الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
علوم الدار

المتطوعون.. شباب في حب الوطن

تجارب متنوعة ومهام متعددة والهدف خدمة الوطن (أرشيفية)
22 مايو 2021 06:20

خلفان النقبي (أبوظبي)

يثبتون دائماً بأفعالهم وهمتهم العالية أن التطوع ليس عملاً خيّراً فقط، بل حياة يتعلمون منها ومن تجاربها المختلفة إعلاء شأن العمل التطوعي في خدمة مجتمعهم، غايتهم الأولى التي يحرصون على تحقيقها مساعدة المحتاجين، وكذلك رد الجميل لوطن أعطاهم الكثير في شتى مناحي حياتهم.  
عدد من المتطوعين الإماراتيين عبروا عن تجاربهم مع التطوع، وأهم التحديات التي واجهتهم خلال أزمة كورونا.
وأكد المتطوع محمد عبدالله الحميدي، أن من أهم التحديات التي واجهته في الفترة الماضية كانت في مهمة التعقيم الوطني، حيث إن من الصعب وجود عدد كبير من المتطوعين في الميدان، وذلك بسبب خوف المتطوعين من المخالفات التي وضعتها الجهات المختصة وقوانين الحظر وعدم خروجهم من المنزل، بالإضافة إلى التقيد بالإجراءات الاحترازية والالتزام بالشروط التي وضعتها الجهات المختصة للتخلص من فيروس كورونا. 
وقال: «كان علينا التعامل مع عدد كبير من الفئة العمالية في المناطق الصناعية، ما يصل إلى أكثر من 4000 شخص يومياً، حيث دورنا هو تقديم الدعم لجميع الأفراد لفحص أكبر عدد ممكن وتسهيل آلية عملهم». وأضاف الحميدي أنه توجه للتطوع منذ 2015، وحصل على أكثر من 8000 ساعة تطوعية، حيث إنه تطوع في العديد من الأماكن في الدولة، منها الأولمبياد الخاص، مؤتمر الطاقة الدولي في أبوظبي، ومتطوع في فريق الدعم اللوجستي للمؤتمر. كما أن الدافع للعمل التطوعي هو استغلال الوقت للقيام بأعمال مفيدة من خلالها تطوير الذات واكتساب مهارات جديدة في الحياة، ووجه رسالة لجميع أفراد المجتمع، أن علينا كشعب واحد في دولة الإمارات أن نساهم ونتعاون على عمل الخير كما تعلمنا من قيادتنا الرشيدة، والعمل التطوعي جزء مهم وأسلوب حياة. 
وأوضح المتطوع حمد ناصر العلوي، أنه متطوع منذ 2014 في مجالات عدة مثل الرياضة، العمل التطوعي الإنساني، البطولات المحلية والدولية، المجلس الوطني الاتحادي، واكتسب الكثير من المهارات المهمة التي تساعد على بناء شخصية جبارة وقيادية مثل التعامل مع الجمهور، الصبر، الانضباط، والتكيف مع ضغوط العمل، حيث أنجز 6630 ساعة تطوعية، وفي أماكن عدة، منها المستشفى الميداني، المدينة الإنسانية، المسح الوطني، فريق التقصي والتفتيش الميداني، لبية يا وطن، توزيع المير الرمضاني، متطوع في التجارب السريرية، والخدمات الطبية في المجالس. 
وقال العلوي: «خدمة الوطن وأفراد المجتمع ومساندة خط الدفاع الأول، ورد الجميل للوطن الذي قدم لنا كل سبل الراحة والأمن والأمان، الدافع القوي الذي جعلني اتجه للتطوع، وذلك لأن العمل من دون مقابل له طعم جميل وشعور رائع لنفسي أولاً ومن ثم الأشخاص الذين نقدم لهم الخدمة، بالإضافة إلى أن دموع الفرح للمصابين بمرض كورونا حين يتم الوصول إلى مقر سكنهم وتقديم العلاج اللازم لهم من أجمل المواقف وأقربها للقلب.  وأهم التحديات التي تواجهنا البعد عن الأهل والأقارب، وذلك لأن العمل التطوعي يحتاج للصبر والاستمرار، لذلك أشجع الجميع لتجربة العمل التطوعي، حيث إنه يزيد المعرفة والعلاقات الاجتماعية، ويبني الشخصية، ويخلق السعادة النفسية والراحة الذاتية.

  • دور لافت للمتطوعين في دعم خط الدفاع الأول
    دور لافت للمتطوعين في دعم خط الدفاع الأول

وأشار المتطوع شهاب أحمد الشحي، إلى أنه شارك في فعاليات متعددة متطوعاً، منها الرياضية، الاجتماعية، والإنسانية، حيث كانت بداية مسيرته التطوعية في 2007، حيث انضم إلى مؤسسة الإمارات للشباب في تكاتف، وأحرز 4500 ساعة تطوعية، وأولى مبادراته في كأس العالم للأندية، ومن ثم المؤتمر العلمي العالمي، واستقبال الملكة اليزابيث، والكثير من المجالات الهادفة التي رفعت من مستوى قدراته في العمل التطوعي من العمل على روح الفريق الواحد، التقيد والانضباط بالوقت، الرحمة والمودة على جميع أفراد المجتمع، والمساعدة دون مقابل. 
وقال الشحي: «شاركت في (ساند) وتعلمت الكثير حول الإسعافات الأولية والتدخل السريع في الأزمات والطوارئ، بالإضافة إلى تنظيم بطولة كأس العالم للأندية وكأس آسيا، وذلك لكي أقف بجانب خط الدفاع الأول في جميع الحالات، وأن أساندهم، وأبذل الجهد الجبار في خدمة وطني».
وأضاف الشحي أنه شارك خلال أزمة كورونا مع خط الدفاع الأول، وانضم كمتطوع في «اماراتي مارشلز» مع صحة في مدينة الإمارات الإنسانية، مستشفى محمد بن زايد الميداني، وخيمة فحص مصفح لإجراء مسحة «كوفيد-19»، حيث إن العمل التطوعي عمل إنساني تعلمته من قيادتنا الرشيدة والتي لها الدور الكبير في مساندة المتطوعين وتوجيههم بشكل كلي، وذلك لتعود المصلحة على المجتمع الإماراتي. 
وقال: «كما أن ميولي التطوعية تتجه نحول التطوع الرياضي، وأنني منظم معتمد مع منظمة الإمارات للسيارات والدراجات النارية، وأني نائب رئيس قطاع حلبة ياس، ودوري يكون في تأمين أدوار كل منظم مشارك في الحدث من ناحية التثقيف في أمور الحلبة والأمن والسلامة. كما شاركت برفع علم دولة الإمارات في المحافل الدولية مثل جائزة طيران الاتحاد الكبرى وطيران الخليج وسباق الولايات المتحدة الأميركية للفورمولا، وطموحي بمسيرتي التطوعية الوصول للقمة في تحقيق كل ما هو جدير بالذكر في عالم التطوع».
وبينت المتطوعة رقية إسماعيل الشحي، أنها ربة منزل ولديها 4 أبناء، ولم تتوقف عن الأعمال التطوعية، حيث إنها استطاعت أن تؤدي أعمالها المنزلية والتطوعية على أكمل وجه دون أي تقصير، وبدأت العمل التطوعي منذ 2015، حيث حصلت على 1369 ساعة تطوعية و21 دورة تدريبية، وقالت: «ما دفعني للتطوع هو أن التطوع سعادة وإيجابية، وواجبي في التعبير عن الولاء والانتماء لدولتي الإمارات التي يسعى حكامها جاهدين لترسيخ معنى التطوع وأهميته للمجتمع، وحب رسم البسمة على وجوة الآخرين وإدخال السعادة إلى نفوسهم، وأصبح التطوع إدماناً بالنسبة لي وشغفاً لتطوير مهاراتي الشخصية ومهارات التواصل والاتصال مع الآخرين وزيادة المعرفة في جوانب التطوع، بالإضافة إلى أنه تم تدريبنا وتأهيلنا من قبل الجهات التطوعية، بحيث نواجه التحديات ومعرفة اتخاذ القرار الصحيح عند مواجهة أي تحدٍ لتجنب الوقوع في أي خطأ». 
وقالت الشحي: «لدي العديد من المشاركات التطوعية المتنوعة في خدمة الوطن، البيئة، الصحة، التعليم، الثقافة، التراث، التكافل الاجتماعي، والدين». وأثناء جائحة كورونا شاركت ضمن برنامج تكاتف في حملة مساندة خطة الدفاع الأول الرمضانية بتوزيع وجبات الإفطار، بالتعاون مع مكتب فخر الوطن ومؤسسة الإمارات وبنك أبوظبي الأول والتطوع التخصصي في صيانة منازل بعض أفراد من خط الدفاع الأول، وأول المستجيبين للجائحة في منفذ الدارة الحدودي برأس الخيمة لمواجهة فيروس كورونا، بالإضافة إلى المشاركة في التعقيم الوطني، دعم الطب الوقائي، توزيع الكتب المدرسية في مختلف المدارس، وتوزيع أجهزة الحاسب الآلي في منطقة رأس الخيمة التعليمية، وغيرها الكثير من المشاركات التي كانت قبل أزمة كورونا. والشحي حاصلة على رخصة مدرب معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات، وحاصلة على رخصة مدرب للاستجابة في حالة الطوارئ من منظمة الإنعاش القلبي الرئوي والإسعاف الأولي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©