الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
اقتصاد

نفايات اليوم موارد أولية للغد

نفايات اليوم موارد أولية للغد
19 سبتمبر 2021 01:12

حسام عبدالنبي (دبي)

تحرص الشركات العاملة في دولة الإمارات على تطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري الذي يعتبر النفايات المنتجة (اليوم) هي مواد أولية (للغد)، ففي دولة الإمارات كل شيء قابل للتدوير وإعادة الاستخدام، بداية من المراكز التجارية والمجمعات السكنية التي تحول مخلفات الطعام إلى سماد عضوي لزراعة النباتات على أسطح المنازل وداخل المولات، وتقيم مراكز متخصصة لإعادة تدوير المخلفات بأنواعها المتعددة. والشركات العقارية في دولة الإمارات نجحت في التعاون مع شركات متخصصة لإعادة تدوير مخلفات عملية البناء لتشهد الدولة أبراجاً للمكاتب أعادت تدوير الفولاذ والإسمنت واستخدمت المياه الناتجة عن نظام تكييف الهواء لري النباتات. كما تميزت الإمارات بإطلاق مفهوم فروع البنوك الصديق للبيئة وفيها يتم تقليل المخلفات وترشيد استهلاك المياه والطاقة، وكذلك تقوم المصانع بجمع النفايات من المدارس والمجتمعات السكنية والكيانات التجارية ونقلها إلى منشآت إعادة التدوير لفرز النفايات، حيث تتم إعادة تدوير المواد البلاستيكية وتحويلها إلى خيوط لإعادة استخدامها كأقمشة أو أربطة بلاستيكية، تستعمل عادة في مواد التعبئة.
ولم تقتصر جهود الشركات العاملة بالدولة على ذلك، وإنما تعددت جهودها للانتقال من نهج الاقتصاد الخطي (الذي يعتمد على الحصول على المواد الخام وتصنيعها ثم التخلص من النفايات» إلى الاقتصاد الدائري، حيث يتم تدوير جميع أنواع المخلفات بما فيها الإلكترونية، والأخشاب وبقايا أشجار النخيل وأشجار عيد الميلاد ومنتجات التغليف الخاصة بمنتجات العناية الشخصية لا يتم هدرها، بل يعاد تدويرها لإنتاج مواد قابلة للاستخدام مجدداً. 

محطة المعالجة
أعلنت شركة «الدار للاستثمار» عن خطة تجديد شاملة لمركز «ياس مول»، تُستكمل على عدة مراحل، بقيمة 500 مليون درهم تتضمن إضافة محطة معالجة مصممة خصيصاً لتحويل مخلفات الطعام إلى تربة حيوية سيتم استخدامها كسماد عضوي تكفي لـ 115 ألف متر مربع من المساحات الخضراء الخاصة بالمركز التجاري. بالإضافة إلى ذلك، سيتم استبدال 60 ألف مصباح إضاءة بمصابيح موفرة للطاقة LED في جميع أقسام المول. 
وستسهم هذه التغييرات في خفض البصمة الكربونية لـ «ياس مول» بمقدار 59 طناً سنوياً، وزيادة معدل إعادة التدوير في المول من 30% إلى 40%. 

 برج صديق للبيئة
وخلال تشييد برج المكاتب التجارية «آي سي دي بروكفيلد بليس»، والذي يقع في مركز دبي المالي العالمي، تمت إعادة تدوير أكثر من 87% من مخلفات عملية البناء للحد من كمية النفايات، كما وصلت نسبة المواد التي تمت إعادة تدويرها (مثل الفولاذ والإسمنت) إلى 30% من المواد المستخدمة في إنشاء المبنى، وذلك للحفاظ على الموارد الطبيعية والمحلية والحد من الآثار البيئية الناجمة عن نقل المواد، وإلى جانب ذلك تم الحد من استخدام المركبات العضوية المتطايرة من خلال اختيار المواد بشكل دقيق في مرحلة التصميم والبناء. 
وتتم إعادة تدوير المياه الناتجة عن نظام تكييف الهواء واستخدامها لري النباتات، وبالتالي يتم الاستغناء عن صنابير المياه لري النباتات التي تحتل مساحة تصل إلى 140 ألف قدم مربعة من مساحة المشروع. 
 أعلنت شركة «آي سي دي بروكفيلد» عن حصول البرج على شهادة الريادة البلاتينية في تصميمات الطاقة والبيئة، وهو أعلى تصنيف يمنحه المجلس الأميركي للمباني الصديقة للبيئة من حيث التصميم والبناء والعمليات والأداء، وليصبح أطول وأكبر مبنى مخصص للمكاتب في الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا يحقق هذا التصنيف، وواحداً من أكبر المشاريع الحائزة على الشهادة البلاتينية في العالم والتي يبلغ عددها 20 مشروعاً.

بنك صديق للبيئة
وافتتح مصرف أبوظبي الإسلامي، خلال شهر فبراير الماضي، أول فرع «صديق للبيئة» في دلما مول بأبوظبي، ليكون أول فرع لمصرف إسلامي يحصل على الشهادة الذهبية من «نظام الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة» (ليد) من المجلس الأميركي للأبنية الخضراء. ويراعي الفرع الجديد للمصرف تطبيق أفضل استراتيجيات وممارسات المباني، الهادفة إلى ترشيد استهلاك الطاقة والمياه وتقليل المخلفات، وتعزيز جهود إعادة التدوير والجودة البيئية. وتساعد تدابير كفاءة الطاقة على تحقيق وفورات في التكاليف بنسبة 25% تقريباً، فضلاً عن تقليل استهلاك المياه والكهرباء بنسبة 45% مقارنة بالمباني التقليدية.

إعادة التدوير
وتطبق سلطة واحة دبي للسيليكون، الهيئة التنظيمية لواحة دبي للسيليكون، عدداً من المبادرات المتعلقة بالاستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية ووسائل إدارة النفايات، وتضمنت تأسيس أكثر من 3 آلاف مركز لإعادة التدوير تجمع ما يزيد على 42530 طناً من النفايات العامة وتعيد تدوير نحو 35% من هذه النفايات، ونظام إدارة الطاقة الذي يمتلك أكثر من 120 ألف نقطة تحكم موزعة على المنشآت، ويساهم في خفض الاستهلاك الإجمالي للواحة من الطاقة بنسبة 30%، وآلة تدوير مخلفات الطعام، ونظام الري الذكي الذي يغطي مساحة إجمالية تبلغ 1.2 مليون متر مربع ويخفض التكاليف التشغيلية بنحو 60%، وألواح الطاقة الشمسية الموجودة على سطح مبنى سلطة واحة دبي للسيليكون والتي تغطي عدداً كبيراً من منشآت الواحة، وتولد 400 كيلوواط من الطاقة المتجددة سنوياً. 

تدوير العبوات
وأكدت شركة «بيبسيكو» وشريكها المحلي في مجال التعبئة «دبي للمرطبات» عن التزامهما بجمع وإعادة تدوير ما يعادل 100% من عبوات أكوافينا البلاستيكية التي يتم إنتاجها في الإمارات خلال عام 2021، لدعم خطة الدولة بتقليل طمر النفايات بنسبة 75% خلال العام الحالي. 
وسيتم جمع النفايات من المدارس والمجتمعات السكنية والكيانات التجارية ونقلها إلى منشأة إعادة التدوير لفرز النفايات، حيث ستتم إعادة تدوير المواد البلاستيكية وتحويلها إلى خيوط لإعادة استخدامها كأقمشة أو أربطة بلاستيكية، تستعمل عادة في مواد التعبئة. ويأتي هذا التعهد في إطار الالتزام المستمر بإعادة التدوير وإعادة التصنيع والحد من النفايات لبناء نظام غذائي أكثر استدامة.
وتتمثل رؤية الشركة في بناء عالم لا تتحول فيه المواد البلاستيكية إلى نفايات من خلال دعم الانتقال من نهج الاقتصاد الخطي إلى الاقتصاد الدائري. ويعني ذلك إعادة تدوير واستخدام مواد التغليف عوضاً عن التعامل معها كنفايات. 
وفي الإطار ذاته كشفت شركة «تتراباك في الشرق الأوسط وأفريقيا، والعاملة في مجال حلول تصنيع وتغليف المواد الغذائية أنها تعمل على تصميم تعبئة غذائية مستدامة مُثلى - وهي عبارة عن عبوة كرتونية مصنوعة بالكامل من مواد قابلة للتجديد وإعادة التدوير ومستخرجة من مصادر موثوقة، وبحيث تكون قابلة لإعادة التدوير بشكل كلي وخالية من الكربون، مما يسمح بالتوزيع المحيط وتلبية متطلبات سلامة الغذاء.

إنتاج السماد
وتقوم شركة «فارنك»، المتخصصة في خدمات إدارة المرافق والابتكار والاستدامة والتي يقع مقرها في دولة الإمارات، بتحويل 125 كيلو غراماً من نفايات الطعام يومياً من المبنى السكني الجديد الخاص بموظفي الشركة «قرية فارنك»، ليتم استخدام السماد الناتج في زراعة نباتات في حديقة السطح العمودية للمبنى، مما يساعد الشركة على إنشاء مفهوم الاقتصاد الدائري.
وتستخدم الشركة لهذا الغرض جهاز تدوير بقايا الطعام وتحويلها إلى سماد ويبلغ طوله ثلاثة أمتار وعرضه متر واحد وارتفاعه 1.3 متر، وبسعة 125 كيلو غراماً. حيث يقوم الجهاز بمعالجة جميع أنواع النفايات العضوية مثل: الكاري والروتي والأرز والخبز وقشور البيض والدجاج ولحم الضأن والأسماك وعظام السمك وعظام الدجاج والفواكه والخضراوات والقشور ونفايات المطبخ الأخرى.

تدوير الأخشاب
وأعلنت شركة «تشب» العاملة في مجال الخدمات اللوجستية المستدامة والاقتصاد الدائري، عن أهدافها العالمية للاستدامة لعام 2025، والتي شملت التحرك الفوري لتغيير طريقة نقل المنتجات وإيصالها للناس حول العالم عبر التعهد بضمان الحصول على خشب مستدام بنسبة 100% لأجل غير مسمى، والالتزام باستخدام الطاقة الكهربائية المتجددة في جميع عملياتها العالمية، والتحول إلى حيادية الكربون بحلول عام 2025، فضلاً عن ضمان عدم إرسال أي من المواد ذات الصلة بالمنتجات إلى مكبّات النفايات وتقديم منتجات قابلة للاستعمال المتكرر باستخدام 30% من مخلفات البلاستيك المُعاد تدويرها أو تطويرها. وضمن ذات التوجه أعلن مركز أبوظبي لإدارة النفايات «تدوير» في بداية شهر يونيو الماضي، عن فتح باب الترخيص لنشاط إعادة تدوير الأخشاب أمام الشركات المتخصصة في معالجة نفايات الأخشاب وإعادة تدويرها، وذلك في إطار جهوده المتواصلة لتقليص النفايات المرسلة إلى المطامر بنسبة 75%. 

معالجة النفايات
أنجز مركز أبوظبي لإدارة النفايات (تدوير) خلال النصف الأول من العام الجاري، معالجة حوالي 23.36 ألف طن من النفايات البلدية الصلبة، ومعالجة 692.62 ألف طن من النفايات التجارية والصناعية، ومعالجة 1.31 مليون طن من نفايات الهدم والبناء، ومعالجة نحو 15 ألف طن من نفايات العزب والمزارع. كما نجحت إدارة المركز في معالجة 4289 طناً من الحيوانات النافقة، ومعالجة 47248 طناً من النفايات الخطرة والطبية. وشهدت إنجازات إدارة المشاريع والمنشآت التعامل باحترافية مع النفايات الطبية الخطرة الناتجة عن فيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى البدء بتشغيل ثلاث محارق للنفايات الطبية والخطرة في مدينة أبوظبي والعين، كما تم بدء مرحلة التشغيل التجاري لمحرقة الحيوانات النافقة في أبوظبي، إضافة إلى توسعة مصنع إعادة تدوير الإطارات ليتضمن مدينة زايد في منطقة الظفرة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©