أبوظبي (الاتحاد)
تستقطب أماكن التخييم، الباحثين عن الاستجمام والناشدين للراحة والهدوء، حيث توفر هذه الفضاءات، سواء كانت حدائق عمومية أو متنزهات البر جميع الخدمات ضمن أجواء عائلية واجتماعية راقية، إلا أن ممارسات وسلوكيات بعض الناس تضر بهذه المناطق كما تؤدي البيئة والحياة البرية، لا سيما أن البعض يترك وراءه مخلفات كثيرة في مكانه، ناهيك عن الأكياس البلاستيكية التي تتطاير بفعل الهواء متنقلة إلى أماكن بعيدة قد تضر بالحياة البرية والبحرية أيضاً، مسببة الأذى للإنسان والحيوان كذلك، ناهيك عن تشويه المظهر الجمالي العام لهذه الفضاءات.
رغم ما يحدثه البعض من بعض مرتادي هذه الفضاءات فوضى ناجمة عن عدم احترام البيئة، إلا أن الكثير من روادها يشمئزون من هذا الفعل، ويقومون بجمع هذه النفايات والمخلفات في أكياس ووضعها في الأماكن المخصصة لها، من هؤلاء محمود الشامي الذي قال: للأسف بعد الانتهاء من فترة التخييم نرى العديد من المخلّفات التي يتركها البعض، رغم أنه من المفروض بعد الانتهاء من تلك النزهة البرية أن يتم ترك المكان أفضل مما كان عليه.
ويطالب محمد الياسي، أحد مرتادي البر، بالمساهمة الجادة والفاعلة في مسؤولية حماية الموارد الطبيعية والبيئة: خلال رحلات التخييم المتكررة للبر، نرى الكثير من مرتادي البر لا وعي بيئي لديهم، ويقومون برمي «النفايات» في كل مكان وأمام أطفالهم، بينما يترك البعض مخلفات الشواء وعلب المشروبات الغازية والأكياس البلاستيكية، دون أن يبادر بجمعها ووضعها في الأماكن المخصصة لها، وهذا يضر بالبيئة وبفكر الأجيال القادمة أيضاً.
وقالت الدكتورة إحسان الميسري باحثة بيئية وعضوة سابقة بجمعية أصدقاء البيئة أبوظبي إن نظافة البيئة مسؤولية مشتركة بين الأفراد والجهات المعنية لذلك، فإن المحافظة على المسطحات الخضراء بما فيها الحدائق والمنتزهات ضرورة ملحة، وليست خياراً، والملاحظ للأسف الشديد رغم اهتمام الدولة المتزايد بتقديم أفضل الخدمات لتلك الحدائق المصممة على أحدث المخططات، وتتوفر على أرقى الخدمات التي تلبي احتياجات رواد تلك المناطق، إلا أنه نجد البعض يساهم في تشوية المنظر العام برمي المخلفات بكافة أنواعها دون أدنى مسؤولية تجاه النظافة العامة، والتي لا تستدعي سوى المحافظة على المكان نظيفاً.