سلطان آل علي (دبي)
منذ رحيل المدرب الأرجنتيني رودولفو أروابارينا عن الوصل، بعد أن قاده في فترة التوهج بالتأهل لنهائيين في موسم واحد بعد 10 سنوات عجاف، تعرّض «الإمبراطور» لتراجع حاد و«دراماتيكي» على كافة الصعد، دون استثناء، في المواسم الثلاثة الأخيرة، وظلّ في دائرة التخبط التي لا يُعرف لها حلٌ حتى الآن، ليصبح «الذهب» في أدنى مستوياته في «بورصة» الدوري.
منافسة على الهبوط
يحتل الوصل المركز الثامن في مجموع النقاط بآخر ثلاثة مواسم منذ 2018-2019، من أصل 12 فريقاً شارك في كل النسخ، وقد حقق «الإمبراطور» 69 نقطة فقط من مجموع 150 نقطة بنسبة 46% من المجمل، حيث خاض 50 مباراة وحقق الانتصار في 20 منها، مقابل 21 خسارة و9 حالات تعادل.
هذا الرصيد يجعل الوصل متفوقاً على الظفرة (65 نقطة) بـ4 نقاط فقط، وعجمان (57 نقطة) واتحاد كلباء (47 نقطة) والفجيرة الأخير (34 نقطة). ليصبح بهذا المجموع مصنّفاً ضمن الفرق، التي تدخل الدوري للمنافسة على النجاة من القاع أقرب منه للقمة.
ولقد سجل الوصل في الموسم الماضي رقماً سلبياً لم يحدث منذ 17 سنة كأسوأ بداية، بحصده لـ4 نقاط فقط بعد مرور 5 جولات، وحينها حقق نقطتين من 5 مباريات في 2002-2003!.
لا بريق أمام الكبار
وأتت نتائج الوصل أقرب إلى أن تكون «كارثية» في مواجهاته مع أندية الكبار «التي حققت اللقب سابقاً»، حيث لم يحقق سوى 3 انتصارات في 23 مباراة، إلى جانب 5 تعادلات و15 خسارة، بمجموع 14 نقطة ضد الكبار يكون الوصل أقل من عجمان (18 نقطة) والظفرة (25 نقطة) ولا يتفوق سوى على الفجيرة (10 نقاط) وكلباء (8 نقاط). وقد سجل الوصل 26 هدفاً فقط في 23 مباراة، بينما استقبل 61 هدفاً، بمعدل 2.7 هدف/ مباراة.
ومنذ انتصاره على الشارقة في مايو 2019 بنتيجة 3-2، لم يحقق الوصل أي انتصار على الكبار خلال 12 مباراة متتالية، حيث تعادل في 4 مباريات وانهزم في 8، واستقبل خلالها 33 هدفاً، في حين لم يسجل سوى 9 أهداف، بمعدل تسجيل 0.7 هدف كل مباراة.
وخلال هذه الفترة انتصر 10 مرات فقط من أصل 26 مباراة، وكانت انتصاراته على حتا 3 مراتٍ والظفرة وكلباء مرتين، ومرة واحدة على كلٍ من الفجيرة وخورفكان وبني ياس.
خسارة من الجميع إلا الفجيرة
خسر الوصل أمام جميع الأندية الـ12 المستمرة في الدوري منذ موسم 2018-2019، باستثناء نادي الفجيرة، بل خسر ذهاباً وإياباً من النصر والشارقة للمرة الأولى منذ 6 سنوات، وخسر ذهاباً وإياباً من شباب الأهلي للمرة الأولى منذ 10 سنوات، إضافةً إلى العين مرتين ذهاباً وإياباً.
وقد تلقّى الوصل أكبر خسارة في تاريخه من الشارقة بنتيجة 5-1 والعين 5-0 في الموسم الماضي. كما تعرّض لثاني هزيمة تاريخية من اتحاد كلباء بنتيجة 3-1 والأولى له منذ 15 سنة في 1993 بذات النتيجة.
في زعبيل.. غريب الدار!
وإذا ما لعب الوصل في استاد زعبيل بمعقله وبين جماهيره، فتشير الأرقام إلى أنه رابع أضعف فريق بالدوري على ملعبه في آخر 3 مواسم، بتحقيقه لـ39 نقطة خلال 25 مباراة، وهو المجموع الذي يتفوق به على عجمان (29 نقطة) واتحاد كلباء (26 نقطة) والفجيرة (24 نقطة) فقط. ويعد الوصل ثاني أضعف خط دفاع على ملعبه، باستقباله 48 هدفاً، والذي لا يوجد سوى اتحاد كلباء قد استقبل أكثر منه بـ51 هدفاً، وقد افتتح «الإمبراطور» هذا الموسم بخسارتين على ملعبه حتى الآن ضد بني ياس بنتيجة 1-4 والنصر 0-3.
ثاني أضعف دفاع
وفي حصيلة الأهداف المستقبلة، يعدّ الوصل ثاني أضعف دفاع في الدوري بآخر ثلاثة مواسم، وقد اهتزت شباكه 99 مرة خلال 50 مباراة، بمعدل هدفين في اللقاء تقريباً، ولا يوجد دفاع أسوأ منه سوى الفجيرة الذي استقبل 111 هدفاً.
كما أنه خرج بأسوأ دفاع في تاريخه خلال موسم 2018-2019 باستقباله لـ54 هدفاً خلال 26 جولة، وهذه المحصّلة جعلته الفريق الأكثر تعرضاً للهزيمة بنتيجة أربعة أهداف فأكثر في الدوري بـ8 هزائم، هي 4-1 من الوحدة، 4-2 من النصر، 4-2 من شباب الأهلي، 5-1 من العين، 5-1 من الشارقة، 4-0 من الجزيرة، 5-0 من العين و4-1 من بني ياس، في حين أنّ الفجيرة وعجمان يأتيان بـ7 هزائم والظفرة بـ6.
ولم يحافظ الوصل على نظافة شباكه سوى 6 مرات خلال 50 مباراة، ليكون ثاني أقل فريق بعد الفجيرة الذي لم يستقبل أهدافاً في 3 مناسبات فقط.
4 مدربين في 50 مباراة!
مرّ الوصل منذ إبعاد رودولفو أرواربارينا بتغييرات عدة على صعيد الإدارة الفنية، بدايةً بتعيين جوستافو كونتيروس، والذي تمت إقالته بعد 6 جولات بالدوري موسم 2018-2019، قبل أن يكمل المهمة المؤقتة المدرب حسن العبدولي، ومن ثم توّلى الروماني ريجيكامب تدريب الفريق حتى الجولة الأولى من هذا الموسم، وأصبح سالم ربيع المدرب الرابع خلال 50 مباراة، بمعدل 12.5 مباراة لكل مدرب، وهو ما يعادل أقل من دور واحد في الموسم الذي يبلغ 13 مباراة.
وعلى صعيد تحقيق الفوز، فلا يوجد أي مدرب تجاوزت نسبة فوزه 50%، ويعد سالم ربيع الأفضل «حتى الآن» بنسبة فوز 50% خلال 4 مباريات، يأتي بعده ريجيكامب بنسبة 45% في 33 مباراة، ومن ثم نجد كونتيروس بنسبة فوز لم تتجاوز 33% خلال 6 مباريات، وأخيراً حسن العبدولي، الذي حقق نسبة 14% فقط بفوز وحيد خلال 7 مباريات.