الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
علوم الدار

«الإمارات للدراسات» يحتفل بتخريج الدفعة الأولى من برنامج «الباحث الاستراتيجي»

صورة جماعية للخريجين بحضور زكي نسيبة ومطر الظاهري وعبيد الشامسي وسلطان النعيمي (تصوير علي عبيدو)
29 سبتمبر 2021 01:29

طه حسيب (أبوظبي)

بحضور معالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة - الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، ومطر سالم الظاهري وكيل وزارة الدفاع، وعبيد راشد الشامسي مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، نظّم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حفل تخريج الدفعة الأولى من برنامج «الباحث الاستراتيجي - المرحلة التأسيسية»، التي تضم 28 خريجاً. 
وبعد السلام الوطني، تم بث فيديو  عن مراحل برنامج الباحث الاستراتيجي، تضمن مقولة ثرية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عن أهمية التعليم، وحول الموضوع نفسه تضمن الفيديو مقولة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وأيضاً مقولة عن التعليم وأهميته لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكلمة لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي. 

بناء مهارات التحليل
وأكد الدكتور سلطان محمد النعيمي مدير عام مركز الإماراتِ للدراسات والبحوث الاستراتيجيةِ في مستهل فعاليات الحفل، أنه يأتي ضمنَ خطة متكاملة للنهوض بالكادر المواطن بالمركز، خاصة في قطاع الدراسات الاستراتيجية والبحث العلمي، للوصول به إلى مصافّ الخبراء في مختلف التخصصات، كما هي الحال في إعداد خطط للكادر المواطن في بقية القطاعات. وأضاف النعيمي: مساقات برنامج الباحث الاستراتيجي في مرحلته التأسيسية تم اختيارها لتساعد منتسبي هذا البرنامج على فهم الأبعاد المختلفة التي تلعب دورها في التفاعلات الدولية والإقليمية، وكيف يستطيع المنتسب بعد اكتسابِه مهاراتِ التحليل الربط بين العناصر، والخروج بالاستنتاجات المنطقية لتقديمها لاحقاً في منتجات بحثية. 
ومن داخل قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمقر المركز في أبوظبي، نوّه النعيمي إلى عبارة «أنتم عيال زايد»، مؤكداً أن لها وقعها وتأثيرها في الشخصية الإماراتية. وأضاف النعيمي: علينا استذكار ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، من أن هذه العبارة يجب أن تُقال «في المكان الصح، وفي الزمان الصح، وللعمل الصح».

  • زكي نسيبة يلقي كلمته في حفل التخريخ
    زكي نسيبة يلقي كلمته في حفل التخريج

«بذور زايد تؤتي أُكلها»
 وانتقلت الكلمة إلى معالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة- الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، مؤكداً أن تخريجَ كوكبةٍ مِنْ شبابِ الوطنِ الواعدِ مِنْ برنامجِ «الباحثِ الاستراتيجيِّ»، الذي ينفذُهُ مركز الإماراتِ للدراسات والبحوث الاستراتيجيةِ  يأتي ضِمنَ جهودهِ الجبّارةِ لتعزيزِ الْبحثِ العلميِّ في الدولة، التي تقوم سياستها على الاستثمار في الإنسان، خاصة الشباب كونهُم الثروة والرَّافد الأساسيّ لمسيرةِ التَّنميةِ المُستدامةِ التي تَمضِي بِها قُدُماً تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيسِ الدولة، حفظَهُ اللهُ، وصاحبِ السُّموِ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائبِ رئيسِ الدولةِ، رئيسِ مجلسِ الوزراءِ، حاكمِ دبي، رعاهُ اللهُ، وصاحبِ السُّموِ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وليِّ عهدِ أبوظبي نائبِ القائدِ الأعلى للقواتِ المسلحةِ، وإخوانِهِم أصحابِ السُّموِ أعضاء المجلسِ الأعلى، حكام الإمارات. وأضاف نسيبة: إن الشّباب يستقي من قيادة دولة الإمارات الحكمة في العمل والإخلاص للوطنِ والتفاني في ردِ الجميلِ لهُ. وتابع نسيبة: إن الحديث عن نهضة التعليم والبحثِ العلمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، هوَ حديث عَنْ جزءٍ مِنْ مُجْمَلِ منجزاتِ عظيمة تحققت على يديْ مؤسس الدولة المغفور له الشّيخ زايد بن سلطان آل نهيَّان، طيَّبَ اللهُ ثراه، حيثُ آمنَ بأن التَّعليمَ هو البوابة الذهبية التي ينطلق مِنْها أبناءُ وبناتُ الوطنِ إلى مسيرةٍ واعدةٍ مِنَ التَّطورِ، والازدهارِ، والتَّقدُمِ الاقتصادي والإبداعِ في مُختَلَفِ المجالات التّنمويةِ.
لنكُنْ مصدر فخر لوطننا
وألقى صقر خالد الشريف كلمة بالنيابة عن خريجي برنامج الباحث الاستراتيجي، وجّه في مستهلها الشكر والعرفان إلى فريق عمل البرنامج على جهوده المخلصة، التي أسهمت في إثراء حصيلة الخريجين العلمية والمهنية في سبيل خدمة وطننا الحبيب. وأضاف الشريف: إن أهداف البرنامج كان لها دور بالغ الأثر في تعزيز قدرات الخريجين وتوسيع مداركهم المعرفية لفهم القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية، وصقل مهاراتهم التحليلية واللغوية، وتعزيز إدراكنا لمناهج البحث. وأكد صقر الشريف أن «هذه الكوكبة الجديدة من خريجي البرنامج، ستنضم إلى مسيرة البحث العلمي في وطننا الحبيب، مسخِّرين طاقاتهم ومهاراتهم لنفعه وتطوره ورفعته، مستلهمين في ذلك كله دعم قيادتنا الرشيدة، وتطلُّعها إلى تعزيز مكانة الدولة على جميع الصُّعُد.. فكما أن الوطن فخرٌ لنا، كان حقًّا علينا أن نكون فخراً له». 
العطاء في البحث العلمي 
 وواصل الشريف كلمته نيابة عن الخريجين، مشيراً إلى أن تحقيق الآمال، وتجسيد الرؤى، لا يتمَّان إلا بالعلم والسعي الحثيث نحو منصة التميز وتبوؤ الريادة، وتحقيق النجاح، منوّها إلى أن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، كان وما زال، منارةً للبحث العلمي والفكر والإبداع في وطننا الحبيب، مستلهِماً من فكر المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن طموحات قيادتنا الرشيدة. 
وأكد الشريف اعتزاز الخريجين بثقة القيادة الرشيدة بقدراتهم، مشيراً إلى فخرهم بالانتماء -من خلال البرنامج- إلى مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، كأول مركز فكري في وطننا الحبيب. وأفصح الشريف عن تطلعات الخريجين، إلى أن يصبحوا نتاج غرس طيب ينتظر الوطنُ عطاءه في مجال البحث العلمي، مجسّدين أعلى مراتب العطاء، ومسهمين في عملية البناء والتنمية لهذا الوطن. 
وبعد كلمة الخريجين، تم توزيع شهادات التخرج على الباحثين، بحضور معالي زكي نسيبة، ومطر سالم الظاهري، وقدّم الدكتور سلطان محمد النعيمي دروعاً تذكارية لمعالي زكي نسيبة، ومطر سالم الظاهري وكيل وزارة الدفاع، وعبيد راشد الشامسي مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، ليتم اختتام الحفل بصورة جماعية للخريجين.

رهان الإمارات
أكد  زكي نسيبة أن بذور التعليم التي غَرسَها زايد رحمَهُ الله، آتتْ ثِمارَها اليوم في جيلٍ متعلمٍ مِن أبناء الوطنِ متسلح بأحدث العلوم والتقنياتِ الحديثةِ، واستطاع تحقيق حلم الشيخ زايد في الوصولِ إلى الفضاءِ، وإقامة دولة حقَّقتْ العديدَ مِنَ الإنجازاتِ التَّنموية في ظل قيادة رشيدة سارتْ على نَهج الشيخ زايد في العُمران والبِناء وتطوير الخدمات، وجعلِ نموذج الاتحاد مِثالاً رائداً يُحتذى به عالمياً.
وأشار نسيبة إلى مقولةِ صاحبِ السّموِ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله: «رِهانُ دولةِ الإماراتِ سيكونُ الاستثمارَ في التَّعليمِ، لأنهُ القاعدةُ الصّلبةُ للانطلاقِ في مرحلةِ ما بعدَ النِّفط». وكلِمات تكشفُ عنْ رؤيةٍ قياديةٍ ثاقبةٍ لأهميةِ التعليم، وضرورةِ بناءِ أُسُسٍ متينةٍ لتعليمٍ عصريٍ يُواكِبُ طموحَ الإماراتِ في الخمسينَ عاماً المُقبلةِ. 
وفي ختام كلمته وجه «نسيبة» رسالة لخريجي برنامج الباحث الاستراتيجي، قال فيها: «مِنْ مُنْطَلَقِ إيمانيَ الكامل بمهاراتِكُم التي تُؤَهلُكُم للتَّميُّزِ والإبداعِ في مُختَلَفِ المجالاتِ، أتطلّعُ إلى رؤيتِكُم في مواقعِ العملِ الوطنيِّ لِردِ الجميلِ للأهلِ والوطنِ». 

  • سلطان النعيمي يلقي كلمته في بداية حفل تخريج الدفعة الأولى من برنامج (الباحث الاستراتيجي)
    سلطان النعيمي يلقي كلمته في بداية حفل تخريج الدفعة الأولى من برنامج (الباحث الاستراتيجي)

كوادر بحثية ومساقات ضرورية
يهدف برنامج «الباحث الاستراتيجي» الذي استمر خلال الفترة من 18 أكتوبر 2020 إلى 2 سبتمبر 2021، إلى تأهيل كوادر مواطنة في مجال البحث العملي والدراسات، قادرة على التحليل الموضوعي للأحداث والتطورات على الساحات المحلية والإقليمية والدولية في مختلف المجالات لاستشراف المستقبل. ويتضمن البرنامج، الذي خرّج مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية دفعته الأولى أمس، مساقات مهمة منها: تعزيز اللغة العربية، ومساق العلاقات الدولية، ومساق تحليل النظم السياسية، ومساق التحليل الاستراتيجي، ومساق المنتجات التحليلية ومساق تحليل الخطاب ومنهجيات البحث العلمي وساعات المطالعة التخصصية وتطبيقات الكمبيوتر، ومساق فن الإلقاء والتقديم. 

  • أثناء توزيع شهادات التخرج
    أثناء توزيع شهادات التخرج

النهوض بالباحثين ليصبحوا خبراء
في تصريح خاص لـ«الاتحاد»، أكد الدكتور سلطان محمد النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن خطة برنامج «الباحث الاستراتيجي» واضحة في بناء الكادر المواطن  الإماراتي، ليكون  من خطوط  الدفاع الأمامية في الحقول البحثية والعلمية. وأضاف النعيمي: أن مساقات البرنامج تم رسمها  للوصول بهؤلاء الباحثين إلى المرحلة التأسيسية، للنهوض بهم في مراحل لاحقة، ليصلوا إلى مرحلة «الخبراء». ووجدنا في الخريجين الرغبة والحماس، ما يجعلنا نعدهم بتوفير جميع الخيارات والمطالب للنهوض بهم في المجالات البحثية.  وأكد النعيمي أن ما شاهدناه في حفل التخرج هو نتاج  لفكر تم ترسيخه في دولة الإمارات العربية المتحدة  من المغفور له الشيخ زايد ومن القيادة الرشيدة، وكذلك ما نراه في مبادئ الخمسين، حيث  التركيز على العنصر المواطن والنهوض به، وهذا البرنامج ينهض بالعنصر المواطن في  المجالات البحثية والعلمية والوصول إلى مراكز متقدمة من أجل خدمة صانع القرار، عن طريق نتاج هؤلاء  الباحثين، الذين  نتطلع إلى أن نطلق عليهم في المستقبل اسم «خبراء»، وهم سيكونون على قدر المسؤولية، بإذن الله.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©