقال الخبير في شركة "كابجيميني" الفرنسية الاستشارية ميشال غيغا إن هذا النوع من المركبات "قادر على إجراء تقويم دائم لوضعه في البيئة المحيطة، لناحية الأشخاص الآخرين في المحيط ووضع الطريق والعقبات الموجودة بالقرب منها... سواء التقطت المركبة نفسها هذه المعلومات أو جُمعت من مصدر خارجي، يتعين جمع كميات بيانات ضخمة ومعالجتها في كل لحظة".
- تطبيب وجراحات من بُعد:
شهد مؤتمر برشلونة للأجهزة المحمولة نهاية فبراير 2019 إنجازاً طبياً نُقل مباشرة، تمثل في إجراء أنطونيو دي لاسي أول عملية جراحية في العالم تمت من خلال "إشراف من بُعد" من طريق شبكة الجيل الخامس.
وخلال العملية، أتاح الاتصال بالجيل الخامس جودة صورة أفضل بكثير من تلك المتوفرة في الشبكات السابقة، ما يقلص احتمالات الخطأ. ومن شأن ذلك السماح للجراحين بإجراء عمليات من بُعد في المستقبل، بالاستعانة بأذرع آلية.
- زراعة "ذكية":
من المتوقع أن تدخل شبكة الجيل الخامس تغيراً جذرياً أيضاً في القطاع الزراعي، مع قدرات جديدة تتمثل على سبيل المثال بتربية المواشي من بُعد واقتلاع الأعشاب الضارة آلياً والجرارات المستقلة.