آمنة الكتبي (دبي)
يعمل فريق مركز محمد بن راشد للفضاء على تجميع النماذج الأولية للأقمار الصناعية، وإجراء الاختبارات عليها في مختبرات، ضمنها مختبر الغرفة النظيفة الكبيرة، والتي تتم فيها عملية المعاينة قبل نقل القمر إلى موقع الإطلاق، كما يتم فيها تجميع كل المكونات والوحدات الخاصة بالقمر الصناعي، والتي يتم اختبارها من قبل أن يتم فيه اختبار القمر الصناعي بالكامل بعد التجميع، وتستخدم الغرفة الحرارية في هذا المختبر لإجراء الاختبارات الحرارية للقمر الصناعي بالكامل.
وتضم مختبرات تقنيات الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء 3 أقسام، من ضمنها الغرف النظيفة، وتبلغ مساحتها 15 في 18م، حيث تحتضن عملية التصنيع التي تتطلب خبرات وجهوداً معينة ودقة في الأداء، فضلاً عن الالتزام بمعايير الجودة خلال عملية التصنيع، إذ تصنع الألواح الإلكترونية، وتجرى التجارب الحرارية للأنظمة الإلكترونية، وتقوم الفرق بعملية اللحام الإلكتروني يدوياً في المركز وفق المستوى العالمي، حيث لا ينبغي استخدام الإلكترونيات من أجهزة أخرى سبق استعمالها، بل ينبغي استخدام اللحام اليدوي مباشرة لتحقيق الجودة في الصناعة.
ويوجد في مختبرات المركز غرفتان نظيفتان، صغيرة وكبيرة، وتتمتعان بالمواصفات ذاتها تقريباً، من حيث النسبة المسموحة للغبار، والرطوبة، وإجراءات الدخول إليهما، فيما يمكننا القيام بمهام أكثر في الغرفة الكبيرة، وإجراء اختبارات، كما تتسع لمشاريع كبيرة من حيث الحجم وأكثر من مشروع في آن.
بالإضافة إلى قسم المختبرات يوجد مختبر الغرفة النظيفة الكهربائية، ويستخدم هذا المختبر لتصنيع الألواح الإلكترونية والكهربائية، وإجراء اللحام اليدوي الدقيق عن طريق فريق مؤهل بشهادات تخصصية للحام القطع الإلكترونية الفضائية، كما يتم فيه تصنيع الأدوات الإلكترونية، وتجرى التجارب للتأكد من جودتها في أداء مهامها، حيث ينفذ المهندسون المختصون مراحل تجريبية مختلفة، بدءاً من التصنيع، مروراً بالتركيب، وصولاً إلى مرحلة التشغيل، للتأكد من جودة المنتج عقب التصنيع.
ويحتوي المختبر على أجهزة تحكم في درجة الحرارة والرطوبة، كما يحتوي على الغرفة الحرارية الصغيرة لإجراء الاختبارات الحرارية على اللوحات الإلكترونية، حيث يتم اختبار اللوحات بمستويات حرارة مرتفعة للغاية ومنخفضة للغاية، تتراوح من 50 درجة مئوية إلى 70 درجة مئوية.
ويضم قسم المختبرات في مركز محمد بن راشد للفضاء المختبر الكهربائي، ويستخدم لإجراء اختبارات وظيفية للكهرباء والبرمجيات على اللوحات الإلكترونية للنموذج والنموذج النهائي QM والنموذج EM الهندسي.
قسم المختبرات
يضم قسم المختبرات المختبر الميكانيكي، ويتم من خلاله الإعداد النهائي للقطع الميكانيكية وتصنيع الأنظمة الحرارية، كما يوجد بالمختبر الميكانيكي الطابعة ثلاثية الأبعاد، والتي تستخدم في التحقق من التصاميم الجديدة قبل التصنيع النهائي، ويركز المهندسون في المختبر الميكانيكي على الأنظمة الميكانيكية المصنعة، حيث يتم المراجعة، والتأكد من نظافتها، فضلاً عن أخذ قياسات الأدوات الميكانيكية أو الألواح، وفي بعض الأحيان توضع الأغلفة الحرارية على الألواح الميكانيكية، وتجهز الأدوات اللازمة للتركيب على القمر، من وضع الأغطية الحرارية بقياسات مختلفة للمحافظة على نظافتها.
ويعمل حالياً فريق من المهندسين والمهندسات الإماراتيين يملكون خبرة في تطوير الروبوتات، ضمن فريق مشروع الإمارات لاستكشاف القمر «أول مهمة عربية علمية» على الانتهاء من تجميع ودمج النموذج الأولي للمستكشف راشد، إذ يصل عدد الفريق إلى 50 مهندساً يعملون في المشروع، منهم 30-40% من النساء.
وأكمل الفريق الاختبارات الوظيفية في مختبرات مركز محمد بن راشد للفضاء، فيما يحضر حالياً لاختبارات قدرة التحمل التي سيتم إجراؤها في ظروف تحاكي بيئات الفضاء والقمر، بينما يأتي ذلك استعداداً للمهمة التي ستنطلق في نهاية 2022، وسيكون موقع الإطلاق من ولاية فلوريدا الأميركية عبر صاروخ الإطلاق space x.
وسيضم المستكشف تقنيات ذات كفاءة عالية، ترتكز في عملها على تحليل البيانات والنتائج، دون الحاجة إلى إرسالها إلى الأرض. ومن بين الأجهزة التي سيزوّد المستكشف «راشد» بها خلال مرحلة التطوير، كاميرات ثلاثية الأبعاد، وأنظمة استشعار واتصال متطورة وفعالة، وألواح شمسية لتزويده بالطاقة، وكاميرات لرصد الحركة عمودياً وأفقياً، وكاميرات المجهر لرصد أدق التفاصيل، وكاميرات التصوير الحراري.