الشارقة (الاتحاد)
نظم بيت الشعر في دائرة الثقافة بالشارقة، مساء يوم الثلاثاء، قراءات شعرية شارك فيها كل من أحمد الأخرس، وحمزة اليوسف بحضور الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر، وعدد من محبي الشعر والثقافة في جو التزم بالإجراءات الاحترازية، وقدمها الشاعر عبدالكريم يونس، الذي تحدث عن الجهد الذي تبذله إمارة الشارقة من أجل استمرارية الثقافة في الروح، وفتح مساحات الأمل ونوافذ التغريد للشعراء ليلتحموا بجمهور الشعر المحب للحياة.
وافتتح القراءات الشاعر حمزة اليوسف، وقرأ نصوصاً غارقةً في التساؤلات والتأمل، وبدأ بأسئلة الشاعر لذاته الشعرية وللشعر وهو يمنّي النفس بإجابة تحتفل لها الروح، ومن نص «قصائدنا» قرأ:
ألا يا شِعرُ يا وجْهَاً خُرُافيَّاً أجبني كيفَ مَا تَهوَى/ متى سُتقدِّمُ التَّحنَانَ والإيمانَ للإنسانِ مثلَ المَنِّ والسلوَى؟ لمَنْ لو تشتهي أُنْثَى تُرتِّبُهَا على مَهَلٍ وتُنْشِئُهَا مَجَازاً عَزَّ أن يُلوَى/ لمنْ سَتكونُ حينَ العمرُ مَرَّ هُنا هَطُولاً دونَ أنْ يُروَىْ؟
ثم واصل تحليقه وقراءاته بذات الروح المتسائلة، بدءاً من أول البوح إلى نهاية نزف الحروف.
أما أحمد الأخرس الذي اكتنزت مفرداته بالتساؤلات الوجودية والتأمل في الحياة والموجودات، فقد قرأ للذات والعاطفة التي لونت الحياة بالورد وقوس قزح، وشرعت لنسمات الوجد أبواب الروح، فدخلت الحروف منسابة معطرة:
أمرُّ في دمكِ الفضِّيِّ، يطرقني... خلخالُ حزنيَ لا خَلخالُكِ الذَّهبي/ أمشي الهُوَينى على خيطِ الحرير إذا... ما انسلَّ من شالِكِ الورديِّ في شَغَبِ/ أمشي إليكِ، شحيحَ الملحِ ممتلئاً... شوقاً تقَطَّرَ من جفنيَّ، فاقتربي.
واختتم القراءات الشاعر عبدالكريم يونس بقصيدة انسلت من العاطفة الذاتية، لتحط على أغصان الوطن صادحة بصوت شعري شجي، ومما قرأ: ودّعتُ شِعرَ العذارى ليس بي حَنَقٌ... على الغرامِ وما غادرتُه مَلَلا/ وصار لحنُ غرامي نارَ قافيتي... وصار جمري لأشعارِ الهوى بَدَلا.
وفي ختام الأمسية كرّم محمد البريكي الشعراء ومقدم الأمسية.