واشنطن (وكالات)
شهدت التداولات على العقود المستقبلية للنفط والسلع ومؤشرات الأسهم عالمياً، تقلبات شديدة خلال الفترة الماضية، مع المخاوف من حدوث ركود شديد في الاقتصاد العالمي جراء الإغلاق المستمر بسب جائحة «كوفيد 19».
وشهدت التداولات على العقود المستقبلية لخام النفط أمس تقلبات شديدة، حيث هوت أسعار خام «برنت» إلى أقل من 16 دولاراً للبرميل، مسجلة أقل مستوى منذ عام 1999، وفي وقت لاحق، محت العقود الآجلة لخام «برنت» معظم الانخفاض المسجل وارتفعت ليتم تداولها بأعلى من 22 دولاراً، وسط حالة من التقلبات الشديدة على التداولات، صعدت خلالها العقود الآجلة للخام الأميركي لشهر يونيو أكثر من 40% إلى أكثر من 11.6 دولاراً، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية.
وعكست أسواق المال اتجاهها أمس وارتفعت مع ترقب حزم تحفيزية لمساعدة الشركات في الولايات المتحدة، وتوقعات نتائج أعمال إيجابية للشركات المدرجة، رغم أن الشركات تحذر من المزيد من المصاعب في الأشهر المقبلة.
وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 418.46 نقطة أو ما يعادل 1.82 بالمئة إلى 23437.34 نقطة. وصعد المؤشر «ستاندرد آند بورز» 500 بمقدار 51.33 نقطة أو 1.88 بالمئة إلى 2787.89 نقطة. وربح المؤشر «ناسداك المجمع» 171.32 نقطة أو 2.07 بالمئة إلى 8434.55 نقطة، وشهدت أسواق العالم، أمس، ارتداداً قوياً بعد يومين من التراجعات الحادة.
وصعد المؤشر «ستوكس» 600 الأوروبي 0.8 بالمئة بحلول الساعة 0702 بتوقيت جرينتش، بعد أن هبط ما يزيد على ثلاثة بالمئة أمس الأول الثلاثاء عقب انهيار تاريخي لأسعار النفط. وسجلت عقود النفط، خاصة خام «نايمكس» الأميركي، تذبذبات واسعة بحركة تفوق 80% هبوطاً وصعوداً خلال الجلسة، فيما تقول روسيا إن الطلب العالمي على النفط انخفض بنحو الثلث وبلغ القاع، بينما سيتحسن الوضع في مايو حين تبدأ تخفيضات عالمية لإنتاج الخام.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس، إن مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي.
وزادت مخزونات الخام بمقدار 15 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في السابع عشر من أبريل لتصل إلى 518.6 مليون برميل غير بعيدة عن أعلى مستوى لها على الإطلاق البالغ 535 مليون برميل الذي سجلته في مايو 2017.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أمس، خلال مؤتمر عن بُعد مع مشرعين روس، إن سوق النفط ستظل متقلبة لحين تنفيذ اتفاق عالمي لخفض إنتاج الخام في الأول من مايو، مضيفاً أن تخفيضات إنتاج النفط من «أوبك+» وبقية المنتجين ربما تبلغ إجمالاً 15-20 مليون برميل يومياً في مايو، وسيحسن هذا الوضع من سوق النفط.
ومن جانبه، اعتبر الكرملين أن أسواق النفط تشهد فترة صعبة في ظل هبوط أسعار الخام وانخفاض الطلب العالمي عليه، ودعا في الوقت نفسه لعدم تقييم السوق بناء على فترة قصيرة من الزمن. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحفيين، أمس، إن «الوضع المرتبط بأسعار النفط العالمية ليس بالسهل، ولكن يجب الانتظار وعدم تقييم سوق النفط بناءً على ما تشهده في يوم أو أسبوع واحد». ودعا إلى انتظار دخول تخفيضات الإنتاج التي اتفق عليها تحالف «أوبك+» حيز التنفيذ.
وكان تحالف «أوبك+» اتفق مؤخراً على خفض الإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل يومياً في شهري مايو ويونيو من العام الجاري.
انهيار سعر الخام الأميركي يدعم الطلب على الدولار
حافظ الدولار الأميركي والين الياباني على قوّتهما في التعاملات المبكرة في لندن أمس بعد تعافي أسعار النفط من هبوط جديد ليظل الطلب على عملات الملاذ الآمن قوياً.
واستقر الدولار دون تغير يذكر مقابل سلة من العملات، ولكنه يظل مرتفعاً نحو 0.5 بالمئة منذ بداية الأسبوع الحالي مع بحث مستثمرين عن ملاذ آمن وسط اضطراب في الأسواق. وحافظ الين الياباني على المكاسب التي حققها في الأسبوع الفائت مقابل الدولار مرتفعاً حوالي 0.2 بالمئة.
وتحولت العقود الآجلة للخام الأميركي لأول مرة في التاريخ سلباً يوم الاثنين ودفع المتعاملون الذين استبد بهم اليأس نقوداً للتخلص من النفط. وظل اليورو يتحرك داخل نطاق ضيق قبل اجتماع للاتحاد الأوروبي اليوم لمناقشة مساعدات مالية في منطقة اليورو. وسجل في أحدث تعاملات 1.08665 دولار.