الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الرياضة

السوبر الأوروبي.. جونسون يحرز هدفاًً سياسياًً!

السوبر الأوروبي.. جونسون يحرز هدفاًً سياسياًً!
24 ابريل 2021 01:10

وائل بدران (أبوظبي) 

كثيراً ما تتداخل السياسة في عالم كرة القدم، الذي يشكل أحياناً ملعباً يتنافس فيه السياسيون، الذين يحاولون إحراز «أهداف سياسية»، خدمة للأحزاب، أو جذباً للناخبين، أو ربما مضايقة للخصوم. 
وأبرز مثال على ذلك مؤخراً كان إعلان 12 نادياً، 6 منها من بين أبرز نوادي إنجلترا، عن إنشاء بطولة جديدة هي «دوري السوبر الأوروبي»، إذ أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ونظيره الإيطالي، ماريو دراغي، إلى جانب الحكومة الإسبانية، رفضهم الفكرة منذ الوهلة الأولى. والأندية الستة الأخرى، من خارج بريطانيا، إيطالية وإسبانية بموجب ثلاثة من كل دولة.
بحسب تقارير بريطانية، لا يخفي جونسون عموماً ضعف ارتباطه بلعبة كرة القدم، لدرجة أنه لا يتظاهر بتشجيعه لأي نادٍ، أو حتى معرفة القواعد الأساسية للعبة. لكنه رغم ذلك، هدد باتخاذ الإجراءات الممكنة كافة لإيقاف «البطولة الانفصالية»، وقال: «إن كافة الخيارات الممكنة على الطاولة»، ومنها سنّ قوانين جديدة. 
وتبدو الدوافع السياسية وراء تحرك جونسون أكثر وضوحاً عند معرفة أنه في انتخابات عام 2019، حصل حزب المحافظين، بزعامة جونسون، على أغلبية في المدن التي توجد بها نوادٍ في الدرجة الثانية بالدوري الإنجليزي، وهي المدن ذاتها التي صوتت لمصلحة حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي تزعمها جونسون، وتضم هذه المدن نوادي مثل «بلاك بول» و«لينكولن» و«أكرينجتون». 
وأما حزب «العمال المنافس» فحصل على معظم الأصوات في المدن الكبرى مثل لندن ومانشستر ونيوكاسل، التي تضم النوادي المشاركة في «السوبر الأوروبي». 
وجاءت أولى تصريحات جونسون حول «السوبر الأوروبي»، خلال زيارة ضمن الحملة الانتخابية لدعم المحافظين في الانتخابات المحلية، المرتقبة في السادس من مايو المقبل، والتي يحق لـ48 مليون بريطاني التصويت فيها. 

رفض المشجعين
ووضع قرابة ألف مشجع لأندية إنجليزية عدة خصومتهم في الدوري الممتاز جانباً، وشاركوا في تظاهرة احتجاجية شعبية خارج ملعب «ستامفورد بريدج»، خلال مباراة تشلسي وبرايتون التي انتهت سلباً، ضد «الانشقاق» عن الكرة الأوروبية.
ورفعت لافتات كتب عليها: «لترقد كرة القدم بسلام 1863-2021»، و«أسست من قبل الفقراء، وأخذها الأثرياء»، و«رومان افعل ما هو صحيح» في رسالة إلى مالك تشلسي الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش.
وتركز الغضب الواسع بين المشجعين ضد فكرة «السوبر الأوروبي» على الخوف من أنها ستكون خطوة من أجل إنشاء بطولة للنوادي الأكثر ثراء، حيث لا توجد فرصة لترقية النوادي الفقيرة.
والمشاركة في «الدوري الانفصالي» كانت ستضمن للأندية مقعداً لها في كل سنة، وبالتالي عدم القلق من إمكانية عدم احتلال مركز مؤهل، وما يرافق ذلك من خسائر مادية ضخمة.

وكانت السياسة حاضرة بقوة في «كرة القدم البريطانية»، في ظل وباء «كوفيد-19»، حيث حصلت على امتيازات وإعفاءات نادرة من قواعد «العزل»، وبررت الحكومة ذلك بأنها «رياضة النخبة». 
وبعد ساعات قليلة من عقد جونسون، اجتماعاً مع ممثلي الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، ورابطة الدوري الممتاز وروابط المشجعين،  انسحبت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم من دوري «السوبر الأوروبي»، وهو ما بدا هدفاً أحرزه جونسون، بل وربما يصبح «الهدف الوحيد» في الدوري الانفصالي، الذي أصبح في مهب الريح بعد 48 ساعة فقط من إطلاقه.
وخلال الاجتماعات كرر جونسون دعمه الكامل لسلطات كرة القدم، وأكد لهم أن الحكومة تدعمهم لاتخاذ أي إجراء ضروري لإيقاف مثل هذه الخطط.
وقال: «إن الحكومة لن تقف مكتوفة الأيدي، بينما يقوم بعض الملاك بإنشاء متجر مغلق».
وأضاف: «لقد كان واضحاً أنه لا يوجد أي إجراء مستبعد، وأن الحكومة تناقش كل الخيارات، ويتضمن ذلك الخيارات التشريعية، لضمان إيقاف هذه الخطط».
وكان مانشستر سيتي أول نادٍ يترك المسابقة الجديدة، تلاه مانشستر يونايتد وليفربول وأرسنال وتوتنهام هوتسبير، بينما ذكرت تقارير أن تشيلسي يستعد أيضاً للتخلي عن البطولة الانفصالية.

«تدويل»
لم يكتف جونسون بالاجتماع مع ممثلي اللعبة في بريطانيا، بل أكد المتحدث باسمه أنه يتطلع للنقاش مع كل المعنيين بإطلاق «الدوري الانفصالي» لكرة القدم، بما في ذلك الدول الأخرى، لاسيما إيطاليا وإسبانيا، لمحاولة إيقاف خطط إنشاء المسابقة الجديدة.
ومن جانبه، اتخذ رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي موقفاً مماثلاً لجونسون، فأكد أن حكومته تساند بقوة سلطات كرة القدم الإيطالية والأوروبية في دفاعها عن المسابقات الوطنية والقيم الرياضية. 
وقال دراجي: «تتابع الحكومة عن كثب الجدل الدائر حول مشروع دوري السوبر، وتساند بقوة موقف سلطات كرة القدم الإيطالية والأوروبية للحفاظ على المسابقات الوطنية وقيم الجدارة والاستحقاق والدور المجتمعي للرياضة».
وأعربت الحكومة الإسبانية عن معارضتها لـ«الدوري الانفصالي»، وطالبت الأندية «المنشقة» بالتفاوض مع الاتحاد الأوروبي ورابطة الدوري الإسباني.
وتعتبر أندية النخبة في إسبانيا، ريال مدريد وجاره أتلتيكو مدريد وبرشلونة من بين النوادي التي أعلنت انطلاق «الدوري السوبر».
من جانبه، انتقد نائب رئيس المفوضية الأوروبية خطط تشكيل «دوري السوبر الانشقاقي».
وقال اليوناني مارغاريتيس سخيناس على «تويتر»: «يجب أن ندافع عن نموذج أوروبي للرياضة يقوم على التنوع والشمول».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©