الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
علوم الدار

التفوق الرقمي.. طريق الإمارات إلي المستقبل

التفوق الرقمي.. طريق الإمارات إلي المستقبل
18 سبتمبر 2021 00:49

آمنة الكتبي (دبي)

باتت الإمارات منصة عالمية في التفوق الرقمي والتقني والعلمي، وحاضنة للمواهب، وتلهم شبابها، كما وضعت لنفسها مكاناً متميزاً على خارطة الدول المتمكنة تقنياً، كما أطلقت منظومة تأشيرات لدخول الدولة تركز على استقطاب الكفاءات والمواهب الاستثنائية في القطاعات الحيوية.
وتسعى الدولة للتركيز في منظومة التفوق الرقمي والتقني وتطويره لمواكبة متطلبات الحياة وضمان الاستمرارية، لتكون ضمن أفضل دول العالم في هذا المجال، وتصدر مؤشرات الأداء والتنافسية في مختلف المجالات وبناء اقتصاد مستدام ومجتمع أكثر ازدهاراً وتطوراً لترسيخ اتحاد دولة الإمارات وتحقيق أهدافها على المستوى المحلي والعربي والإقليمي والعالمي، إضافة إلى  أن التفوق في هذه التقنيات المتطورة سيسهم في إحداث نقلة نوعية بمختلف الصناعات والقطاعات الاقتصادية.

السادس عالمياً
ويتجسد التفوق الإماراتي في المجال الرقمي، في احتلال البلاد المركز السادس عالمياً في مؤشر التحول الرقمي ضمن تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2020، الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية بمدينة لوزان السويسرية.
كما تركز الإمارات على احتضان المواهب، واحتلت مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية للدول الأكثر قدرة وتنافسية على مستوى جذب واستبقاء المواهب والخبرات العلمية على أرضها، حيث حققت المرتبة الثالثة في مؤشرات استقطاب الأجانب ذوي المهارات العالية، وقلة تسرب المواهب خلال العام 2020 وفقاً لتقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية.
وبناءً على دراسة حديثة أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية عام 2021، جاءت مدينة دبي في المركز الثالث عالمياً على قائمة أكثر المدن التي يرغب الأجانب في الانتقال إليها، فيما حلت أبوظبي في المركز الخامس، وقد شملت الدراسة شريحة واسعة ومتنوعة من بينها حملت الشهادات العلمية العالية ممن يتمتعون بخبرات عملية في المجالات التقنية والمتعلقة بالذكاء الاصطناعي.

بيئة استثمارية
ونجحت الإمارات في تهيئة بيئة استثمارية عالمية المستوى، عبر تحولها إلى الاقتصاد المعرفي، وزيادة الطلب على الوظائف التقنية والرقمية المحفزة لتعزيز مستويات الأعمال والداعمة للاستثمار، ولقد شكل ذلك بيئة مثالية لاستقطاب المواهب والطاقات الخلاقة في المجالات العلمية والرقمية.
واتخذت الإمارات مجموعة من الخطوات الداعمة والمعززة لتوجهها في استقطاب المواهب والعقول، من أبرزها وضع الاستراتيجية الوطنية لاستقطاب واستبقاء المواهب، وإطلاق برنامج استقطاب مواهب الذكاء الاصطناعي، وبرنامج استقطاب 100 ألف مبرمج من حول العالم، فضلاً عن نظام الإقامة الذهبية الذي يستهدف الخبراء وأصحاب المواهب والعقول والمهارات الاستثنائية.

أفضل الكوادر 
كما واعتمدت الإمارات الاستراتيجية الوطنية لاستقطاب واستبقاء المواهب التي تسعى من خلالها لتكون ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالمياً في اكتساب العقول وتوفر أفضل الكوادر العالمية لدعم مسيرة التنمية، كما وحددت الاستراتيجية عدداً من المستهدفات، منها أن تكون دولة الإمارات ضمن قائمة أعلى 10 دول في فئة «المهارات عالية المستوى»، وضمن المراكز الثلاثة الأولى في مؤشر اكتساب العقول، وضمن المراكز الثلاثة الأولى عالمياً في مؤشر «سهولة استقطاب موظفين من أصحاب المهارات».
وفي يوليو الماضي، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله،  البرنامج الوطني للمبرمجين لتوفير برنامج شامل لحزمة من المبادرات الوطنية الهادفة إلى تطوير المواهب والخبرات والمشاريع المبتكرة المتخصصة في مجال البرمجة، وتسريع تبنّي تطبيقاتها وأدواتها في مختلف القطاعات الاقتصادية والمستقبلية، إضافة إلى إنشاء حلقة وصل وثيقة بين مجتمع المبرمجين والجهات الحكومية والخاصة والأكاديمية.
ويهدف البرنامج الوطني للمبرمجين إلى منح الإقامة الذهبية لأفضل 100 ألف مبرمج من حول العالم، وتوفير مجموعة من التسهيلات والخيارات التمويلية لرواد الأعمال والمبرمجين، ودعم تنفيذ مشاريعهم وأفكارهم المبتكرة، وتأسيس شركات رقمية؛ تدعم تنافسية الاقتصاد الوطني عالمياً.

مختبر عالمي
يهدف «برنامج استقطاب مواهب الذكاء الاصطناعي»، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العام الماضي  إلى إنشاء مختبر عالمي متخصص في مجال الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، يضم أفضل الخبرات والمواهب الوطنية والعالمية، ويوفر لها مساحة للعمل في بيئة متقدمة لتطوير حلول مبتكرة ومشروعات رائدة تخدم الإنسانية.
ويعتبر نظام الإقامة الذهبية أحد أبرز الخطوات التي اتخذتها الإمارات لاستقطاب واستبقاء المواهب والمبدعين في كافة التخصصات، حيث عدّلت الإمارات عام 2019 نظام تأشيرات الإقامة لتمنح إقامات طويلة الأمد، تمتد إلى 5 و10 سنوات، بهدف استقطاب الخبراء وأصحاب المواهب والعقول والمهارات الاستثنائية، للحصول على الإقامة الذهبية، وتضم الفئات حاملي شهادات الدكتوراه في كل التخصصات، وأصحاب المهارات وجميع الأطباء والمهندسين في مجالات الكمبيوتر والبرمجة والإلكترونيات والتكنولوجيا الحيوية وعلم الفيروسات والأوبئة.

  • علي المري
    علي المري

علي المري: الدولة مركز للتقنيات الرقمية والخدمات المتطورة
أكد الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية أن وثيقة مبادئ الخمسين التي أطلقتها دولة الإمارات تعكس الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة التي تؤمن بأن الريادة والتفوق يأتيان أولاً بالتخطيط السليم والقدرة على التنفيذ السليم والدقيق.
وأضاف: وفيما يخص المبدأ السابع «التفوق الرقمي والتقني والعلمي لدولة الإمارات ودوره في رسم حدودها التنموية والاقتصادية، وترسيخها كعاصمة للمواهب والشركات والاستثمارات في هذه المجالات سيجعلها العاصمة القادمة للمستقبل»، لافتاً  إلى أن التفوق الرقمي والتقني أصبح واحداً من أهم مؤشرات تطور وتقدم الدول.
وقال: «لقد قطعت دولة الإمارات شوطاً كبيراً في منظومة التحول الرقمي بشكل أهلها، لأن تكون مركزاً للتقنيات الرقمية والخدمات المتطورة في المنطقة، وأصبحت تلك التقنيات تقود جهود التنمية في كل القطاعات الاقتصادية وتقديم الخدمات، بما انعكس على النمو الاقتصادي وترسيخ مكانة الدولة كجاذبة لاستثمارات كبرى الشركات العالمية نظراً للبنية التحتية الرقمية التي تحظى بها كل إمارات الدولة».
وأضاف يجعل التفوق الرقمي والعلمي من دولة الإمارات جاذبة للمواهب والكوادر العلمية في كل المجالات، حيث تحظى الدولة بالعديد من الجامعات المرموقة ومراكز الأبحاث عالمية المستوى، والتي تقدم أبحاث علمية ملموسة تحاول إيجاد حلول لمختلف التحديات التي تواجهها الإمارات، ما يجعل من الدولة مساهماً أيضاً في مسيرة التنمية المستدامة عالمياً».
وتابع المري:  التفوق الرقمي والتقني والعلمي بلا شك يعد خياراً استراتيجياً لا غنى عنه لدولة الإمارات إذا ما أرادت الحفاظ على الريادة وتعزيز تنافسيتها الآن وفي المستقبل، حيث سيسهم ذلك في خلق فرص جديدة في الاقتصاد الوطني، خاصة في مجالات مثل الخدمات الحكومية، والقطاع الصناعي، والغذائي، والسياحة، والقطاع المالي، وقطاعات النقل والمواصلات، وبناء وتطوير المدن الذكية، وإدارة كامل منظومة الاقتصاد الوطني».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©