الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
التعليم والمعرفة

مسار التحديث في الفنون التشكيلية

غلاف الكتاب
10 أغسطس 2021 00:19

فاطمة عطفة (أبوظبي)

يعتبر كتاب «مسار التحديث في الفنون التشكيلية من الأرسومة إلى اللوحة» تأليف الفنان التشكيلي التونسي خليل قويعة، أستاذ الجماليات وعلوم الفن بجامعة صفاقس، من الكتب المتميزة في مجاله البحثي، وقد فاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2021. ويركز الكتاب خاصة على مسار الفن التونسي، دون أن يُغفل تطور حركة التشكيل العربي بصفة عامة. 

منظومة قيم
ويتناول المؤلف قويعة في المقدمة «فصل المعرفة الجمالية عن المعرفة الدينية»، لافتاً إلى أن الأرسومة كانت متجذرة داخل منظومة قيم اجتماعية - ثقافية ذات مرجعية دينية إسلامية تستند إلى مبدأ التوحيد. ويشير إلى أن الأرسومة الزجاجية ظهرت من خلال بعدين، أحدهما سطحي يخاطب الإدراك المباشر، والثاني تجريدي متجذر في الفن الإسلامي (الخط، الرقش، الزخرفة، العمارة) موضحاً أن الأرسومة استفادت خاصة من المنمنمات الشرقية، إضافة إلى بعض شواهد الفن الغربي الكلاسيكي.  ويعتبر المؤلف «مدونة الرسم على الزجاج فصلاً مهماً من فصول ثقافة الصورة في التراث العربي الحديث، منذ منتصف القرن التاسع عشر إلى بداية القرن العشرين، بهدف تحويل الذاكرة الشعبية من المجال الشفوي إلى مجال الصورة. وقد أسهم انتشار المطابع بالعواصم العربية في ظهور الصورة الورقية المطبوعة في منتصف القرن العشرين». ويشير إلى أن الرسم على الزجاج فن إسلامي يرجع إلى فن تزويق الكتب، مبيناً أن الواسطي هو أول من أبدع هذا الفن مع مقامات الحريري.

  • خليل قويعة
    خليل قويعة

سردية الرسم
ويرى الباحث أن فن الرسم على الزجاج متلازم مع فن الخط العربي، كما أن التزويق الإيطالي كان له تأثيره في ما بعد على هذا الفن، واصفاً المدونة السردية للرسم على الزجاج بأنها من طبيعة الفن العفوي ولا تعتمد الدقة التشريحية أو تراعي المنظور. ولذلك يتدارك النص المكتوب ما تعجز عنه الصورة في المشروع السردي. ونلاحظ أن النصوص المكتوبة حول الشخوص والحيوانات ليست لها وظيفة بينية، ولكنها تساعد على سد الفراغات بين الأشكال.ويتابع الباحث مرحلة الانتقال من اللوحة الشعبية إلى اللوحة لتبدأ مع النهضة الأوروبية بإيطاليا، وقد ظهرت في تونس في أواخر القرن التاسع عشر. ويستعرض مجموعة من رواد الفن الحديث في تونس، بعضهم استفاد من تراث الخط العربي ومعمار المدينة الإسلامية والتراث النسيجي، وآخرون انتقلوا من الصورة المحكية إلى الصورة المرئية وتخلوا عن المتن الكتابي. وتشكلت جماعات وصالونات ومدارس فنية تحت حكم الاستعمار، ومنها مدرسة تونس لفن الرسم. ولم تكن الحركة الفنية التشكيلية معزولة عن الحركة الثقافية، وخاصة المسرح، كما كان للمتلقي دوره الإيجابي. ويلفت الباحث إلى أن سنوات الثلاثين شهدت مرحلة جديدة من النضال ضد المستعمر الفرنسي أدت إلى تبلور الوعي الوطني.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©