الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
علوم الدار

«إحصاء أبوظبي»: «الإماراتية» شريك فاعل في التنمية

«إحصاء أبوظبي»: «الإماراتية» شريك فاعل في التنمية
29 أغسطس 2021 09:10

 أبوظبي (الاتحاد) 

 شاركت المرأة في أبوظبي بفاعلية في مسيرة التنمية خلال الخمسين عاماً الماضية، بدعم القيادة الرشيدة، وجهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات». وقد سخّرت دولة الإمارات كل الوسائل لدعم المرأة والنهوض بدورها لتكون شريكاً فاعلاً في التنمية والتطور والبناء، وجزءاً لا يتجزأ من استراتيجية الخمسين عاماً المقبلة. وبمناسبة يوم المرأة الإماراتية،  يرصد مركز الإحصاء - أبوظبي في التقرير التالي الإنجازات التي حققتها المرأة الإماراتية في أبوظبي خلال العقود الماضية.

التعليم المدرسي والجامعي 
ففي مجال التعليم تزايد أعداد الطالبات في المدارس الحكومية في أبوظبي منذ ستينيات القرن الماضي، ثم تجاوز عددهن عدد الطلاب بداية من عام 1990. وخلال هذه الفترة، ارتفع عدد الطالبات من 131 طالبة في العام الدراسي 1963 - 1964 إلى 68.249 طالبة في العام الدراسي 2019 - 2020، لتصل نسبة الطالبات المواطنات إلى 107.8% مقارنة بنسبة الطلبة الذكور في المدارس الحكومية. وفي مجال التعليم الجامعي، واصلت المرأة الإماراتية مسيرة تفوقها في مرحلة التعليم العالي في أبوظبي، مع ارتفاع عدد الطالبات المواطنات من 25.400 طالبة جامعية عام 2015 إلى 29.026 عام 2020، لتبلغ نسبة الطالبات الجامعيات 197.7% طالبة مواطنة لكل 100 من الطلاب المواطنين.

متعلمة ومعلمة
وحسب التقرير، تقبل المواطنات في أبوظبي على مهنة التعليم أكثر من الذكور، سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة، حيث يمثلن ما نسبته 91.7% من مجموع المُعلمين المواطنين. وفي عام الدراسي 2019 - 2020 بلغ عدد المعلمات المواطنات في المدارس الحكومية 3873 معلمة، مقابل 36 معلمة في المدارس الخاصة، ليتركز عملهن في المدارس الحكومية بنسبة 91.6%.
وبنجاح أبوظبي في إرساء دعائم شبكة رعاية صحية قوية وضعتها بين أرقى مدن العالم اهتماماً بالصحة، وباعتباره قطاعاً يلامس سعادة الإنسان، وبوصفه أحد مجالات العمل بأبوظبي، فقد أصبح للإماراتيات حضور مميز فيه بعد أن أصبحن يمثلن 66% من إجمالي الأطباء المواطنين، و74% من إجمالي أطباء الأسنان، و94% من الصيادلة. وتكشف إحصاءات الكوادر الطبية النسائية بمختلف مناطق أبوظبي وجود 965 طبيبة مواطنة، بينهن 146 طبيبة أسنان، إضافة إلى 100 صيدلانية، و661 يعملن بتخصصات طبية أخرى. وهذا بالطبع ثمرة الجهود التعليمية الكبيرة والمتميزة التي بذلتها الدولة خلال العقود الماضية.

ساحات العمل
وفي سوق العمل، ارتفعت نسبة مشاركة المرأة الإماراتية تدريجياً في القوى العاملة المواطنة في أبوظبي من 2.2% عام 1975 إلى 7.5% عام 1995 ثم 37.2% عام 2020.
واقتحمت المرأة الإماراتية تدريجياً مجالات وقطاعات كانت مقتصرة على الرجال، وحققت إنجازات كبيرة خلال مدة قياسية، وساهمت في بناء الدولة، التي تُعد نموذجاً يحتذى به على مستوى المنطقة. ومما يدل على زيادة تمكين المرأة ارتفاع نسبة المواطنات في العديد من المهن مثل المشرعين والمديرين وكبار الموظفين في أبوظبي، من 5.9% عام 2005 إلى 12.4% عام 2020.
كذلك ارتفعت نسبة مشاركة المواطنات بأنشطة الإدارة العامة، والدفاع، والضمان الاجتماعي من 38.8% عام 2005 إلى 44% عام 2020. ومن بين أنشطة اقتصادية عديدة، لوحظ أيضاً زيادة إقبال المرأة على الأنشطة المالية والتأمين من 5% عام 2005 إلى 7.5% عام 2020. كذلك ارتفعت نسبة مشاركة المرأة الإماراتية بنسب متفاوتة بقطاعات البترول واستغلال المحاجر والنقل والتخزين.
وكان القطاع الحكومي الحاضنة الأولى للمرأة العاملة في أبوظبي، لتنطلق منه نحو القطاعات الأخرى بخطوات ثابتة وواثقة. ففي عام 2005 كان القطاع الحكومي يحتضن 86.5% من إجمالي المواطنات المشتغلات، ثم ظلت هذه النسبة تتقلص تدريجيّاً حتى وصلت إلى 77.7% في عام 2020، وفي المقابل تزايدت مشاركة المرأة في القطاع المشترك والخاص في أبوظبي، حيث يستقطب القطاع المشترك اليوم 16.4% والقطاع الخاص 5% من المواطنات المشتغلات.

رخصة مبدعة
تتيح منظومة الأعمال في إمارة أبوظبي للمرأة دخول جميع مجالات الاستثمار والنشاط الاقتصادي، كما تلعب بعض الدوائر والجهات الحكومية دوراً مهماً في تهيئة المناخ الاستثماري للمرأة على اختلاف اهتماماتها. ولتتمكن المرأة الإماراتية من العمل والإنتاج في أي مكان من الدولة. وبلغ إجمالي الرخص التجارية للمواطنات في القطاع الخاص في الإمارة (مالك، شريك، وكيل خدمات) نحو 22.465 رخصة في عام 2020.
على الصعيد نفسه، بلغ عدد رخص «مبدعة» للمواطنات العاملات من المنازل 750 رخصة. ومن أهم الأنشطة التي شهدت نمواً كبيراً في رخص مبدعة نشاط «تجارة التجزئة، باستثناء المركبات ذات المحركات والدراجات النارية»، حيث ارتفع عدد الرخص في هذا النشاط من 778 رخصة في عام 2016 إلى 3.339 رخصة في عام 2020، كما ارتفع عدد الرخص في «أنشطة خدمات الأطعمة والمشروبات» من 246 رخصة إلى 1.576 رخصة، ونشاط «تجارة الجملة، باستثناء المركبات ذات المحركات والدراجات النارية» من 309 رخص إلى 1.223 رخصة خلال الفترة نفسها.

القطاع الزراعي
ولم تقتصر نجاحات المرأة التي ساندتها سياسات التمكين في أبوظبي على الوظيفة أو التجارة، حيث كان لها، حتى قبل قيام الاتحاد، دور كبير في دعم الدخل الاقتصادي للأسرة، خاصة عند غياب الرجال في رحلات الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، ما يجعل المرأة مسؤولة عن تسيير أمور الأسرة لحين عودة الرجل. فكانت المرأة منتجة، ومؤثرة في محيطها، فعملت في نشاط إنتاج المحاصيل الزراعية، وتربية الثروة الحيوانية.
ولا تزال الزراعة تلعب دوراً مهماً في الأمن الغذائي وتحفيز الأنشطة الاقتصادية الأخرى المتعلقة بها. وتحوز المرأة 17.1% من إجمالي عدد الحيازات النباتية (المزارع) في إمارة أبوظبي، ونسبة 20.6% من إجمالي حيازات الثروة الحيوانية (العزب) في الإمارة، حيث بلغ عدد الثروة الحيوانية في تلك العزب قرابة 789 ألف رأس في عام 2020.

جاذبية أبوظبي
وترصد هذه المؤشرات السابقة التطورات التي شهدها واقع المرأة في أبوظبي خلال العقود الماضية، فكان من الطبيعي أن تجتذب مدينة أبوظبي نسبة 54.4% من مواطنات الإمارة، حسب أحدث إحصاء لعام 2020، فيما تبلغ النسبة 41.4% بمنطقة العين، وتصل في الظفرة إلى 4.1%. 

  • مريم المهيري
    مريم المهيري

نموذج عالمي 
وقالت مريم عيد المهيري، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي: «أشعر بالفخر عندما تعكس الأرقام واقعاً ملهماً تعيشه المرأة الإماراتية؛ لأنها حظيت منذ البدايات بالاهتمام والدعم وسبل التمكين، التي سخرتها القيادة الرشيدة باستمرار، لكي تكون المرأة الإماراتية نموذجاً إقليمياً وعالمياً في التمكين والمشاركة والحضور». وأضافت «في يوم المرأة الإماراتية، أتوجه بالشكر والتقدير لقيادتنا الرشيدة، وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، التي لم تدخر جهداً من أجل تحقيق هذه المكانة الرفيعة للمرأة الإماراتية، وتمكينها بالعلم والمعرفة، والارتقاء بدورها شريكة في حقول العطاء والإنجاز في جميع المجالات، بالتزامن مع دورها في تنشئة الأجيال، وبناء الأسرة الإماراتية».
وقالت مريم المهيري «هذه الإحصاءات المهمة، التي تعكس تطور واقع المرأة الإماراتية خلال السنوات الماضية في التعليم والصحة والعمل والاستثمار، تعزز تفاؤلنا بالدور المحوري الذي ستلعبه المرأة الإماراتية في المسار التنموي لدولة الإمارات خلال الخمسين عاماً القادمة، وأهمية الفرص المتاحة أمامها لتحقيق المزيد من الإنجازات».

  • منى السويدي
    منى السويدي

شريك أساسي 
قالت منى سعيد السويدي المدير التنفيذي لقطاع الإحصاء في مركز الإحصاء - أبوظبي: إن الـ28 من أغسطس هو يوم قريب من القلب لأنه يذكرنا بكل الدعم والتمكين الذي تحظى به المرأة الإماراتية من القيادة الرشيدة، وجهودها المستمرة في الارتقاء برسالتها ودورها كشريك أساسي في النهضة ومسيرة التنمية المستدامة، ولولا هذه الجهود لم يكن للمواطنات اجتياز العديد من العلامات الفارقة خلال العقود الخمسة الماضية من عمر الاتحاد. ونوهت بأن تقدم المرأة في أي مجتمع مرهون بالتشريعات والقوانين التي تحميها وتساعدها على تجاوز العقبات.
وقالت إن إنجازات المرأة الإماراتية تُسابق الزمن، وتتخطى المألوف، وهي اليوم تستعد لخمسين عاماً عامرة بالخير وعميقة في التأثير، وسوف يكون لها دورها الفاعل والمؤثر في تصميم مستقبل الخمسين عاماً المقبلة، ودفع محركاتها الاقتصادية والمجتمعية والتنموية المتسارعة لتكون دولة الإمارات العربية المتحدة الأفضل عالمياً. 
ولفتت إلى أن العالم اليوم يتغير بسرعة غير مسبوقة، ويصاحب ذلك التغير العديد من الفرص التي تفتح الآفاق للابتكار والإبداع والتميّز، مؤكدة أن المرأة الإماراتية ستكون أحد المرتكزات الأساسية لمضاعفة الجهود والعمل على خلق أفكار جديدة ومبادرات نوعية، والمحافظة على التراث والقيم وتنوّع المجتمع، ليسهم الجميع، ذكوراً وإناثاً، في صياغة غدٍ أفضل ومستقبل مشرق.
وقالت: نحن في مركز الإحصاء -أبوظبي يسرنا مشاركة المرأة احتفالها بـ«يوم المرأة الإماراتية»، ونحتفل هذا العام بزيادة أعداد المواطنات اللاتي انضممن لفرق العمل في المركز، للمساهمة في خدمة صناعة القرار، وذلك من خلال سعينا الدائم والمستمر للحاق بأحدث التقنيات والمنهجيات التي تمكننا من استقراء المستقبل، وهي عملية تشبه أن تقف اليوم على حافة الغد، بهدف التخطيط الدقيق للحاضر والمستقبل في التوقيت نفسه. واختتمت قائلة: نظراً لأن شكل الغد يتحدد بأفعال اليوم، فهو إلى حد كبير لم يعد مجهولاً، وإنما هي عمليات استشرف إحصائية متقدمة تشارك فيها بنات الوطن.

  • أحمد فكري
    أحمد فكري

خطط وبرامج
قال أحمد محمود فكري مدير عام مركز الإحصاء - أبوظبي، إن المرأة الإماراتية أصبحت جزءاً أساسياً في دفع عجلة التنمية، ورِهان الإمارات نحو المستقبل، ومثالاً يُحتذى في المنطقة العربية، بفضل الدَّعم غير المحدود من القيادة الرشيدة والرعاية والاهتمام من «أم الإمارات»، وكذلك مساهمتها في تعزيز مكانة المرأة الإماراتية محلياً وإقليمياً وعالمياً، لمواصلة دورها الريادي في البناء والتقدم.
وأضاف: يُعد احتفال هذا العام فرصة نادرة لرصد إنجازات المرأة الإماراتية الرائدة وما تحقق لها في ظل الاتحاد، فطوال الخمسين عاماً الماضية، تبنت القيادة الرشيدة وحكومتها سياسات وخطط وبرامج، وأطلقت مبادرات ومشروعات، تعزز وضع المرأة ومكانتها وتبني قدراتها، وتذلل الصعوبات أمام مشاركتها في مختلف مناحي الحياة.
وأكد أن الإماراتيات استطعن في ظل هذا الاهتمام من أعلى المستويات، تحقيق إنجازات عدة بمختلف المجالات على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي، وتقلدن بجدارة مراكز قيادية متقدمة، وشاركن في بناء الوطن مع الرجل متسلحات بالإرادة والمثابرة. وقال: في مركز الإحصاء-أبوظبي، حيث تتجلى الحقائق بالأرقام، تبتهج قلوبنا بما أحصيناه من تطور وضع المرأة الإماراتية عبر العقود الماضية، حيث أولت حكومة أبوظبي اهتماماً كبيراً بتعليم الإناث، ونتيجة لجهودها الحثيثة، وصل عدد المواطنات الملتحقات بالتعليم العالي من 16.619 طالبة عام 2008 إلى 36.605 طالبات في عام 2021، بمتوسط نمو سنوي 2.8%.  واستكمل: تُعد قضية التعليم أحد أهم الإنجازات التي تحققت للمرأة الإماراتية خلال العقود الماضية؛ لأنها فتحت لها كل المجالات في الحياة العملية، لتشارك في عملية التنمية المستدامة، وتواكب التطورات المتسارعة على مستوى المنطقة والعالم. 

 

 


 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©