يوسف العربي (أبوظبي)
يشكل قطاع الصناعات الدفاعية في الإمارات ركيزة حيوية للسيادة الوطنية، وتمتع القطاع خلال السنوات الماضية بمسيرة حافلة بالابتكار والنجاحات حتى باتت الصناعات الدفاعية الإماراتية تضاهي مثيلتها في أكثر الدول المتقدمة.
وتنطلق أهمية القطاع من انسجامه مع توجهات الدولة الرامية إلى تقليص الواردات والاعتماد على المنتج الوطني من خلال نقل المعرفة وبناء القدرات والكوادر الوطنية المتخصصة.
وضمن مبادرة «حوار مستقبل الصناعة» التي أطلقتها وزارة الصناعة وخلال الحوار المخصص للصناعات الدفاعية، تم استعراض العوامل المؤثرة في تطوير قطاع الصناعة بشكل عام، واستطلاع رؤى المشاركين لتطوير قطاع الصناعات الدفاعية في الإمارات بشكل خاص.
شكل نجاح معرضي «آيدكس» و«نافدكس» للصناعات العسكرية في أبوظبي محطة مهمة عكست مدى التقدم الكبير الذي توصلت إليه الصناعات الدفاعية في الإمارات.
وتعتبر الصناعات الدفاعية من القطاعات الاستراتيجية، التي شهدت طفرات كبرى في نوعية وجودة ونطاق المواد والآليات والتقنيات التي يتم تصنيعها في الإمارات.
وتضطلع الصناعات الدفاعية بإحداث أثر إيجابي على صعيد تطوير صناعات استراتيجية أخرى مثل الأنظمة الإلكترونية والرقمية، وصناعات الفضاء، والتكنولوجيا المتقدمة بشكل عام.
ويقدم القطاع الصناعي الإماراتي بشكل عام للشركات ورواد الأعمال في مجال الصناعات الدفاعية العديد من المزايا من بنية تحتية متطورة ومنظومة تشريعية مرنة تدعم تجريب وتطوير الأفكار والمشاريع المبتكرة، والتي تسهم في رفع مستوى الكفاءة والإنتاجية.
مجلس التوازن
ويعمل «مجلس التوازن الاقتصادي» على جذب الشركات الدولية الكبرى للاستثمار في الصناعات الدفاعية الوطنية، بما يسهم في نقل تكنولوجيا الدفاع وتوطينها في دولة الإمارات.
ويؤكد طارق عبدالرحيم الحوسني، الرئيس التنفيذي لمجلس التوازن الاقتصادي، في تصريحات سابقة، أهمية الابتكار لتحقيق التميز في القطاعات الدفاعية والأمنية. وشدد على دور عمليات البحث والتطوير والتقنيات المستقبلية المتوفرة في مجال الصناعات الدفاعية، بما في ذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي، وكذلك التطبيقات التجارية التي تدعمها هذه الأبحاث. وأوضح أن الشركات الوطنية تسعى لتلبية الاحتياجات، لكنها تعمل دائماً للخروج بأفكار وحلول جديدة من خارج الصندوق.
ولفت إلى أن اجتذاب القطاع للشباب يؤدي إلى تزايد في الأفكار الجديدة، ويحدث تغييراً إيجابياً في طريقة التفكير .
نجاحات كبيرة
وتعد مجموعة «إيدج» المملوكة لحكومة أبوظبي بنسبة 100 %، إحدى أهم الشركات التي تعمل على تعزيز القوة الدفاعية في الدولة عبر تصنيع وتصدير التقنيات الدفاعية في عدة قطاعات للدول التي تطلب مساعدتها في مسألة الأمن والدفاع.
وتضم «إيدج» المتخصصة في المجال الأمني والعسكري تحت مظلتها 25 شركة إماراتية في خمسة قطاعات: المنصات والأنظمة، والصواريخ والأسلحة، والدفاع السيبراني، والحرب الإلكترونية والاستخبارات ودعم المهام.
ويقول فيصل البناي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب في مجموعة التكنولوجيا المتقدمة «ايدج»: إن الصناعات الدفاعية الإماراتية حققت نجاحات كبيرة على مدار السنوات الماضية، وباتت تحظى باهتمام إقليمي ودولي كبيرين، كونها قادرة على منافسة مثيلاتها على مستوى العالم .
وأكد أن شركة «إيدج» تتطلع إلى تقديم صناعات دفاعية غير تقليدية تركز على التقنيات المتطورة، حيث ينصب تركيز المجموعة على تطوير مجالات «الحرب الإلكترونية» بمنظوماتها المختلفة،
و«المنصات المسيرة» من السفن والدرون والمدرعات، إضافة إلى الصواريخ الذكية. وتواصل «إيدج» العمل على تعزيز قدراتها في مجال الصناعات الدفاعية والأمنية القائمة على التكنولوجيا المتطورة والتقنيات المتقدمة.
وأضاف أن قطاع الدفاع والأمن يشهد تطورات متسارعة، لذا تحرص «ايدج» على مواكبة هذه التطورات لتكون حافزاً لها على إحداث التغيير الإيجابي من خلال المرونة في اتخاذ القرارات لإحداث تغيير ملموس في هذا القطاع، وتقديم حلول مستقبلية عبر الجمع بين ابتكارات السوق والقدرات والإمكانات العسكرية.
استراتيجية وطنية
وحول إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعة، قال الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب في «إيدج» القابضة: إن الإعلان عن الاستراتيجية، من شأنه أن يؤسس لمستقبل منظومة أكثر تكاملاً نستطيع من خلالها جميعاً العمل على التوسع نحو قاعدة صناعية أكثر استدامة، وتحسين الاستفادة من التقنيات المتقدمة والمناسبة للمستقبل، وتسخير الإنفاق على الأبحاث والتطوير، واجتذاب المواهب لتحقيق أكثر النتائج تأثيراً. ولفت إلى أن الاستراتيجية توسع حجم الفرص التي ستوفرها التكنولوجيا المتقدمة في المستقبل، مضيفاً: «متحمسون للدور الذي ستؤديه الوزارة في تعزيز التعاون بين مختلف القطاعات الرئيسة». وقال البناي: إن محفظة المجموعة تضم أكثر من 10 شركات صناعية كبرى تتطلع إلى دعم «مشروع 300 مليار»- الاستراتيجية الصناعية الوطنية التي تهدف إلى رفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي من 133 ملياراً إلى 300 مليار درهم خلال السنوات العشر المقبلة.
وأضاف أنه تماشياً مع 3 من أصل 4 أهداف رئيسية لمشروع 300 مليار التي وضعتها وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، تؤسس «إيدج» قاعدة صناعية دفاعية في دولة الإمارات بغرض تعزيز قيمة الإنتاج المحلي في الدولة، وتطوير الإمكانات السيادية، وترسيخ مكانة الإمارات بوصفها طرفاً عالمياً هاماً في قطاع التكنولوجيا المتقدمة، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية
أيدكس
عقد معرضا «آيدكس ونافدكس 2021» الدوليان تحت رعاية كريمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وسط مشاركة واسعة من مختلف أنحاء العالم رغم التحديات الصعبة الناجمة عن جائحة فيروس كورونا «كوفيد- 19» بما يعكس المكانة الدولية المرموقة التي تتمتع بها الإمارات، بفضل رؤى القيادة الرشيدة والدور المحوري الذي تلعبه في تعزيز مسيرة السلام والأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وتميزت دورة معرض «آيدكس» هذا العام بأنها أكبر حدث متخصص في القطاع الدفاعي على مستوى العالم يدشن مرحلة التعافي من «كوفيد- 19» بمشاركة 900 شركة عارضة من 59 دولة، بحضور أكثر من 70 ألف زائر، إلى جانب 110 وفود دولية.