عمرو عبيد (القاهرة)
قام نادي مانشستر يونايتد بإحياء الذكرى 63 لواحدة من أسوأ الكوارث الرياضية، التي وقعت في منتصف القرن الماضي، وعرفت باسم «كارثة ميونيخ»، عندما تحطمت طائرة الفريق الأول يوم 6 فبراير 1958 في المطار الألماني، وراح ضحية الحادث 23 شخصاً، بينهم 8 لاعبين من «اليونايتد»، و3 من إداريي الفريق، ووقع الحادث في طريق عودة «عملاق أولد ترافورد» إلى الديار، بعد التأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 1957/1958، حيث تجاوز عقبة ريد ستار بلجراد في ربع النهائي، بالفوز عليه ذهاباً بنتيجة 2/1، قبل التعادل خارج ملعبه بثلاثة أهداف لمثلها، في آخر مباراة لأغلب لاعبي هذا الجيل، الذي فقد لاعبين آخرين، لم يتمكنا أبداً من العودة للعب الكرة، بسبب الإصابات الفادحة التي أسفر عنها الحادث، وهما جوني بيري وجاكي بلانشفلاور.
مات باسبي، أسطورة تدريب يونايتد، نجا من الحادث مع بعض لاعبيه، كان أبرزهم، الصاعد بوبي تشارلتون ابن 21 عاماً، وزميله بيل فولكس، وابتعد باسبي عن كرة القدم لمدة شهرين، متأثراً بإصاباته، قبل أن تدفعه زوجته وتشجعه للعودة، حتى عاد لتولي مهام منصبه الفني، ويبدأ في تكوين فريق جديد، عُرف لاحقاً باسم «أطفال باسبي».
ولم يكن الأمر سهلاً على الإطلاق، رغم الدعم الكبير الذي وجده النادي الإنجليزي من الجميع، ليس فقط داخل البلاد، بل من كل فرق أوروبا، التي طالبت بإهداء «الكأس القارية» إليه، تكريماً لأرواح لاعبيه، رغم خروجه المتوقع بالطبع بعدها أمام ميلان الإيطالي، حيث فاز ذهاباً بفريق ناشئ بنتيجة 2/1 في نصف النهائي، وخسر برباعية نظيفة في الإياب، ليطلب ريال مدريد وريد ستار منح اللقب لـ«اليونايتد»، لكن الأمر لم يتم، بل طلب الاتحاد الأوروبي من فريق مانشستر سيتي المشاركة قارياً بدلاً من جاره، لكن «السيتي» رفض، وقدّم غريمه ليفربول 4 من لاعبيه، ليكمل يونايتد صفوفه في هذا الموسم.
باسبي ضمّ بعدها دينس لو وجورج بيست، ليصنعا مع تشارلتون وفلوكس، وباقي الجيل الصاعد، إنجازاً رائعاً، بالفوز باللقب الأوروبي الأول بعد 10 سنوات من الكارثة، كما تمكن من استعادة مكانته المحلية، بحصد لقب الدوري عام 1965، وقبلها كأس الاتحاد عام 1963، في معجزة حقيقية، لم يتوقعها أحد آنذاك، وآمن بها «أطفال باسبي» !
