ناصر الجابري (أبوظبي)
أكد عدد من المسؤولين، أن اختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رجلاً للإنسانية من قبل مؤسسة التعليم البابوية التابعة للفاتيكان، يأتي تقديراً وتأكيداً على إنسانية الدور العالمي الذي يقوم به سموه، من خلال الدعم اللا محدود للعمل الإغاثي الإنساني الميداني والدعم الصحي وتوفير قوافل المساعدات للعديد من دول العالم، والتي ساهمت في ترسيخ أواصر الأخوة الإنسانية وإحلال الأمان والاستقرار والنماء والحضارة، وإبعاد شبح الصراع والتهجير والدمار. جاء ذلك خلال الندوة التي عقدها مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات أمس عن بُعد، بعنوان «التسامح رسالة الإمارات الإنسانية»، وذلك بمشاركة الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، والدكتور سلطان فيصل الرميثي الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، وبحضور علي عبدالله الرميثي المدير التنفيذي للدراسات والإعلام في نادي تراث الإمارات، وفاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث، إضافة إلى عدد من المسؤولين في المركز.
وقال الدكتور محمد مطر الكعبي: رسخ الوالد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مفهوم منهجية العمل الإنساني بقلبه الواسع والرحيم وبنظرته بعيدة المدى، حيث استطاع أن يُسعد الإنسان في الداخل والخارج كيفما كانت ديانته أو لونه أو جنسه وعرقه، إيماناً منه بروابط الإنسانية التي تجمع العالم، وأن من يملك المال يسخره لخدمة عباده، وهو النهج الذي تبنته القيادة الرشيدة.
وأضاف: إن هذه السلسلة النيرة من العطاءات والوقفات الإنسانية المتواصلة، مدت جسوراً راسخة وقوية أوضحت للعالم أجمع معنى الأصالة الإماراتية، وأظهرت قيم الوطن المتجذرة حتى وصلت الدولة لقمة العطاء الإنساني، حيث جاء تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ليؤكد دور سموه الريادي، والذي يعد فخراً واعتزازاً لكل إماراتي، لما يحمله من محبة ووفاء لشخص سموه، والذي يعد معلماً من معالم الخير، بما يسعى له من وقفات إنسانية تاريخية.
وأشار إلى أن الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، عملت على صياغة استراتيجية فكرية لتعزيز قيم السلام، روعي فيها تحقيق الانتماء للوطن والتفاعل مع قضاياه وإيصال رسائل السلام والتسامح للآخرين، حيث تضمنت ركائز منها تحقيق قوة الانتماء وترسيخ طاعة ولي الأمر وسلامة الفكر والمعتقد، وعبر قيم شملت الكرامة الإنسانية والتعارف والتعايش وحرية المعتقد.
ولفت إلى أن الهيئة تواصل جهودها، عبر نشر ثقافة التسامح والتعايش للمنتسبين لمراكز تحفيظ القرآن الكريم والذين يبلغ عددهم حالياً 48 ألف شخص، وتعميم وثيقة التسامح للعاملين في 5 آلاف مسجد حول الدولة، وتوفير خطبة الجمعة بـ3 لغات، مع وجود خطة لتوسيعها إلى 10 لغات، وبوجود 3.5 مليون فتوى عبر منصات الهيئة، وبتسجيل زيارات إلكترونية من 170 دولة حول العالم من الذين يطلعون ويتلقون خطبة الجمعة، وهو ما يمثل تأكيداً على ثقتهم بمبادئ وقيم الهيئة وبرسائلها الإنسانية المستمدة من نهج القيادة الرشيدة.
ومن ناحيته أكد الدكتور سلطان فيصل الرميثي، أن المتتبع لتاريخ دولة الإمارات منذ قيامها، سيجد التسامح والأخوة والمحبة والخير باعتبارها نهجاً ومبدأ في الدولة، حيث تم إطلاق مجموعة من المبادرات بشأن تعزيز هذه المفاهيم، من خلال تسمية الأعوام الوطنية والتي حملت اسم عام زايد والذي يمثل نموذجاً للخير والتسامح والاعتدال، وعام التسامح وعام الخير لنشر ثقافة هذه القيم.
وأشار إلى أن فلسفة القيادة الرشيدة تتمحور حول أهمية تحمل المجتمع للمسؤولية الأخلاقية للعيش بسلام وللاشتراك في الأرض وللمساهمة في تنمية الدولة وتحقيق الصالح العام، وهو الأمر الذي تؤكده خطابات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والتي تؤكد أهمية القيم الإنسانية ومحورية كرامة الفرد، وعبر جهود دولة الإمارات التي تسعى لحل القضايا عبر تحكيم المنطق والعقل. ولفت إلى أن مجلس حكماء المسلمين يعمل على جمع علماء الأمة من الذين يطلقون خطابات المحبة والتسامح في مواجهة خطابات الكراهية والتعصب، حيث أسس المجلس مرصداً خاصاً برصد خطابات التسامح، كما يواصل جهوده المتمثلة في التعريف بالبيت الإبراهيمي بدولة الإمارات، وبمواصلة السعي لإعلاء قيم الأخوة الإنسانية من خلال التذكير بأهمية التوافق والتوحد والعيش المشترك في مواجهة التفرقة والتعصب.