فاطمة عطفة (أبوظبي)
ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، نظم «صالون الملتقى الأدبي»، جلسة افتراضية لمناقشة «الخيال والفانتازيا في الرواية العربية»، شارك فيها كل من الكاتبين: محمد الفخراني، مؤلف رواية «أراك في الجنة»، وهاني عبد المريد مؤلف رواية «أنا العالم»، وأدارت جلسة الحوار أسماء صديق المطوع، مؤسسة الملتقى، قائلة: يشغلنا في صالون الملتقى المستقبل وكيف نربط أجيال التقنيات والأجهزة الذكية بالقراءة التي لا مناص عنها لنتطور، ونتناول اليوم موضوع: كيف تحرر كتابة الفانتازيا خيال هذا الجيل المغرم بالتكنولوجيا، وكيف تطرح أفكاراً جديدة تجذبه؟ واقتبست شاهداً من الأديب السوداني أمير تاج السر؛ إذ يقول: «أدب الفانتازيا أدب عظيم، هو ليس تحدياً للخيال فقط، ولكنه تحد للقدرات الأخرى للمؤلف، من صبر ومثابرة واحتيال على كل ما هو موجود، في سبيل ابتكار ما ليس موجوداً». وأضافت المطوع أن الأستاذ هاني يطرح في روايته فكرة الشعور بالاغتراب والوحدة داخل المجتمع، وكيف أن الكتابة يمكن أن تكون علاجاً لهذه الوحدة، وخلاصاً منها.
وأشارت إلى رواية الفخراني «مزاج حر»، قائلة: نلتقي في هذه الرواية مع «الكاتب المتجول» الذي يحلم بالتنقل بكل حرية وبساطة بين بلدان العالم، وإذا به يحقق حلمه في الرواية فيبتكر قصته وحكاياته الخاصة، ويتنقل بخفة وبساطة بين الزمان والمكان، ويقتنص فرصاً نادرة للقاء أبطال القصص والحكايات ليبلور لحظات المعرفة حين تغمر الكون بأضوائها البديعة.
ورواية هاني «أنا العالم» أثارت أيضاً أكثر من سؤال حول قضايا عديدة كشخصية ريم والحب العابر للزمان والمكان، كما أثار العنوان تساؤلاً وهل ينطوي بطلها على شيء من الغرور؟ أجاب هاني أن فكرة الرواية لمعت في خاطره وهو يقوم بتحقيق صحفي عن شارع محمد علي وتحولاته، والعبارة لا تعني واحداً بعينه، إنما تشملنا جميعاً، كما يمكن أن تشمل العالم. والرواية تطرح قضايا عديدة، منها الحرية والوحدة والرقيب والصفحات المدسوسة منه، وأهمية وجود الجد أو الجدة في حياة الطفل الذي يعاني من ضيق التنفس، إضافة إلى كثير من الأشياء التي تعبر عن حياتنا في هذا العصر، وفكرة الربيع الذي يأتي ولا يأتي وهي تذكر القارئ بالربيع العربي. وحول ما يسمى بـ «القارئ البسيط» ومدى تقبله للرواية، قال هاني: «لم يعد هناك قارئ بسيط في عهد التكنولوجيا، والرواية ليست فيها مباشرة، وأي قارئ يمكن أن يتعايش مع الرواية من خلال حكايات شعبية متوارثة لا تخلو من فانتازيا وأساطير». ولكن، مع كل ما تثيره الرواية من قضايا وأسئلة، تنتهي بهذه الإشارة الجميلة التي تبين أهمية الكتابة: «كان هنا ولد يشعر بالوحدة، ظل يكتب، ويخترع أناسا وحكايات تشعره بالدفء، وتعطي لحياته معنى...».