الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الرياضة

اللياقة البدنية تخوض مباراتها ضد التبغ و«كورونا»

اللياقة البدنية تخوض مباراتها ضد التبغ و«كورونا»
9 يونيو 2020 02:03

عبدالله القواسمة (أبوظبي)

 الإقلاع عن التدخين، واتباع نظام غذائي متوازن، والنوم لساعات كافية، واللياقة البدنية المناسبة، تعتبر من أهم خطوات بناء جهاز مناعة قوي يسهم في التحكم بالتوتر والضغوط النفسية.
وبصفة عامة، فإن التدخين يؤثر على صحة الرياضي، وقبل عام من الآن، وتحديداً في 29 مايو 2019، نشرت منظمة الصحة العالمية تقريراً صادماً عن التدخين، استهلته بعبارة «التبغ يقتل نصف من يتعاطونه تقريباً»، قبل أن يكشف التقرير عن أرقام مرعبة، مفادها أن أكثر من 8 ملايين نسمة يقضون نحبهم سنوياً بسبب التبغ، علماً بأن العدد الإجمالي للمدخنين على مستوى العالم يبلغ 1.1 مليار شخص، أي أن نصفهم عرضة للموت.
 بعد عام كامل على هذه الدراسة، وفي خضم معاناة العالم أجمع من تفشي وباء كورونا، كانت منظمة الصحة العالمية تؤكد أن التدخين يضعف قدرات الرئتين، ويزيد خطر الإصابة بالعديد من حالات عدوى الجهاز التنفسي، ويسهم بالفتك به، إلى جانب زيادة صعوبة ‏تصدّي الجسم للفيروسات، إذ تشير البحوث المتاحة إلى أن المدخنين ‏يتعرضون أكثر من غيرهم إلى خطر الوفاة في حال إصابتهم بمرض «كوفيد - 19‏»، فعدم التدخين واتخاذ الرياضة نهج حياة يومياً، يعني زيادة مناعة الجسد بشكل عام، كما يسهم في تخفيف الأرق وزيادة ساعات النوم الليلي وفتح الشهية، وقبل كل ذلك التحكم بالتوتر والضغوطات النفسية.
 ويؤكد الدكتور أسامة اللالا، اختصاصي الصحة الرياضية في مجلس أبوظبي الرياضي، أن الوقت الحالي يعتبر الأمثل لترك هذه العادة السيئة، لما لها من آثار سلبية على الجسد في ظل جائحة «كورونا»، والبدء بمزاولة النشاط البدني الذي يعزز مناعة الجسد بشكل عام، إذ تعمل الرياضة على زيادة كفاءة الجهاز الدوري التنفسي، من خلال تطوير اللياقة القلبية التنفسية، مضيفاً: «التدخين يقترن بالعديد من الأمراض، فكيف إذا رافق ذلك قلة الحركة بشكل عام، إذ تزداد فرص الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة الضعف لدى المدخنين، إلى جانب الجلطات الدماغية بسبب تقلص الأوعية الدموية».
 ويقول اللالا: «تزداد كفاءة عضلة القلب مع ممارسة الرياضة والعكس صحيح، إذ يتحسن عمل الشرايين والأوردة، وتنشط الشعيرات الدموية الخاملة المغذية للقلب، فالنشاط البدني يعمل على استخدام الدهون مصدراً للطاقة، كما يساعد على سيولة الدم والإقلال من التصاق الصفائح الدموية، مما يقلل من الجلطات، وارتفاع الكوليسترول الجيد، وتخفيض معدل ضربات القلب، في المقابل نجد أن النيكوتين يسرع من ضربات القلب، فلو تسارعت ضرباته مثلاً بمقدار 10 ضربات في الدقيقة فقط، فإن هذا يعني 600 ضربة في الساعة أي 14400 في اليوم، و5256000 ضربة في السنة، محدثاً إرهاقاً واضحاً لعضلة القلب وهدراً لطاقاته».
وشدد على أن معدل ضربات القلب يرتفع بمعدل 15 مرة مع كل سيجارة، فتدخين علبة سجائر تحتوي على 20 سيجارة يومياً، يؤدي إلى التعب والإجهاد بمعدل ركوب دراجة لمدة 10 ساعات متواصلة، كما يعمل التدخين على انخفاض مقدرة الدم على عملية التبادل الغازي الجيد في الرئتين.
 وأنهى: «بالنسبة لمن يمارس الرياضة والتدخين بآنٍ معاً، فإن القلب يبذل جهداً كبيراً في سبيل توفير الأوكسجين للجسم، مما يؤثر على الأداء البدني بشكل عام، فالاستمرار بالتدخين من شأنه تقليص العمر الرياضي، إلى جانب زيادة نسب الإصابات، أما أول أوكسيد الكربون الناتج عن الاحتراق وغيرها من المواد، فيؤدي إلى تحويل الجسم إلى حامضي متأكسد أي مسمم، مما يؤدي إلى عدم كفاءته في امتصاص العناصر الغذائية الرئيسية، من أجل بناء العضلات، ورفع اللياقة البدنية».

ديبالا.. جسد رياضي قاوم المرض
هل الرياضيون أكثر قدرة على مجابهة المرض؟ منظمة الصحة العالمية، وإلى جانب تحذيرها الدائم من التدخين، كانت تؤكد أن الخمول أو نقص النشاط البدني يحتلان المرتبة الرابعة ضمن العوامل المسببة للوفيات على الصعيد العالمي.
 المنظمة العالمية تحث دائماً على ممارسة الرياضة، والابتعاد عن السلوكيات السلبية، كون ذلك من شأنه زيادة قدرة الجسد وجهاز المناعة على مقاومة الأمراض السارية والمعدية، إذ يعتبر الرياضيون الأكثر قدرة على مقاومة «كوفيد - 19»، ولنا في اللاعب الأرجنتيني باولو ديبالا، نجم نادي يوفنتوس الإيطالي، مثالاً بعدما خلع قلوب المشجعين في مارس الماضي، إثر إعلان إصابته بفيروس كورونا، وفي وقت كان العالم يسجل فيه تسارعاً في أعداد الضحايا، لكن هذا النجم سرعان ما نجح في مقاومة المرض، والعودة إلى التدريبات من جديد، بفضل تسلحه بجسد رياضي مثالي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©