الأحد 10 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
علوم الدار

ماجد الصريدي: 15عاماً من الضياع والإدمان

ماجد الصريدي: 15عاماً من الضياع والإدمان
28 يونيو 2021 01:40

خلفان النقبي (أبوظبي)

نظم المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي أمس الأول، حلقة نقاشية افتراضية بعنوان: «من التعاطي.. إلى التعافي2»، بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، واستضافت الحلقة النقاشية ماجد الصريدي، أحد المتعافين من مرض الإدمان. تم استعراض أبرز الجهود والبرامج التوعوية والمجتمعية لمواجهة آفة المخدرات، وتأثيرها على المجتمعات وتجربة المتعافي الذي نجا أخيراً من فخ المخدرات، وذلك بحضور فاطمة الحامدي، اختصاصي نفسي رئيسي، وتقديم سلوى الحوسني، مدير مكتب التواصل المجتمعي بالمركز الوطني للتأهيل.
وأكد المتعافي ماجد الصريدي، أن بداية الإدمان كان في سن الـ15، والتي كان سببها الرئيسي هو الصحبة السيئة وحب الفضول والتجربة، وطريقة العرض كانت خرافية، حيث تم غرس الأُفكار الشيطانية في العقل بجمل بسيطة لها تأثير كبير في حياة الفرد، وهي: هذه المادة ستجعلك ملكاً ونشيطاً، وتتكلم وتواجه أي مشكلة في حياتك وغيرها الكثير.
 وقال الصريدي: تملكني الخوف من أن يراني أحد أفراد عائلتي فكنت أتعاطاها بالسر، وبعد فترة بسيطة لم أستطع إدراك سلوكي وأفعالي حتى وصلت إلى مرحلة أنني أحتاج إلى المادة بشكل يومي، وما كان يسهل علي الإدمان هو أنني أسكن بعيداً عن عائلتي، وأثر ذلك على سلوكي وشخصيتي من شخص محبوب إلى شخص مخيف ووحيد، واستمر إدماني إلى 15 سنة. وأضاف: وصلت حالتي إلى أنني أسرق حتى أتمكن من إحضار المواد المخدرة وحينها تم اكتشاف إدماني من قبل عائلتي. 

اليأس من الحياة 
وأوضح الصريدي، أن النقطة التي قال فيها (أنا اكتفيت من التعاطي) كان في حالة يأس من حياته المملة والهزيلة، وابتعاده عن أبنائه وعائلته، والذي شعر في وقت متأخر بأنه لا يستطيع أن يكمل حياته بدونهم، وكان عمره 29 سنة، وقال: ذهبت إلى أخي الكبير وطلبت منه مساعدتي في العلاج من الإدمان، وذلك لأنني رأيت شخصاً كان مدمناً ونجح في التعافي، وشعرت بأنني أيضاً قادر على خوض مسيرة التعافي، لتعود حياتي طبيعية وأفضل من السابق، وكانت بداية العلاج والتعافي بدخول المركز الوطني للتأهيل، وهنالك برنامج علاجي يسبق المرض بخطوة، والسرية التامة التي تساعد وتحفز المريض وعائلته للتأكد من أن المعلومات السرية خاصة فقط بالمريض لا غير، وما أثر في الصريدي هو أن الجميع ينظرون له على أنه مجرم و«حرامي»، عكس الدكتور أخبره بأنه مريض ويسهل علاجه وشفاؤه من المرض، وكانت فترة علاجه من الإدمان 3 سنوات و7 أشهر، حتى أصبح الآن متعافياً.

البرامج الوقائية
وأوضحت فاطمة الحامدي، اختصاصي نفسي رئيسي في المركز الوطني للتأهيل، أن هنالك الكثير من البرامج الوقائية لشريحة المراهقين قبل سقوطهم في هاوية الإدمان، حيث إن الفضول وحب التجربة وترك مسافة كبيرة للأبناء دون مراقبة هي طريق الهلاك، بالإضافة إلى مصاحبة من هم أكبر سناً، وهم من يغرسون في عقل أبنائنا التجربة والمغامرة المخيفة التي تؤدي إلى الهلاك، حيث إن هنالك ما يسمى بالسلوك الإدماني للمدمن ويؤدي إلى العزلة والابتعاد الكلي عن الجميع، وتجاهل أي سؤال موجه له يثير الشكوك حول إدمانه، وهذا ما يؤثر على علاقاته الاجتماعية.
وأشارت الحامدي، إلى أن من الواجب تخوف الأهل على أبنائهم، ولكن للاطمئنان هنالك سرية تامة وخصوصية كاملة لكل مريض، وعدم نشر حالته المرضية للغير حتى لعائلته دون موافقة المريض نفسه في المركز الوطني للتأهيل، وأن السؤال والتثقيف مهمان للحفاظ على الأبناء ولا يوجد به أي عيب، كما أن هنالك قانوناً ينص على أن لا يتم القبض على المريض في حال ذهابه إلى مركز التأهيل لغرض العلاج والتعافي، ولكن تتم معالجته والوقوف معه ومساندته حتى تعود حياته طبيعية ويكون فرداً فعالاً في المجتمع. وقالت الحامدي: بعد تعافي ماجد الصريدي أصبح متطوعاً في البرنامج العلاجي نفسه الذي تعافى به، وذلك بأنه أقرب للمريض من الباقين، ولأنه عاش في نفس مرحلتهم في السابق، وهو الشخص الأنسب الذي يستطيع مساعدة المرضى حتى وصولهم للتعافي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©