الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
اقتصاد

مهندسات إماراتيات يقتحمن عالم الفضاء

مهندسات إماراتيات يقتحمن عالم الفضاء
31 أغسطس 2021 01:10

رشا طبيلة (أبوظبي)

اقتحمت مهندسات إماراتيات مبدعات، عالم الأقمار الصناعية والفضاء ليكن في قلب عمليات تصنيع وأنظمة وتقنيات الأقمار الصناعية، بعدما نجحن في الالتحاق بالعمل في شركة «الياه سات» التي أصبحت من بين أكبر عشر شركات لتشغيل الأقمار الصناعية من ناحية الإيرادات في العالم، كما تقدّم خدماتها في أكثر من 150 دولةً في خمس قارّات.
فالكوادر الوطنية، والمرأة الإماراتية على وجه الخصوص، كانت جزءاً أساسياً في قصة نجاح «الياه سات» منذ بدايتها التي اعتمدت على استراتيجية طموحة لتوطين وتمكين المواهب النسائية الإماراتية. 
وتشكّل الكوادر الوطنية اليوم 52% من إجمالي فريق عمل الشركة، و74% من مجمل الكوادر المتخصصة في تشغيل الأقمار الصناعية. أما نسبة النساء الإماراتيات فتبلغ 21% من إجمالي فريق عمل الشركة، كما أن كثيرات منهن تشغلن مناصب عليا في مختلف الأقسام.
وتأتي فاطمة اليماحي، التي انضمت إلى «الياه سات» في العام 2013 في قسم عمليات التحكم بالأقمار الصناعية، والتي تلقت الكثير من التطوير والتدريب والفرص المهنية القيّمة، لتصبح أوّل مهندسة طيران للأقمار الصناعية في الدولة، وواحدة من 500 مهندس فقط في العالم يتولون مسؤولية مماثلة.

  • كوادر نسائية في الياه سات (من المصدر)
    كوادر نسائية في الياه سات (من المصدر)

كما ضمّت «الياه سات» المهندسة ندى عبيد، المتخصصة في أنظمة الحمولة، إلى فريق الإشراف على مشروع إنشاء القمر الصناعي «الثريا 4–NGS»، بالشراكة مع شركة «إيرباص»، ولتوفر الشركة لها فرصة نادرة على المستوى العالمي للعمل على مراقبة مراحل بناء قمرٍ صناعي شديد التطوّر من الألف إلى الياء، وما يرافق ذلك من خبرات ومعارف قيّمة.
كما توفّر «الياه سات» الدعم اللازم لتطوير التعليم في قطاع الفضاء والأقمار الصناعية في دولة الإمارات، وذلك عبر «مختبر الياه سات للفضاء»، الذي يدعم برنامج الماجستير في نظم وتقنيات الفضاء في جامعة خليفة، والذي انطلق بفضله حتى الآن قمران صناعيان صغيران، تم تطويرهما من قبل طلاب هذا البرنامج في مختلف المراحل.
واحتفلت شركة «الياه سات» بيوم المرأة الإماراتية هذا العام بطريقة خاصة، معبّرة عن امتنانها وسعادتها بموظفاتها من النساء الإماراتيات، ومقدّرة دورهن في نجاحات الشركة المتتالية، التي جعلتها مصدر فخرٍ لقطاع الفضاء الإماراتي ولشعب الإمارات.
وكما توظف «الياه سات» الابتكار في عملياتها اليومية، جاءت الهدية الفريدة التي قدمتها لفريق عملها من المواطنات الإماراتيات تجسيداً لثقافة الابتكار في الشركة ولطموحها في دعم مسيرة الدولة لتكون الإمارات من العلامات الفارقة في تاريخ الفضاء. فقد منحت الشركة كل موظفة إماراتية شهادة يتم بموجبها إطلاق اسم الموظفة على أحد النجوم، وخارطة توضح موقع وإحداثيات النجم الذي يحمل اسمها، مع رقم تسجيل يسهّل عليها رؤية هذا النجم في السماء بالعين المجرّدة. 

بداية الرحلة
ومن بين الموظفات الإماراتيات اللواتي أطلقت أسماؤهن على النجوم، أنفال عبدالله عبدالرحمن، مهندسة أولى لتقنيات موجات الراديو (RF)، والتي بدأت رحلتها مع «الياه سات» في العام 2016، بعد حصولها على شهادة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة كولورادو بولدر الأميركية، والتحاقها بفترة تدريبية مع شركة «لوكهيد مارتن».
 وتقول أنفال: «يسعدني الحصول على هذه الهدية القيّمة من «الياه سات»، وما تحمله في طياتها من تعبيرٍ عن تقدير الشركة لجهودنا ومساهماتنا في نجاحها. وأعبر عن بالغ امتناني للدعم والتوجيه المتواصلين في «الياه سات»، وثقة الشركة الدائمة بمواهبنا الوطنية مما يمكننا من تحقيق التقدم المهني والمعرفي الدائم، ورد الجميل لوطننا الذي يأخذ بيدنا نحو تحقيق أقصى طموحاتنا».
وتضيف أنفال: «تمنحنا شركة «الياه سات» دوماً العديد من الفرص، سواءً من خلال التدريب أو من خلال مساعدتنا على اكتساب الخبرات والمهارات الكفيلة بتطوير أدائنا وتسريع تقدّمنا المهني. كما لا تبخل على الكوادر الوطنية بالثقة الكاملة التي تؤهلنا لتولي مسؤوليات عليا في الشركة، ودفعنا دائماً لتحقيق الإنجازات. ولا شك أن هذا الدعم يشكل الهدية الحقيقية التي تمنحنا إياها الشركة بشكل يومي – كما هي النجمة التي تحمل اسمي الآن – مدى الحياة».

تحقيق المستحيل
ومن جانبها، تقول ندى علي الطنيجي، المهندسة في قسم الأنظمة ضمن وحدة «الياه سات للخدمات الحكومية»: «لا تستطيع معظم النساء حول العالم دخول مجال الفضاء والأقمار الصناعية بسهولة مهما بلغت مهارتهن وقدراتهن، ولكن شركة «الياه سات» أثبتت لنا في العديد من المناسبات أن المرأة الإماراتية قادرة على تحقيق المستحيل إذا ما توافر لها الدعم والثقة الكافية، وهو ما تقدّمه لنا الشركة حيث تأتمننا على مهامّ محورية رغم صغر سننا، وتقدّم لنا كل الدعم والتدريب اللازمين لنتمكن من إتقان هذه المهام والتفوّق فيها على نظرائنا في المنطقة والعالم.»
وتضيف الطنيجي «أن هدية «الياه سات» لها كانت مفاجأة سارّة، وأجمل احتفاءٍ بها تناله في يوم المرأة الإماراتية حتى الآن، وتقول:«نحن ككل الإماراتيين نريد أن نرى وطننا في صدارة كل المجالات عالمياً، وبفضل رؤية شركة «الياه سات» استطعنا كنساءٍ أن نتقدّم سريعاً ونمتلك الأدوات والخبرات والمعارف اللازمة لدعم وطننا، والمساهمة الإيجابية في ازدهاره ورفعته».
وتطمح الطنيجي أن تتمكن من مواصلة التقدّم المهني في «الياه سات»، وأن أكون مع زميلاتي قدوة للأجيال المقبلة من الفتيات الإماراتيات ذوات الطموح العالي، ودليلاً أمامهن أن كلمة مستحيل لا يجب أن تدخل قاموسهن».

قدوة تُحتذى
وتقول منى المهيري، الرئيس التنفيذي للموارد البشرية والشؤون الإدارية في «الياه سات»: «سميت شركة «الياه سات» بهذا الاسم تيمناً بنجم الياه، المعروف أيضاً بالنجم القطبي أو نجم الشمال، الذي كان أجدادنا يهتدون به أثناء رحلاتهم بحراً وبرّاً. لذلك يحمل هذا النجم مكانة خاصة بالنسبة لنا، ويذكّرنا بسعينا الدائم لنكون قدوة يحتذى بها بنجاحاتنا وقيمنا، ودليلاً على تاريخ وحاضر ومستقبل دولتنا المشرّف».
وتضيف المهيري: «ليست هذه الهدية المتواضعة التي قدمناها لموظفاتنا إلا عربون امتنانٍ على كل ما قدمنه لنا، ودورهن في نجاحاتنا كشركة إماراتية تفتخر بمساهمتها في الارتقاء بقطاع الفضاء الإماراتي».
وتؤكد المهيري: «وترمز هذه الهدية لدور زميلاتنا المحوري في رفعة وطننا وشق الدروب أمام الأجيال المقبلة من النساء الإماراتيات، من خلال عزيمتهن التي تؤكد أن المرأة الإماراتية لا تعرف المستحيل، وتعبيراً عن التزامنا بتعزيز قدرات وكفاءات المرأة الإماراتية في مختلف مجالات الحياة، لمضاعفة التأثير الإيجابي الذي تستطيع تحقيقه في دولة الإمارات وحول العالم».

المرأة الإماراتية تتصدر مجالات العمل
أكدت الياه سات أن المرأة الإماراتية تتصدر اليوم مختلف مجالات العمل، وتساهم في ازدهار دولة الإمارات وتقدّمها في شتى القطاعات الاقتصادية والعلمية على المستويين الإقليمي والعالمي.  واضطلعت المرأة الإماراتية بدور محوري في التطوّر الملحوظ الذي يشهده قطّاع الفضاء، حيث تبلغ نسبة الإماراتيات العاملات في قطاع الفضاء في الدولة %50 من مجمل الكوادر الوطنية. كما ساهمت المرأة الإماراتية بقوة في مشروع مسبار الأمل، المشروع الأول من نوعه في الوطن العربي، حيث فاقت نسبة مشاركتهن في الفريق العلمي الرئيسي %80.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©