واقعنا العالمي، في عمق دلالاته الاقتصادية، تهيمن عليه سياسات الهيمنة، سواء كانت ابتكارًا أم صناعة، والأهم المعرفة والتكنولوجيا. إن فلسفة العاطفة الإنسانية موجودة وهي بعيدة كل البعد عن بديهية التواصل المعرفي والتضامن العالمي عندما يتعلق الأمر بالقضية الاقتصادية، والرغبة في فوائدها الناشئة عن تفاعلها.
لذلك، مع الاتجاهات العالمية، أصبحت صناعة التكنولوجيا الرقمية ذات أهمية قصوى في عملية التفاعل البشري المختلفة، التي أصبحت القوة الدافعة المهيمنة للنمو الاقتصادي وأذواق المستهلكين والأسواق المالية، خاصة في السنوات الاخيرة. وبالتالي، فقد تفوقت شركاتها كمجموعة بشكل كبير على السوق الأوسع. ويرجع ذلك إلى حقيقة أن التقنيات قد غيرت بشكل كبير طريقة تواصل المجتمعات واستهلاكها وتبادل المعلومات وتحول نماذج أسلوب الإنتاج والتسوق والخدمات المالية التقليدية للمجتمع والعمل عن بعد في أي مكان.
وكقاعدة عامة، تتوسع شركات التكنولوجيا في مجال البحث والتطوير وإنتاج السلع ذات التقنية العالية والخدمات المصاحبة لها، بدءا من إنتاج أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة والأجهزة المنزلية والأجهزة المتعلقة بتكنولوجيات المعلومات وغيرها. لا يمكن تنسيق وظائفها دون إنشاء برامج وتطبيقات باستخدام طرق تقنيات البرمجة.
لذلك، هناك منظوران مهمان في « تبريد الهيمنة» وتسلق سلم المنافسة والاعتماد على الذات والانحراف عن الخط كمستهلكين للمنتجين فاعلين في الاقتصاد العالمي. من وجهة نظر اقتصادية، مقدار الطاقة المهدرة والموارد غير المستخدمة في عالم قد توجد فيه آفاق واسعة للإبداع والابتكار والتمكين والتكامل. لذا، كم عدد الفرص التي تم تفويتها بسبب عدم إحراز مسارات اقتصادية والاعتماد على العقول الذهنية في عملية رفع اقتصادك واستخدام فرص ضخمة بسبب غزو التكنولوجيا وشركاتها في حياتنا.
والمنظور الآخر، الأمن، أهميته قصوى بسبب تداخل التكنولوجيات وتطبيقاتها في الطبقات الرسمية والتجارية والاجتماعية للمجتمع. اليوم وفي المستقبل المنظور، أتمتة معظم أنظمتنا المنزلية والمكتبية حتمية، ومراقبة الكاميرا أصبحت نمط، كلها متصلة بتطبيقات متعددة عبر هواتفنا المحمولة أو الخوادم السحابية. ليس ذلك فحسب، ولكن أيضا أنماطنا الاجتماعية والعلاقية والتعليمية والطب عن بعد سيكون لها العديد من التفسيرات. لذلك، يمكن لهذه المعلومات ككل لرسم صورة للمجتمع والأمن القومي في أي بلد.
لذلك فإن المنافسة ومواكبة المتغيرات تتطلب الجرأة والروح الطويلة في تحقيق الطموح. بشكل استثنائي، خطت دولة الإمارات العربية المتحدة خطوة في إحدى خطواتها الطموحة لجعل مرحلتها التالية أكثر تحديًا وإشراقًا، خاصة من خلال منحها الإقامة الذهبية للعقول العالمية في تقنيات البرمجة. بل هي البداية مقارنة بالآخرين، والأهم أنها تبدأ بعقول وأذرع أبنائها، مستفيدة من البيئة التي تقويها، بيئة مناسبة وداعمة.
