عمرو عبيد (القاهرة)
وصف المهاجم الأرجنتيني الراحل، فرانسيسكو فارايو، إقامة أول بطولة لكأس العالم عام 1930، بأنها كانت أشبه بالحلم المستحيل، لكنه تحقق في النهاية بفضل الفرنسي جول ريميه، ومن المعروف أن «المونديال الأول» واجه العديد من الصعوبات، الإدارية والمالية والسياسية، بعد قرار إقامته في أوروجواي، احتفالاً بالذكرى المئوية لاستقلالها، وكذلك فوز منتخبها بذهبية دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1928، وهو ما عارضه الكثير من الدول الأوروبية، رافضة السفر إلى أميركا الجنوبية، الذي كان يتطلب عناء كبيراً في ذلك العصر، ورغم تحمل حكومة أوروجواي تكاليف استضافة المنتخبات المشاركة، إلا أن «القارة العجوز» ظهرت في النسخة الأولى ممثلة بـ4 منتخبات فقط، بجانب الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك و7 منتخبات لاتينية، شاركت جميعها من دون تصفيات.
فارايو المولود في 5 فبراير عام 1910، كان أحد أصغر اللاعبين المشاركين في ضربة البداية التاريخية لبطولات كأس العالم، حيث بلغ من العمر آنذاك 20 عاماً، وكان آخر الراحلين عن الدنيا من بين «جيل العمالقة» والرعيل الأول في تاريخ المونديال، حيث توفي عام 2010، عن عمر تجاوز 100 عام آنذاك.
وفي آخر لقاء صحفي له قبيل وفاته، قال فارايو إنه كان صبياً صغيراً وسط مجموعة من عمالقة «الألبيسيليستي»، وقت المشاركة في مونديال 1930، حيث لعب مباراة واحدة فقط معهم قبل انطلاق الكأس العالمية بشهرين فقط، لكنه شارك في 4 مباريات مع «راقصي التانجو» من إجمالي 5، بعدما أصيب في مواجهة تشيلي، الأخيرة في مرحلة المجموعات، وغاب عن مباراة أميركا في نصف النهائي، قبل أن يعود للعب في النهائي أمام أوروجواي، وسجل هدفاً واحداً خلال تلك النسخة، في مرمى المكسيك بالدور الأول، من إجمالي 6 أهداف دولية له في تاريخه، بينها ثلاثية أسهمت في حصد الأرجنتين لقب «كوبا أميركا» عام 1937، وعرف باسم «المدفع الصغير» نظراً لتسجيله الأهداف بتسديدات قوية، وقدرته على اختراق دفاعات المنافسين بسهولة، لهذا احتل المركز الثالث في قائمة الهدافين التاريخيين لفريق بوكا جونيورز، الذي فاز معه بلقب الدوري الأرجنتيني 3 مرات.
