الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
علوم الدار

الرياضة السعودية.. من الهواية إلى الصناعة

الرياضة السعودية.. من الهواية إلى الصناعة
23 سبتمبر 2021 01:14

رضا سليم (دبي)

تخطو الرياضة السعودية خطوات واسعة نحو المستقبل، وهي تحتفل باليوم الوطني الـ91 تحت شعار «هي لنا دار»، بعدما حققت العديد من الإنجازات العالمية والقارية والعربية، وتحولت إلى قبلة للبطولات العالمية في مختلف الرياضات، حيث فتحت المملكة ذراعيها للعديد من الأحداث الرياضية. وبات اسم السعودية يتردد في كل أرجاء المعمورة، بعدما أطلقت «رؤية 2030» عام 2016، والتي وصلت إلى العام الخامس لتنطلق إلى آفاق أوسع نحو مستقبل مبشر بالإنجازات، وتحولت الرياضة من هواية إلى صناعة تقوم على أسس علمية متخصصة، في الترفيه والاقتصاد والإعلام والسياسة، وتسهم في التنمية البشرية والاقتصادية، وتعزز العلاقات الإنسانية.
وترتبط العلاقات الإماراتية السعودية في المجال الرياضي برباط تاريخي منذ التأسيس، وعلى مدار أكثر من 49 عاماً. ففي أول ظهور لمنتخب الإمارات لكرة القدم في البطولات الرسمية، كانت المملكة هي الشاهد الأول على ميلاد الكرة الإماراتية بشكل رسمي، وكانت أرض الحرمين المحطة الأولى التي انطلقت منها الرياضة الإماراتية بشكل عام، وكرة القدم على وجه التحديد.
وتدخل الرياضة من بين الأهداف الـ23 لبرنامج جودة الحياة 2020، الذي أطلقه مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية كأحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، لتعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع، وتحقيق التميز في عدة رياضات إقليميًّا وعالميًّا.
وشهدت الرياضة السعودية في الآونة الأخيرة مرحلة جديدة من صناعة التميز وزيادة الفعاليات وإطلاق المبادرات، بما يحقق تنمية شاملة للقطاع الرياضي في المملكة، من خلال استضافة وتنظيم الأحداث الرياضية العالمية، بدءاً من بطولة الملك سلمان العالمية للشطرنج، فماراثون الرياض الدولي وحتى منافسات WWE للمصارعة.
وذهبت رؤية المملكة في تنمية قطاع الرياضة إلى العمل على تحقيق جودة الحياة لأبناء المملكة ومن يقيم على أرضها، من خلال بناء المزيد من المرافق والمنشآت الرياضية بالشراكة مع القطاع الخاص، ليكون بمقدور الجميع ممارسة رياضاتهم المفضلة في بيئة مثالية في إطار منظومة عمل تواكب كل جديد على الساحة الرياضية وتحقق المنفعة للوطن ومواطنيه.

 


وكشفت الإحصائيات عن ارتفاع نسبة ممارسي الرياضة في المملكة من 13% إلى 23%، وتخطط وزارة الرياضة السعودية بالتعاون مع اللجنة الأولمبية السعودية والاتحاد السعودي للرياضة للجميع، والاتحاد السعودي للرياضة المدرسية والاتحاد السعودي للرياضة الجامعية، إلى رفع نسبة ممارسي الرياضة مرة على الأقل أسبوعياً من 13% إلى 40% بحلول عام 2030.
وأكدت المملكة قدراتها العالية وإمكاناتها الكبيرة في استضافة أبرز الأحداث الرياضية على المستوى العالمي، وتتطلع لاستضافة أحداث عالمية كبرى، حيث طلب الاتحاد السعودي لكرة القدم استضافة مونديال الأندية، بعد اعتذار اليابان والمقرر إقامته في ديسمبر المقبل.
واستضافت المملكة في السنوات الأخيرة عدداً كبيراً من البطولات والأحداث، وحتى إعلان فوزها باستضافتها دورة الألعاب الآسيوية 2034، أبرزها كأس الملك سلمان للشطرنج عام 2017، وفي عام 2018 نظمت سباق الأبطال وماراثون الرياض الدولي ونهائي كأس محمد علي للملاكمة، وعروض رويال رامبل وبطولة سوبر كلاسيكو وكأس السوبر الإيطالي بجدة، ثم نفس البطولة عام 2019 بالرياض، وسباقات فورمولا إي 2019-2021 بالدرعية، وسوبر كلاسيكو ضمن بطولات 2019 وكأس العالم للأندية لكرة اليد «سوبر جلوب»، وعرض كراون جول والمهرجان العالمي لرياضات المغامرة 2018 بجدة و2019 بالأحساء، وبطولة نيوم لكرة القدم الشاطئية والبطولة الدولية لركوب الأمواج والبطولة الدولية للصيد وبطولة القفز المظلي والجولة الأولى الافتتاحية لبطولة العالم لفورمولاـ 1 للزوارق السريعة.
كما استضافت كأس السوبر الإسباني والإيطالي في جدة والرياض، والبطولة السعودية الدولية لمحترفي الجولف «إحدى الجولات الأوروبية لمحترفي الجولف» بجدة والبطولة السعودية الدولية للجولف للسيدات، «إحدى الجولات الأوروبية لجولف السيدات» ورالي دكار 2020/2021 وسباق إكستريم العلا 2021 وغيرها من البطولات والأحداث العالمية.

 

برنامج فخر
أطلقت وزارة الرياضة السعودية مبادرة «برنامج فخر»، التي تنظمها اللجنة البارالمبية السعودية، وترتكز فكرة المبادرة على تأهيل ذوي الإعاقة واكتشاف قدراتهم الرياضية وتطويرها، وتحسين جودة حياتهم وتعزيز مشاركتهم المجتمعية في الأنشطة الرياضية، وصناعة أبطال رياضيين منهم على المستويين المحلي والدولي.

11 مليار ريال مشروعات قيد الإنشاء
تعمل المملكة حالياً على العديد من المشاريع الرياضية بتكلفة قدرها 11 مليار ريال ضمن المشروعات العملاقة مثل نيوم، والقدية، وأمالا، والعلا، كما تعمل على بناء مرافق ترفيهية وجامعية جديدة للياقة البدنية. 
ومِن المتوقع أن توفر مشاريع التطوير الكبيرة عشرات الآلاف من فرص العمل خلال مرحلة الإنشاء، كما ستوفر فرص عمل دائمة بقطاعي الرياضة والسياحة للمواطنين.

منصة نافس
فتحت المملكة الباب على مصراعيه أمام المستثمرين المحليين والأجانب بتأسيس أندية رياضية للمرة الأولى، وأطلق الأمير عبدالعزيز بن تركي وزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية، منصة «نافس» الخاصة بتراخيص الأندية والأكاديميات والصالات الرياضية الخاصة. ويهدف المشروع الذي يندرج تحت برنامج جودة الحياة، إلى تمكين القطاع الخاص من الاستثمار في الرياضة، وإتاحة الفرصة للمستثمرين المحليين والأجانب، لتأسيس وتطوير أندية وأكاديميات وصالات رياضية خاصة، من خلال طلب الحصول على التراخيص اللازمة عبر هذه المنصة، تحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030، وتنويع مصادر الاقتصاد نحو بناء مجتمع صحي.

 

السياحة الرياضية
كشف تقرير لمجلس الأعمال السعودي الأميركي عن تركيز المملكة على مكانتها كقوةٍ رائدة تدفع نحو نمو صناعة السياحة الرياضية في الشرق الأوسط، كونها أكبر بلدان مجلس التعاون الخليجي وأكثرها كثافة سكانية، حيث نَمَتْ مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي من 2.4 مليار ريال في عام 2016 إلى 6.5 مليار ريال في عام 2019، بزيادة 170 %، ومن المتوقع أن يزداد هذا الرقم إلى 18 مليار ريال بحلول عام 2030.

حامدي يستعيد عرش الأولمبياد
حصد السعودي طارق حامدي لاعب الكاراتيه الميدالية الفضية في منافسات الكوميتيه لوزن 75 كجم، ضمن منافسات أولمبياد طوكيو 2020، وهي الفضية الثانية للسعودية في تاريخها، بعد العداء هادي صوعان في سباق 400 م حواجز في ألعاب سيدني 2000. كما حققت الرياضة السعودية ميداليتين برونزيتين الأولى كانت في سيدني 2000 أيضاً، وحققها خالد العيد في الفروسية، والثانية في لندن 2012 على يد فريق الفروسية السعودي. وسبق أن فاز محمد عسيري لاعب الكاراتيه للمرة الأولى في تاريخ السعودية بالميدالية الذهبية لمنافسات وزن 61 كجم، ضمن دورة الألعاب الأولمبية الثالثة للشباب بالأرجنتين «بيونيس آيرس 2018».

إبداع نسائي ومناصب دولية
سجلت المرأة السعودية تقدماً هاماً في المجال الرياضي، وتُقدِّر وزارة الرياضة الزيادة في نسبة مشاركة الإناث في الألعاب الرياضية، بما يقارب 150 % خلال السنوات الخمس الماضية. وأكدت المرأة حضورها بقوة ليس فقط على مستوى المنافسة المحلية والخارجية، بل أيضاً على مستوى المناصب الدولية، حيث تم انتخاب الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز عضواً في اللجنة الأولمبية الدولية. ونالت الأميرة ريما بنت بندر جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي، التي تعد من أبرز الجوائز المهتمة بالإبداع والتميز بما تحمله من أهداف وغايات لخدمة المجتمعات وتحفيز كل من يعمل من أجلها.
وتقلدت عدد من السيدات مناصب رفيعة في القطاع الرياضي، منهن رزان بكر عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي للبولينج والمسؤولة عن الملف النسائي للاتحاد، وخلود عطار مدير المركز الإعلامي السابق لنادي الوحدة، وأضواء العريفي عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأروى مطبقاني عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي للفروسية ونورة التركي نائب رئيس اتحاد الرماية.
كما تمت الموافقة على الترخيص لإنشاء الأندية النسائية واعتماد نشاط التربية البدنية في مدارس البنات، والاهتمام بتأهيل اللاعبات في عدد من الألعاب المختلفة والسماح لهن بدخول الملاعب، وغير ذلك من القرارات والخطوات التي جعلت المرأة شريكاً رئيساً في الوسط الرياضي، بالإضافة إلى تنظيم منافسات في المسابقات ككرة اليد والريشة إضافة إلى ماراثون نسائي نظم في الأحساء، كما تم تنظيم أول دوري لكرة القدم النسائية في السعودية، وتوج به فريق التحدي من الرياض، وحل جدة إيجلز وصيفاً.

استراتيجية دعم الأندية
أعلنت وزارة الرياضة استراتيجية دعم الأندية للموسم الرياضي 2021-2022 في عامها الثالث، والتي تهدف إلى تحقيق استدامة الأندية الرياضية في المملكة ماليّاً وإداريّاً، من خلال تطبيق نظام حوكمة فعّال، يسهم في تطورها ويحافظ على استقرارها على المدى البعيد. وتشهد مبادرة «الدعم المباشر» تغييراً في قيمة الدعم المخصص لأندية دوري الدرجة الأولى وأندية دوري الدرجة الثانية، بزيادة نصف مليون ريال لكل نادٍ، حيث سيحصل بذلك كل نادٍ من أندية الأولى على مبلغ خمسة ملايين ريال، فيما سيحصل كل نادٍ من أندية الثانية على مبلغ ثلاثة ملايين ريال، على أن تستمر قيمة الدعم المباشر لأندية دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين دون تغيير، بحصول كل نادٍ على مبلغ خمسين مليون ريال سنويّاً، ليصل إجمالي عدد الأندية المشمولة في مبادرة الحوكمة 64 نادياً، مقارنة بـ 36 نادياً في العام الماضي وتم تخصيص مبلغ 160 مليون ريال لمبادرة «تطوير المنشآت الرياضية» للتطوير الشامل والجزئي، من أجل توفير الدعم اللازم لتحفيز الأندية على تطوير وتحسين المنشآت والملاعب الرياضية بحسب حاجة كل منشأة، بالتعاون مع وكالة المنشآت الرياضية بوزارة الرياضة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©