العين (وام)
أكد معالي زكي نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، أن التعليم العالي في الدولة شكّل نقلة نوعية كبيرة كماً ونوعاً، من خلال زيادة عدد مؤسسات التعليم العالي بقطاعيها الحكومي والخاص، وطرح البرامج والتخصصات التي تلبي الطموحات للراغبين في مواصلة تعليمهم العالي، ورفد سوق العمل بأحدث وأرقى مخرجات التعليم، التي تواكب ركب التطور الحضاري المتسارع، لاسيما ونحن نستعد للاحتفال بالخمسين عاماً القادمة من عمر دولتنا الفتية، التي باتت بفضل قيادتنا الحكيمة والرشيدة تتبوأ مواقع الريادة، محلياً وإقليمياً ودولياً، وتخطت كل التحديات التي فرضتها الظروف الطارئة، لا سيما في مواجهة كوفيد- 19.
وقال معاليه: إن جامعة الإمارات وعبر أربعة عقود من تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، شكّلت وجهة أكاديمية وحاضنة وطنية بامتياز، وباتت مركز إشعاع حضارياً وفكرياً، على مدار 45 عاماً، قدمت للوطن 41 دفعة من الخريجين، شملت قرابة 65 ألف خريج وخريجة من كافة التخصصات الأكاديمية النوعية بمعايير عالمية، يشغلون مواقع القيادة والريادة في مختلف مؤسسات الدولة الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص، رائدهم في ذلك الإبداع والابتكار، وباتت الجامعة في مقدمة صفوف الجامعات الأكثر نمواً وتطوراً، وحصلت على تصنيف 5 نجوم ضمن تقييم منظمة كيوإس العالمية.
وتابع معاليه: لقد حملت قيادتنا الحكيمة والرشيدة على عاتقها مسألة تطوير التعليم في كافة مراحله، باعتباره محوراً رئيساً للتنمية الوطنية المستدامة والشاملة، وأحد أهم معايير التطور، وأهم عناصر الثروة في الوطن، فالاستثمار في الإنسانِ هو أفضل أنواع الاستثمار.. وفي معرض حديثنا نستذكر مقولةَ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «رهان دولة الإمارات سيكون الاستثمار في التعليم، لأنهُ القاعدة الصّلبةُ للانطلاقِ في مرحلة ما بعد النفط». ونوه إلى أن كلمات سموه تكشف عن رؤية قيادية ثاقبة لأهمية التعليم، وضرورة بناء أسس متينة لتعليم عصري يواكب طموح الإمارات في الخمسين عاماً المُقبلة، وهذا ما تحرص عليه الجامعةُ في مسيرتِها التي تجسدت في التَّطلعات الطموحةَ إلى التميّز في صناعة المستقبل والحرص على الريادة.
وأكد أن الجامعة ستواصل عملها الدؤوب في تحقيقِ رؤية الدولة، ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة ومتطلبات الذكاء الاصطناعي، وطرح برامج علمية مبتكرة، تواكب أحدث التقنيات العلمية والعمل على دعم جهود البحث العلمي النوعي والابتكارات والمشاريع في مجال الفضاء التي تُعدّ من أهم أهداف الجامعة، إلى جانب إعداد جيل من الخريجين المؤهلين تأهيلاً علمياً رفيعاً، ويتمتعونَ بمهارات فنية ومهنية عالية، والذي سيُمكّن الجامعةَ من الإسهام في تحقيقِ متطلبات الأجندة الوطنية للدولة والاستعداد للخمسين عاماً القادمة، حيث أطلقت الجامعة خطة طريق للعمل الأكاديمي لتكون جامعة المستقبل، تأكيداً على رسالتها المتطورة والمتجددة وتطبيق أفضل الممارسات الأكاديمية، سواءً في برامج التعليم التأسيسية، أو برامج الدراسات العليا وتعزيز قدرات البحث العلمي.
وأوضح الرئيس الأعلى للجامعة أن تطوير سياسة القبول واستيعاب الطلبة المتقدمين للتسجيل في الجامعة وبعد فتح الباب أمام الطلاب الدوليين، ارتفعت القدرة الاستيعابية الجامعية وشهدت الكليات إقبالاً كبيراً لما تمثله من مكانة علمية وأكاديمية بمعايير عالمية، فقد بلغ عدد الطلبة المسجلين للعام الأكاديمي21-22، وفق إحصاءات إدارة القبول والتسجل 3469 طالباً وطالبة في مختلف التخصصات.
كما شهدت الجامعة في العام المنصرم قفزة نوعية في التعليم عن بُعد لمواجهة تحديات الأزمات والطوارئ في ظل جائحة كورونا، وبذلك تمكّنت الجامعة من تحقيق تميّز نوعي في الاستمرار بالعملية التعليمية عن بُعد.. وأوضح معاليه أنه في إطار الارتقاء بدور جامعة الإمارات من خلال تعزيز البحث العلمي والاهتمام بريادة برامج الدراسات العليا، فإن الجامعة تتطلع إلى أن تصبح جامعة المستقبل تتبوأ مكانة ريادية كجامعة بحثية، عبر التركيز بشكل أكبر على البحوث والدراسات العليا.
كما أوضح أن التوسع في برامج الدراسات العليا أدى إلى نمو مطرد في عدد طلاب، وقبول أفضل الطلاب على المستويين الوطني والدولي، من خلال 33 برنامجاً للماجستير و25 برنامجاً للدكتوراه في تسع كليات و11 مركزاً بحثياً ذات أهمية استراتيجية لتلبية احتياجات السوق في الدولة والمنطقة.
البحث العلمي
وفي إطار تعزيز دور ومكانة البحث العلمي في الجامعة، كونه أحد معايير التطور والارتقاء والتقييم الأكاديمي العالمي، قال معاليه: إن الجامعة أولت مسألة البحث العلمي اهتماماً خاصاً، من خلال مكتب النائب المشارك للبحث العلمي، وبات في مقدمة الأولويات الاستراتيجية لتقديم البحوث، التي تساهم في إيجاد الحلول ومواجهة التحديات، وتلبية متطلبات التنمية الوطنية الشاملة، وانطلاقاً من توجيهات القيادة الرشيدة وتطلعاتها المستقبلية لمواكبة التطور، عملت إدارة الجامعة لتصبح جامعة ذات ريادة في مجال البحوث المكثفة والابتكار.