دينا جوني (دبي)
أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء خلال مؤتمر صحفي عقد افتراضياً من موسكو أمس، عن بدء فترة العزلة لعبدالله الحمّادي وصالح العامري، رائدي محاكاة الفضاء الإماراتيين في 20 أكتوبر المقبل، استعداداً لانطلاق تجربة محاكاة الحياة في الفضاء في نوفمبر من العام الجاري. وستمتد تجربة محاكاة الحياة في الفضاء على مدى ثمانية أشهر في المجمع التجريبي الأرضي في معهد الأبحاث الطبية والحيوية التابع لأكاديمية العلوم الروسية في موسكو بروسيا. ويستكمل رائدا محاكاة الفضاء تدريباتهم في إطار مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء ضمن برنامج البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية الفريدة «سيريوس 20-21». ويتلقى الرائدان تدريبات مكثفة تمتد لـ12 ساعة يومياً على التجارب العلمية والروبوتات والاختبارات النفسية والفيزيولوجية. ويتم تدريبهما على كيفية إدارة العمليات اليومية وأداء المهام المختلفة خلال فترة المهمة فضلاً عن خضوعهما لـ60 تجربة مختلفة تتراوح في مجالات علمية مختلفة.
حضر المؤتمر بالإضافة إلى رائدي الفضاء، عدنان الريس مدير برنامج المريخ 2117 في مركز محمد بن راشد للفضاء، ومحمد بن نشوق مدير مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء، وشيخة الفلاسي القائد العلمي لمشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء.
وعدّد المهندس الريس 10 معايير لاختيار رواد محاكاة الفضاء، والتي على أساسها تمّ ترشيح الحمادي والعامري لمهمة «سيريوس 20-21»، وهي اللياقة الطبية، والمعرفة التكنولوجية والعلمية، واجتياز مراحل الاختبار النفسي، والتمتع بالشغف، وروح الفريق، وسرعة التعلّم، والصبر، والمهارات القيادية العليا، وفهم أهداف المهمة، والاستعداد التام للتضحية بهدف إنجاز المهمة.
وقال: «مع الإعلان عن بدء المهمة سيريوس في نوفمبر المقبل، حرصنا في مركز محمد بن راشد للفضاء على اختيار الرواد وتجهيزهم وفقاً لضوابط اختيار دقيقة. وانضمامهما إلى محطة سيريوس 20-21، دليل على قوة شراكاتنا الدولية. وسيقومان ببعض التجارب التي تقدمت بها بعض جامعات الدولة تأكيداً على نجاح تواصلنا مع المجتمع العلمي داخل الدولة».
بدوره، وقال ابن نشوق: «تتسم مهمة محاكاة الحياة في الفضاء بأهميتها البالغة، نظراً لتأثيرها الإيجابي في دراسة حيثيات الحفاظ على سلامة رواد الفضاء وصحتهم خلال رحلات استكشاف الفضاء طويلة المدى، وبالتالي فإن أثر هذه المهمة لن يقتصر فقط على مشروع المريخ 2117، بل يمتد أيضاً ليشمل برنامج الإمارات لرواد الفضاء، إذا كانت هناك مهام مأهولة سيقوم بها روادنا في المستقبل، وهو أمر متوقع في ظل رؤية قيادتنا الرشيدة التي لا حدود لها».
وخلال المؤتمر الصحفي، عرّف الرائدان عن نفسيهما وخلفيتهما العلمية ودورهما خلال مهمة «سيريوس 20-21». وقال العامري الذي درس الهندسة الميكانيكية في جامعة خليفة في أبوظبي، إن فضوله لاستكشاف الفضاء بدأ مع ممارسته للقفز الحر الذي دفعه إلى التعمّق أكثر في علوم الفضاء والجاذبية. وأشار الحمادي الذي درس الهندسة الميكانيكية من جامعة أبوظبي وخدم في القوات المسلحة لمدة 17 عاماً، أنه والعامري سيبذلان أفضل ما عندهما خلال المهمة في موسكو لتمثيل دولة الإمارات أفضل تمثيل.
وستؤدي مشاركة الإمارات في مهمة سيريوس دوراً محورياً في تطوير الإمكانات الإماراتية، وستُسهم في تعزيز برنامج المريخ 2117، الذي يهدف إلى إنشاء مستوطنات بشرية على المريخ.